أعلن وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك، اليوم الخميس أنّ بلاده تعتزم نشر نحو 10 آلاف جندي لتحمي بشكل “رادع” حدودها الشرقية مع بيلاروسيا، حليفة روسيا، يأتي ذلك بعد يوم من مهاجمة موسكو لقرارات وارسو تعزيز قواتها على الحدود.
وقال الوزير للإذاعة العامّة إنّ العملية ستشمل “نحو عشرة آلاف جندي، أربعة آلاف منهم سينخرطون مباشرة في عمليات مؤازرة لشرطة الحدود وستة آلاف على شكل تعزيزات”.
وكان بلاشتشاك أعلن الأربعاء أنّ الجيش البولندي سيرسل في غضون أسبوعين ألفي جندي إضافي لتعزيز الحدود مع بيلاروسيا، مشيرا إلى أنّ هذه التعزيزات ستنضمّ إلى ألفي عسكري منتشرين أساسا في هذه المنطقة.
وتابع قائلا “ننقل قوات الجيش قرب الحدود مع بيلاروسيا لردع المعتدي لكي لا يجرؤ على مهاجمتنا”.
وحذّرت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مؤخرا من خطر استفزازات مصدرها بيلاروسيا وكذلك أيضا من المخاطر المحتملة التي تشكّلها مجموعة فاغنر الروسية المسلّحة التي بات مقرّها في بيلاروسيا.
كذلك، تتّهم وارسو كلا من مينسك وموسكو بالسعي مجددا لإرسال آلاف المهاجرين إلى أراضيها لإغراق الاتّحاد الأوروبي بهم وزعزعة استقرار المنطقة.
تخوف وقلق
وقبل يومين من جهته، اعتبر القائد العام لحرس الحدود البولندي الجنرال توماش براغا أن الأجهزة البيلاروسية تحولت إلى “مجموعة إجرامية معادية تنظم الهجرة غير الشرعية”. وأضاف “بالطبع يدر عليهم ذلك أرباحا طائلة”.
وأفاد الجنرال براغا أن 19 ألف مهاجر غير نظامي حاولوا دخول بولندا منذ مطلع العام، بالمقارنة مع 16 ألفا خلال العام 2022.
وأوضح أنه تم تسجيل “رقم قياسي” في يوليو/تموز الماضي، مع محاولة أكثر من 4 آلاف شخص عبور الحدود.
لكن نائب وزير الداخلية لفت إلى أن الوضع على الحدود “لم يعد اليوم فوضويا كما كان قبل سنتين” حين كانت محاولات عبور الحدود تتم “بدون مشاركة حرس الحدود” البيلاروسيين.
وتشعر بولندا بقلق متزايد إزاء منطقة الحدود منذ وصول مئات من مقاتلي مجموعة فاغنر إلى بيلاروسيا الشهر الماضي بدعوة من الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وتواصل روسيا البيضاء مناوراتها العسكرية قرب الحدود هذا الأسبوع، وقال الرئيس لوكاشينكو مرارا إنه يكبح جماح مقاتلي فاغنر الذين يريدون مهاجمة بولندا.
كما اتهمت بولندا والدول الغربية النظام البيلاروسي بتشجيع، وحتى تنظيم، تدفق المهاجرين عبر وعدهم بتسهيل دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي.
موقف روسيا
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، هاجم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو موافقة وزارة الدفاع البولندية على إرسال قوات إضافية إلى الحدود مع بيلاروسيا، وتعهد بالرد على تهديدات” متزايدة على حدود روسيا الغربية من أعضاء الناتو.
واتهم شويغو -خلال اجتماع الهيئة القيادية لوزارة الدفاع الروسية- “حلف الناتو بحشد نحو 360 ألف عسكري و8 آلاف مركبة مدرعة و6 آلاف نظام مدفعي وقذيفة هاون و650 طائرة وطائرة مروحية”.
كما أعلن وزير الدفاع الروسي تعزيز القوات على الحدود الغربية لمواجهة ما وصفها بخطط بولندية لاحتلال غربي أوكرانيا.
وشدد على أن موسكو ستنظر في المسائل المتعلقة بإنشاء منطقتي لينينغراد وموسكو العسكريتين، مع التعزيز المتزامن لتجمعات القوات الروسية على حدودنا الغربية.