استدعت بيلاروسيا اليوم الجمعة القائم بأعمال بولندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في مينسك بعدما أعلنت أن مروحية عسكرية انتهكت مجالها الجوي بشكل “غير مقبول”، يأتي ذلك بينما تشارك بيلاروسيا في تدريبات عسكرية مشتركة بقيادة روسيا بالقرب من الحدود مع بولندا.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن الدبلوماسيين البيلاروسيين “لفتوا انتباه الجانب البولندي إلى الطابع غير المقبول لهذا الانتهاك وحضّوا وارسو على اتخاذ إجراءات لمنع حوادث مماثلة في المستقبل”.
وأضافت “تم استدعاء القائم بالأعمال البولندي في بيلاروسيا إلى الوزارة”.
وقال حرس الحدود في بيلاروسا على تليغرام مستندين إلى مقطع فيديو إن “مروحية عسكرية بولندية من طراز إم آي-24 عبرت حدود الدولة بعد ظهر اليوم على علو منخفض جدا بعمق 1200 متر قبل أن تعود أدراجها”.
من جهتها نفت بولندا أن تكون مروحية عسكرية تابعة لها قد انتهكت المجال الجوي لبيلاروسيا واصفة ما أعلنته مينسك في هذا الصدد بأنّه “أكاذيب واستفزازات” على وقع توتر بين البلدين الجارين.
وقال المتحدّث باسم القيادة العسكرية للقوات المسلّحة البولندية إنّ “هذه أكاذيب واستفزازات من الجانب البيلاروسي. من المؤكّد أنّه لم يحصل انتهاك مماثل”.
تدريبات مشتركة
وفي الأثناء، تُجري قوات بقيادة روسية تدريبات عسكرية مشتركة في بيلاروسيا، بالقرب من الحدود مع بولندا، بعد أسابيع من تحذير الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وارسو من أنه سيتعامل مع أي “اعتداء” ضد مينسك على أنه هجوم على بلاده.
وبدأت منظمة “معاهدة الأمن الجماعي” وهي تحالف يضم 6 دول سوفياتية سابقة التدريبات، اليوم الجمعة، وتستمر حتى 6 سبتمبر/أيلول، حسب وكالة “بلومبيرغ” للأنباء اليوم الجمعة.
وتستضيف بيلاروسيا المناورات الحربية، وهي التي تشمل أنشطة في منطقتي “بريست” و”غرودنو”، المتاخمتين لبولندا، ومن المقرر أن يشارك فيها حوالي 2500 جندي، حسب وكالة أنباء بيلاروسيا “بيلتا”.
والاثنين الماضي، حضّت وارسو ودول البلطيق بيلاروسيا على أن “تطرد فورا” مجموعة فاغنر من أراضيها وهي التي تعتبرها تهديدا لأمنها.
وكان آلاف من مقاتلي فاغنر توجهوا إلى بيلاروسيا بعد فشل تمردهم في روسيا في يونيو/حزيران وشاركوا خصوصا في تدريب جنود محليين بموافقة مينسك.
وفي مؤشر إضافي إلى التوتر، أقامت بولندا وليتوانيا سياجا على طول حدودهما مع بيلاروسيا وتعتزم وارسو نشر ما يصل إلى 10 آلاف جندي هناك.
وأغلقت ليتوانيا في 18 أغسطس/آب اثنين من المعابر الحدودية الستة مع جارتها الموالية لروسيا ردا على وجود فاغنر.