قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إن الشرق الأوسط يتجه إلى مزيد من الصراع وطالب بعدم اتخاذ إجراءات تصعيدية، في حين نقلت رويترز عن مصادر أن حلفاء إيران سيجتمعون في طهران لبحث خيارات الرد على إسرائيل.
واستشهد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران أمس الأربعاء في عملية اغتيال لم تعلن إسرائيل رسميا عن تبنيها، في حين أكدت مسؤوليتها عن قتل القيادي في حزب الله فؤاد شكر في قصف على الضاحية الجنوبية ببيروت.
وفي ظل مخاوف من اندلاع صراع إقليمي عبر عمليات ثأرية تستهدف إسرائيل، نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن بلينكن قوله إن الشرق الأوسط يتجه لمزيد من الصراع، وحث كل الأطراف على عدم اتخاذ إجراءات تصعيدية.
ويرى وزير الخارجية الأميركي ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة من أجل “كسر دائرة العنف”، وطالب جيع الأطراف بتبني “الخيارات الصحيحة” في الأيام المقبلة، وأضاف “تحدثت مع زملائي في مختلف أنحاء المنطقة، وكلهم يركزون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وجميع الأطراف بحاجة إلى إيجاد أسباب للتوصل إلى اتفاق وليس البحث عن مبررات لتأخيره”.
وفي وقت سابق نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن دبلوماسي غربي قوله إن من وصفهم بـ”الجميع” يضغطون على طهران حتى لا ترد على اغتيال هنية، ونقلت عن مسؤولين لم تسمهم أن “مستقبل الصراع قد يعتمد على حسابات إيران أكثر من حسابات إسرائيل”.
وقالت فايننشال تايمز إن دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين يجرون محادثات عاجلة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط في سباق لمحاولة تجنب اندلاع حرب إقليمية شاملة.
اجتماع طهران
في المقابل، قالت 5 مصادر لرويترز إن مسؤولين إيرانيين كبارا سيلتقون بممثلي حلفاء طهران في المنطقة من لبنان والعراق واليمن اليوم الخميس لمناقشة الرد المحتمل على إسرائيل.
وعقب حادثة اغتيال هنية، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن طهران ترى أن “من واجبها الثأر لدم هنية”، لأن الاغتيال وقع على الأراضي الإيرانية. وأضاف، في بيان، أن “الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي، باغتياله هنية، مهّد الأرضية لمعاقبته بقسوة”.
في السياق نفسه، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن 3 مسؤولين إيرانيين مطلعين أن خامنئي أمر في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي بضرب إسرائيل مباشرة ردا على اغتيال إسماعيل هنية.
وأضاف هؤلاء أن القادة يدرسون شن هجوم بمسيّرات وصواريخ على أهداف عسكرية بمحيط تل أبيب وحيفا، وأن من بين الخيارات هجوما منسقا من إيران واليمن وسوريا والعراق لتحقيق أقصى تأثير.
وقال المسؤولون الإيرانيون -حسب الصحيفة- إن خامنئي أمر الحرس الثوري والجيش بإعداد خطط للهجوم والدفاع إذا توسعت الحرب، مشيرين إلى أن إيران ستحرص على تجنب ضرب الأهداف المدنية في أي هجوم على إسرائيل.
وتتحسب إسرائيل لرد من إيران على اغتيال إسماعيل هنية وكذلك من حزب الله على اغتيال فؤاد شكر، وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن إسرائيل أبلغت لبنان وإيران عبر قنوات دبلوماسية أنها مستعدة لحرب شاملة.
وأضافت القناة أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تستعد لمجموعة من الردود المحتملة تشمل محاولات لاختراق الحدود الشمالية.