تتزايد المخاوف من ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة قد تطال هذه المرة مستشفى القدس في حي تل الهوى وسط مدينة غزة بعد المجزرة المروعة التي طالت مستشفى المعمداني في حي الزيتون جنوب شرق غزة.
ورصد مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح أوضاع النازحين والجرحى في مستشفى القدس، والذي هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدميره في أكثر من مناسبة بالأيام الأخيرة.
ويتكون المستشفى -الذي يتبع الهلال الأحمر الفلسطيني- من 10 طوابق ولم يصمم كمركز إيواء لكن ممراته وجنباته وكافة مداخله حاليا تعج بآلاف الناس والنازحين بداخله.
ووفق المشاهد التي عرضها تقرير الجزيرة، فقد نزح أكثر من 12 ألف فلسطيني إلى المستشفى ظنا بأنه أكثر أمانا من المنازل التي يسكنون فيها، حيث افترش بعضهم الأرض، ولم يحضروا معهم سوى بعض المتعلقات الشخصية والمستلزمات البسيطة.
وقالت إحدى العائلات التي ظهرت بالتقرير إنها نزحت من حي الشجاعية ولديها سيدة مصابة إثر قصف إسرائيلي، إضافة إلى حرق طال وجه أحد أطفالها بعدما استشهد والده وبعض أشقائه.
ووصفت نازحة أخرى، الأوضاع داخل المستشفى بـ”المأساوية جدا”، وقالت إنها لم تنم يوما براحة منذ النزوح إلى المستشفى، ونفت وجود أي مساعدات غذائية، مطالبة الصليب الأحمر بتوفير منطقة آمنة للذهاب إليها.
ورفضت الذهاب إلى الجنوب مثلما يطالب الجيش الإسرائيلي سكان شمال قطاع غزة، مؤكدة بنبرة حازمة عدم وجود أي نية لديها لتكرار “نكبة ثانية”.
من جانبه، أبدى أحد الأطباء خوفه الشديد من تكرار مجزرة المعمداني، مشيرا إلى خروج 7 مستشفيات من الخدمة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المباشر، وأكثر من 24 سيارة إسعاف رغم حملها شارة الهلال الأحمر الفلسطيني.
يذكر أن وزارة الصحة في غزة ذكرت أن حصيلة المجزرة الإسرائيلية التي استهدفت المستشفى المعمداني مساء الثلاثاء الماضي بلغت 471 شهيدا.
وأثار قصف المستشفى إدانات شديدة في عواصم عديدة، مع اتهامات للمجتمع الدولي بالتواطؤ مع إسرائيل، ودعوات إلى ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.