بقلق وترقب تابعت دول العالم أمس السبت الأحداث في روسيا في أعقاب التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية في البلاد.
وبعد تهديده بالوصول إلى موسكو وتدمير كل من يعترض طريقه عاد رئيس مجموعة فاغنر أدراجه وفق تسوية توسط فيها رئيس بيلاروسيا.
لكن هذا التمرد شكل تحديا داخليا للرئيس فلاديمير بوتين، إذ اعتبره خيانة وطعنة في الظهر.
في ما يأتي عرض لأبرز مواقف دول وحكومات بشأن التمرد الذي حدث في خضم حرب روسيا في أوكرانيا.
أوكرانيا
اعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن تمرد مجموعة فاغنر دليل على ضعف روسيا وعدم الاستقرار السياسي فيها.
وكتب زيلينسكي على وسائل التواصل “ضعف روسيا واضح، ضعف واسع النطاق، وكلما أبقت روسيا قواتها ومرتزقتها على أرضنا واجهت مزيدا من الفوضى والألم والمشكلات لاحقا”.
واعتبر أن روسيا “اختارت الدعاية لإخفاء ضعفها وحماقة حكومتها، والآن بلغت الفوضى حدا لم يعد بإمكان أحد الكذب بشأنها”.
من جهتها، رأت غانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني أن التمرد “فرصة” لبلادها.
وكتبت عبر تليغرام “يقاتلوننا لكنهم يدمرون أنفسهم، ما معنى ذلك بالنسبة لنا؟ فرصة”، مؤكدة أن أوكرانيا تواصل عملها حتى تحقيق “النصر”.
الولايات المتحدة
أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن واشنطن ستُبقي على “تنسيق وثيق” مع حلفائها بشأن الأحداث في روسيا.
وقال بلينكن “تحدثت اليوم إلى وزراء خارجية دول مجموعة السبع ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي للبحث في الوضع الراهن في روسيا، الولايات المتحدة ستبقى على تنسيق وثيق مع الحلفاء والشركاء مع تطور الوضع”.
وشدد المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر على أن الأوضاع المستجدة “لا تغير شيئا” بالنسبة إلى الدعم الذي توفره واشنطن وحلفاؤها لأوكرانيا.
وكان متحدث باسم الرئاسة الأميركية أكد في وقت سابق أن البيت الأبيض يراقب الوضع في روسيا، مشيرا إلى أنه تم إطلاع الرئيس جو بايدن على ما يجري.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي آدم هودج “نراقب الوضع، وسنتحدث مع حلفائنا وشركائنا” بشأن التطورات.
حلف الأطلسي
اكتفت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي بالتأكيد على أن التحالف “يراقب الوضع”.
الاتحاد الأوروبي
أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن التكتل القاري “يراقب عن كثب الوضع في روسيا، على تواصل مع القادة الأوروبيين والشركاء في مجموعة السبع”، وقال “واضح أن هذا شأن داخلي روسي”، مشددا على أن دعم دول الاتحاد لأوكرانيا “لا يتزعزع”.
وقال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل أنا “على تواصل دائم مع سفيرنا في موسكو، ونواصل مشاوراتنا الداخلية مع الدول الأعضاء”.
فرنسا
أكد قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع الأوضاع عن كثب، مضيفا “نواصل التركيز على دعمنا لأوكرانيا”.
ألمانيا
تابعت الحكومة الألمانية “عن كثب الأوضاع في روسيا”، وفق ما أكد متحدث باسمها.
ونصحت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها بتفادي وسط موسكو والمباني الحكومية والمقار العسكرية في العاصمة.
إيطاليا
رأت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني أن ما يجري “يظهر كيف أن الاعتداء على أوكرانيا يتسبب بعدم استقرار في روسيا أيضا”.
بريطانيا
حث رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك “جميع الأطراف على تحمّل مسؤولياتهم لحماية المدنيين”.
وقال إنه على تواصل مع قادة الدول الحليفة، مضيفا “في ضوء تطور الوضع سأتحدث إلى بعضهم، الأهم بالنسبة إلينا هو أن تتصرف جميع الأطراف بمسؤولية”.
التشيك
لجأ مسؤولون في الجمهورية التشيكية إلى السخرية للتعليق على الأحداث.
وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي “أرى أن إجازتي الصيفية في القرم تقترب”، في إشارة إلى شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014.
من جهتها، قالت وزيرة الدفاع التشيكية يانا سيرنوشوفا “وأخيرا بتنا ندرك ما تعنيه روسيا بعملية عسكرية خاصة”، في إشارة إلى التسمية التي أطلقها بوتين على دخول قواته إلى أوكرانيا.
وأضافت “بعد 16 شهرا من الحرب على أوكرانيا روسيا تشن حربا على روسيا، لم نفاجأ، هذا تقليد هناك، الحروب الفاشلة تنتهي بإعدام القيصر، بفوضى وحرب أهلية بإشراف المتلصصين، تهانينا”.
بلجيكا
اعتبرت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر أن الوضع في روسيا “خطر” وقيد المتابعة “لتبيان ما سيكون أثره على النزاع” في أوكرانيا.
النمسا
حذر المستشار النمساوي كارل نيهامر من مخاطر “الأسلحة البيولوجية، الكيميائية، والنووية” في حال غرقت روسيا في فوضى شاملة.
السويد
أكد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أن “الحكومة تتابع عن كثب الوضع في روسيا، الوضع خطر”.
النرويج
أعلنت وزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت أن بلادها تتابع “عن قرب الوضع الدراماتيكي في روسيا، وهي على تواصل وثيق مع السفارة في موسكو”.
ونصحت الخارجية رعاياها بعدم السفر إلى روسيا كما فعلت بلغاريا.
الدانمارك
دعت الخارجية الدانماركية رعاياها في روسيا إلى “البقاء في الداخل (منازلهم)، الصبر، والاطلاع على ما يجري” من وسائل الإعلام الروسية.
مجموعة السبع
تبادل وزراء خارجية دول مجموعة السبع وجهات النظر بشأن الأحداث في روسيا في أعقاب التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية.
وأكدت ألمانيا أن وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك “بحثت في الوضع” مع نظرائها في مجموعة السبع التي تضم أيضا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا.
تركيا
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس السبت إلى تحكيم المنطق، مبديا استعداده للعمل على إيجاد “حل سلمي” للأزمة.
وأورد بيان للرئاسة التركية أن أردوغان “شدد على أهمية التصرف من خلال تحكيم المنطق”، وأنه “قال إننا في تركيا على استعداد لتأدية دورنا لإيجاد حل سلمي للأحداث في روسيا في أسرع وقت”.
وأعلن الكرملين في وقت سابق أن بوتين تلقى من أردوغان “دعمه الكامل” في مواجهة التمرد.
وأكد في بيان أن بوتين أطلع أردوغان على “الوضع في البلاد والمرتبط بمحاولة التمرد المسلح”، مشيرا إلى أن الرئيس التركي -الذي واجه محاولة انقلاب عام 2016- أعرب عن “دعمه الكامل لكل الإجراءات المتخذة” من نظيره الروسي.
بيلاروسيا
اعتبرت بيلاروسيا الجارة الحليفة لروسيا أن التمرد “هدية” للغرب، محذرة من أنه قد يتحول إلى “كارثة”.
ونقلت الخارجية عن بيان لمجلس الأمن القومي “أي تحريض، أي نزاع داخلي في الدوائر العسكرية أو السياسية أو في مجال المعلومات أو المجتمع المدني هو هدية إلى الغرب أجمعه”.
لاتفيا
أعلن رئيس لاتفيا المنتخب إدغارس رينكيفيكس أن بلاده عززت أمن حدودها إثر التمرد في روسيا ولن تسمح بدخول المواطنين الروس إلى أراضيها.
وكتب في تغريدة “تتابع لاتفيا عن كثب مستجدات الوضع في روسيا.. عززنا الأمن عند الحدود ولن نصدر تأشيرات أو نسمح بدخول مواطنين روس يغادرون روسيا بسبب الأحداث الراهنة”.
وكانت لاتفيا أوقفت منذ العام الماضي منح الروس تأشيرات دخول إلى أراضيها، لكنها كانت تسمح باستثناءات لغايات إنسانية.
إستونيا
أعلنت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس تعزيز “أمن الحدود”، داعية رعاياها إلى “عدم السفر إلى أي مكان” في روسيا.
قطر
أعلنت وزارة الخارجية أن قطر تتابع “بقلق بالغ تطورات الأوضاع” في روسيا، داعية إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات”.
وحذّرت الوزارة من أن “تفاقم الأوضاع في روسيا وأوكرانيا ستكون له تبعات سلبية على الأمن والسلم الدوليين وعلى إمدادات الغذاء والطاقة التي تأثرت أساسا بالأزمة الروسية الأوكرانية”.
الإمارات
اعتبر مستشار رئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أنه “في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها روسيا أصبحت الحاجة إلى حل سياسي يعالج الأزمة الأوكرانية وتداعياتها أكثر إلحاحا لتجنيب العالم المزيد من الاحتقان”.
ورأى أن “الحلول السياسية لم تعد خيارا، بل ضرورة لتفادي الصراعات وانعكاساتها السلبية على مسارات الاستقرار والتنمية في العالم”.
إسرائيل
نصح وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الإسرائيليين بتجنب السفر إلى روسيا، قائلا “نحن نستعد لأي سيناريو”.