31/10/2023–|آخر تحديث: 31/10/202301:30 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قالت خبيرة بالحركات الإسلامية في المنطقة إن العالم يخطئ في حق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عندما يضعها في خانة واحدة مع تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكرت الخبيرة مونيكا ماركس -الأستاذة المساعدة بجامعة نيويورك-أبوظبي، والتي تركز على الحركات الإسلامية في المنطقة- أن إسرائيليين كُثر درجوا -منذ هجوم المقاومة الإسلامية المباغت في السابع من الشهر الجاري- على مقارنة حركة حماس بتنظيم الدولة.
وأشارت في مقال بمجلة “تايم” الأميركية إلى أن وسم “حماس هي داعش” -في إشارة إلى توصيف يطلقه الإعلام الغربي على تنظيم الدولة- “#HamasisISIS”، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، حتى إن القادة الإسرائيليين – منهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو– دأبوا في كثير من الأحيان على المساواة بين الاثنين.
واعتبرت أن الباحثين المتتبعين للحركات الإسلامية -من أمثال ماركس- وكذلك المسؤولين في مجال مكافحة الإرهاب، أدركوا منذ فترة طويلة أن المقارنة “خاطئة”.
واستشهدت الكاتبة بتصريح لغيرشون باسكن، الذي ظل منذ 2006 يقود فريق التفاوض مع حماس بشأن الأسرى الإسرائيليين، جاء فيه إن “حماس لا تعتنق نفس إيديولوجية داعش”.
نقطتا خلاف رئيسيتان
وركزت الأستاذة الجامعية في مقالها على نقطتين جوهريتين تفسران درجة الاختلاف بين حماس وتنظيم الدولة. أولى النقطتين وأهمهما -كما تقول- إن “حماس حركة إسلامية فلسطينية وطنية”. وهذه الهوية المنصهرة تميزها عن تنظيم الدولة الذي تصفه ماركس بأنه حركة إسلامية عابرة للحدود الوطنية تسعى إلى جمع أمة الإسلام في دولة إسلامية غير مقيدة بأي مشروع قومي.
في المقابل، فإن هدف حماس الأساسي هو تحرير فلسطين، وهو مطلب -في نظر ماركس- محلي الطابع، فيما يعتبرها تنظيم الدولة حركة “مرتدة” لأنها “مدعومة من إيران الشيعية”.
منح الفلسطينيين الحرية وحق تقرير مصيرهم واحترام كرامتهم، هو أكثر الطرق الفعالة لضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل
أما الفرق الرئيسي الثاني، فيكمن في “تطرفهما” الديني النسبي، حسب تعبير المقال “فحماس محافظة دينيا، ولا تضايق أو تقتل غير المسلمين في غزة بلا رحمة”. كما أنها تتسامح مع النساء غير المحجبات، ويتعايش المسيحيون وكنائسهم مع القطاع الذي تديره الحركة. أما “داعش” فهو -برأي خبيرة الحركات الإسلامية- تنظيم “أكثر تطرفا دينيا”.
وتعزو كاتبة المقال أحد أسباب المقارنات بين حماس وتنظيم الدولة إلى السعي للاستغلال السياسي لهذه المقارنة، ذلك أن الإصرار على مساواة حماس بتنظيم الدولة يتيح للقادة الإسرائيليين القدرة على إسكات الانتقادات الموجهة لدولتهم، بسبب سوء معاملتها للفلسطينيين.
وتختم الأستاذة الجامعية مقالها بالتشديد على أن منح الفلسطينيين الحرية وحق تقرير مصيرهم واحترام كرامتهم، هو أكثر الطرق الفعالة لضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل.