سجلت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت الأحد في تركيا نسبة مشاركة تاريخية بلغت نحو 89%، متفوقة على ما حققته كبرى الديمقراطيات العريقة في العالم خلال السنوات الماضية.
وقد أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أن الانتخابات الرئاسية ستنتقل إلى جولة إعادة في 28 مايو/أيار الجاري، إذ لم يتمكن أيٌّ من المرشحين من تخطي نسبة 50% اللازمة للفوز من الجولة الأولى.
وحصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرشح تحالف الجمهور على 49.51% من الأصوات، مقابل 44.88% لمرشح تحالف الشعب المعارض كمال كليجدار أوغلو، وذلك وفق النتائج التي أعلنها رئيس الهيئة العليا للانتخابات اليوم الاثنين بعد فرز 100% من الأصوات في الداخل.
وفي داخل تركيا، أدلى نحو 54 مليون ناخب بأصواتهم، وبهذا تبلغ نسبة المشاركة 88.92%، وفقا لما أعلنته الهيئة العليا للانتخابات.
أما تصويت الأتراك في الخارج فقد بلغت نسبته 52.69%، حيث شارك قرابة 1.7 مليون مغترب في الاقتراع.
ووفقا لما أوردته وسائل إعلام تركية، فإن نسبة المشاركة داخل تركيا فاقت النسب المسجلة في آخر 10 انتخابات أجريت في البلاد.
وحسب المصادر ذاتها، فقد بلغت نسبة المشاركة 93.38% في انتخابات عام 1987.
انتخابات الغرب
وتعد نسب المشاركة المسجلة في تركيا خلال السنوات الأخيرة أفضل مما حققته الديمقراطيات الغربية بوجه عام.
ففي الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020 -التي سجلت الولايات المتحدة فيها أعلى نسبة مشاركة في القرن الحادي والعشرين- بلغت نسبة المشاركين 66.8%، وفقا لمكتب الإحصاء الأميركي.
وفي الانتخابات الفرنسية لعام 2022، بلغت نسبة المشاركة في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية 63.23% وفق ما أعلنته وزارة الداخلية.
وفي الانتخابات الألمانية التي أفضت إلى اختيار أولاف شولتز مستشارا للبلاد خلفا لأنجيلا ميركل، بلغت نسبة المشاركة 76.6%.
أما إسرائيل التي تصف نفسها بأكبر ديمقراطية في الشرق الأوسط، فقد بلغت نسبة المشاركة في انتخاباتها البرلمانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 47.5%، وكانت الأعلى منذ عام 1999، وفقا للجنة الانتخابات الإسرائيلية.
ترحيب إقليمي ودولي
وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، أعربت دول عديدة عن ترحيبها بمجريات عملية الانتخابات في تركيا، وأكدت أنها ستحترم نتائجها.
فقد رحبت الخارجية الألمانية بالإقبال الكبير للمواطنين الأتراك على المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة أندريا ساسي في مؤتمر صحفي، اليوم الاثنين، إن الإقبال الكبير أظهر أن المواطنين الأتراك “يولون أهمية كبيرة للمعايير الديمقراطية ويستفيدون منها”.
بدوره، أشاد المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن هيبيستريت بـ”الانتخابات الديمقراطية” في تركيا.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني احترام بلاده لإرادة الشعب التركي التي تجلت في الانتخابات.
وقال في مقابلة مع صحيفة “إل مساجيرو” (Il Messaggero) إن تركيا مستمرة في كونها “أحد اللاعبين الرئيسيين في الناتو (حلف شمال الأطلسي) وفي (جهود) الاستقرار في البحر المتوسط”.
من جانب آخر، وصفت الخارجية الإيرانية الإقبال الواسع على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية بأنه “مؤشر على انتصار الديمقراطية” في هذا البلد، وفقا لما جاء في تصريحات المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني.
وهنأ كنعاني الشعب التركي ومنظمي الاقتراع والأحزاب السياسية على هذه المشاركة الواسعة في الانتخابات، متمنيا لهم مستقبلا أفضل على إثرها.
بدورها، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ارتفاع نسبة المشاركة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية بأنها “مكسب كبير”.
وقالت -في مؤتمر صحفي عقدته مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال- إن “المشاركة الكبيرة في هذه الانتخابات نبأ جيد حقيقةً، لأن هذا يظهر التزام الشعب التركي بالإدلاء بأصواتهم عبر استخدام حقوقهم، وتقديرهم للمؤسسات الديمقراطية”.