أبدت دوائر إسرائيلية قلقها إزاء ما قالت إنها محاولات تقوم بها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لاستعادة السيطرة على شمال قطاع غزة، واعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن سحب الجيش من المنطقة “خطأ فادح وخطير”.
وقالت إذاعة الجيش اليوم الثلاثاء إن هناك اتجاها مثيرا للقلق في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وهو أن حماس تحاول استعادة قدراتها المدنية شمال قطاع غزة.
وأضافت الإذاعة بعد انتهاء المناورة البرية شمال قطاع غزة، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعترف بمحاولات حماس إعادة شرطتها المحلية إلى المنطقة والسيطرة عليها.
ووجّه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم الثلاثاء، انتقادات حادة لقرار سحب الجيش من شمال قطاع غزة، ودعا إلى احتلال القطاع.
وقال زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف بمنشور على منصة إكس “يتخذ الكابينت (مجلس الوزاري المصغر) قرارات خاطئة مرارا وتكرارا، مما يؤدي إلى ضرر”.
وأضاف بن غفير أن “قرار سحب الجيش الإسرائيلي من مراكز حماس في قطاع غزة هو خطأ فادح وخطير سيكلف أرواحا بشرية”.
وتابع أن “وابل الصواريخ الذي أطلق هذا الصباح على نتيفوت من منطقة غادرتها قوات الجيش الإسرائيلي أمس فقط، يثبت مرة أخرى أن احتلال القطاع ضروري لتحقيق الأهداف القتالية”.
واعتبر بن غفير أن استمرار الحرب وتجاوز الحكومة السياسية الأمنية من خلال الحكومة الصغيرة (المجلس الوزاري الحربي) “أمر غير مقبول للقوة اليهودية”، وفق تعبيره.
سحب فرقة من الجيش
والاثنين، قالت إذاعة الجيش إن الأخير قرر سحب الفرقة 36 من قطاع غزة، فيما تواصل 3 فرق القتال إلى جانب القوات الخاصة، وهي المسؤولة عن ساحل شمال غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي نفذ صباح الثلاثاء، توغلات جديدة في أكثر من محور بمحافظتي غزة والشمال، وسط اشتباكات مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع يوآف غالانت، انتهاء العملية البرية المكثفة في الشمال.
وكان غالانت قال -في مؤتمر صحفي الاثنين- في إشارة إلى الحرب البرية “في المنطقة الشمالية من قطاع غزة، ستنتهي هذه المرحلة. وفي جنوب غزة سنصل إلى هذا الإنجاز وسينتهي قريبا”.
وأضاف غالات مفسرا المرحلة الثالثة من الحرب “في كلا المكانين ستأتي اللحظة التي ننتقل فيها إلى المرحلة التالية. نكيّف عملياتنا الميدانية بما يتناسب مع الواقع على الأرض كما يتبين لنا، وفقا للإنجازات العسكرية، ومع تدمير العدو، ووفقا لمعلوماتنا الاستخبارية”.
ولم يكشف وزير الدفاع ما إذا كانت العملية البرية شمال القطاع قد حققت فعلا أهدافها المتمثلة في القضاء على حركة حماس.
لكن بدورها، أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أنه على سبيل المثال، شاحنات المساعدات الإنسانية التي تصل شمال قطاع غزة، تصل جميعها بالفعل إلى أيدي حماس.
وقالت “تعمل حماس على استعادة السيطرة على المنطقة، في ظل الفراغ الذي نشأ هناك”.
واعتبرت الإذاعة أن القلق الرئيسي في المؤسسة الأمنية هو احتمال نجاح حماس في استعادة قدراتها العسكرية في المنطقة أيضا.
وقالت إنه “من اللافت للنظر أحداث اليوم الأخير بشمال قطاع غزة، ففي بيت لاهيا، ضبطت قوات الجيش الإسرائيلي 60 صاروخا جاهزة للإطلاق، وفي مخيم الشاطئ قتلت قوات الجيش 9 مسلحين، وأمس تم إطلاق وابل من حوالي 10 صواريخ من بيت حانون باتجاه سديروت في غلاف قطاع غزة”.
وتساءل المراسل العسكري لإذاعة الجيش دورون كادوش “ألم يأت قرار التحول إلى الغارات الاستهدافية شمال قطاع غزة مبكرا، وهل كان من الأفضل ترك فرقة بأكملها للقيام بمناورة واسعة النطاق داخل المنطقة وعدم تقليص قواتها؟”.
وأضاف كادوش”لماذا نتحدث عن اليوم التالي، في حين أن هذا اليوم موجود بالفعل في شمال قطاع غزة”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء، 24 ألفا و285 شهيدا، و61 ألفا و154 مصابا، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
وكانت إسرائيل حددت 3 أهداف للحرب وهي إسقاط حكم حماس في غزة، والقضاء على قدراتها العسكرية، وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، لكنها حتى اليوم لم تعلن تحقيق أي من هذه الأهداف.