عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -اليوم الخميس- خلال القمة الروسية الأفريقية في سان بطرسبورغ تزويد أفريقيا بالحبوب، وذلك بعد أيام من انسحاب بلاده من اتفاق تصدير الحبوب الذي كانت ترعاه الأمم المتحدة وتركيا.
وفي كلمة ألقاها في القمة التي تستمر يومين ويشارك فيها العديد من القادة الأفارقة، قال بوتين إن روسيا قادرة على تعويض الحبوب الأوكرانية إلى أفريقيا على الصعيدين التجاري والخاص، والوفاء بما سماه دورها المحوري في الأمن الغذائي العالمي.
وأضاف أن الحبوب ستكون مجانية للدول الأكثر حاجة لها في القارة الأفريقية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده مستعدة لتزويد كل من بوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وإريتريا بما بين 25 و50 ألف طن من الحبوب المجانية لكل دولة في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة، ورد المشاركون في القمة بالتصفيق.
وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية إن 49 دولة أفريقية من أصل 54 تشارك في قمة سان بطرسبورغ.
وعُقدت أول قمة روسية أفريقية في العام 2019، وتأتي القمة الثانية فيما تسعى روسيا إلى توطيد علاقاتها مع أفريقيا في مواجهة العقوبات الغربية التي فرضت عليها بسبب حربها على أوكرانيا.
انتقادات للغرب
وفي كلمته بالقمة الروسية الأفريقية وجّه الرئيس الروسي انتقادات إلى الدول الغربية ورفض اتهامها لروسيا بالتسبب في أزمة غذاء عالمية.
وقال بوتين إن روسيا انسحبت من الاتفاق، لأنه لم يتم الوفاء بأي من الوعود بشأن تسهيل صادراتها من الحبوب والأسمدة.
وأضاف أن أكثر من 70% من الحبوب الأوكرانية التي صدّرت بموجب الاتفاق -الذي سمح بتصدير 48 مليون طن من القمح- ذهبت إلى دول ذات دخل مرتفع أو أعلى من المتوسط، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن دولا فقيرة مثل السودان تلقت أقل من 3% من الشحنات.
وقال الرئيس الروسي “تظهر صورة متناقضة، فمن ناحية تعرقل الدول الغربية إمداداتنا من الحبوب والأسمدة فيما تلقي علينا باللوم زورا وبهتانا في الأزمة الحالية التي يشهدها سوق الغذاء العالمي”.
وتابع بوتين أن روسيا صدرت العام الماضي 60 مليون طن من الحبوب، منها 48 مليون طن من القمح، مشيرا إلى أنها تتوقع حصادا قياسيا للحبوب هذا العام.
وفي مستهل قمة سان بطرسبورغ دعا رئيس الاتحاد الأفريقي غزالي عثماني إلى التعايش السلمي بين روسيا وأوكرانيا، قائلا إن هذا من شأنه أن ينقذ أرواح الذين يعتمدون على صادراتهم الغذائية.
وكانت رئاسة جنوب أفريقيا قالت أمس الأربعاء إن القادة الأفارقة سيناقشون مع الرئيس الروسي إجراءات لإيجاد ظروف مواتية لفتح طريق نحو السلام بين روسيا وأوكرانيا.
ومن نيوزيلندا، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الخميس القادة الأفارقة المشاركين في القمة الروسية الأفريقية للمطالبة بإجابات بشأن أزمة الحبوب.
حفنة منح لا تكفي
وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الخميس إن حفنة منح لبعض الدول لن تعالج التأثير الكبير لإنهاء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وأضاف غوتيريش في مؤتمر صحفي أن الأمم المتحدة ما زالت تحاول إعادة اتفاق الحبوب بعد انسحاب روسيا منه.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة يعلق -في ما يبدو- على إعلان بوتين استعداد بلاده لمنح دول أفريقية كميات من الحبوب مجانا.
من جهتها، حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد اليوم الخميس من أن قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تاريخي لتصدير الحبوب من أوكرانيا قد يؤدي إلى رفع أسعار المواد الغذائية ومفاقمة التضخم.
وكان صندوق النقد الدولي حذر أمس الأربعاء من أن انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود قد يرفع أسعار الحبوب إلى حوالي 15%.
وقبل أيام، حذر المنسق الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث من ارتفاع أسعار الحبوب العالمية ومن تبعات كارثية لخطر اتساع دائرة الحرب بأوكرانيا، والتي قد تشمل احتمال حدوث مجاعة.