أعلنت وزارة الدفاع التايوانية اليوم الثلاثاء أنها رصدت 153 طائرة حربية صينية حول الجزيرة، وذلك بعد أن أجرت بكين أمس تدريبات عسكرية واسعة النطاق استمرت يوما واحدا.
وفي بيان لها اليوم الثلاثاء قالت الوزارة إنها رصدت “اعتبارا من الساعة الخامسة من صباح الاثنين وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم الثلاثاءـ بالتوقيت المحلي ـ ما مجموعه 153 طائرة عسكرية صينية” معتبرة ذلك “عددا قياسيا بالنسبة ليوم واحد”. كما رصدت أيضا ة 14 سفينة بحرية صينية في الفترة نفسها.
واستخدمت الصين هذا العدد من الطائرات والسفن بالإضافة إلى حاملة الطائرات “لياونينغ” في مناورات عسكرية واسعة النطاق تحيط بتايوان وجزرها النائية أمس أطلقت عليها اسم “السيف المشترك 2024 ” لمحاكاة إغلاق الموانئ الرئيسية في خطوة تؤكد على الوضع المتوتر في مضيق تايوان.
عقاب
وأوضحت الصين أنها كانت تعاقب رئيس تايوان لاي تشينغ تي. لرفضه مطالبة بكين بالسيادة على الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي. كما جاءت التدريبات بعد 4 أيام من احتفال تايوان بتأسيس حكومتها في يومها الوطني، و قال الرئيس التايواني في خطابه بهذه المناسبة “إن الصين ليس لها الحق في تمثيل تايوان” وأعلن التزامه “بمقاومة الضم أو التعدي”.
وفي بكين قال مكتب شؤون تايوان الصيني ردا على ذلك “هذا عقاب حاسم على اختلاق لاي تشينغ تي المستمر للهراء حول “استقلال تايوان”. أما المتحدث باسم القيادة الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني لي فقال مساء أمس إن التدريبات اكتملت بنجاح.
وأضاف أن البحرية والقوات الجوية للجيش وسلاح الصواريخ تم حشدهم جميعًا للتدريبات، والتي كانت عملية متكاملة. معتبرا ذلك” تحذيرا كبيرا لأولئك الذين يدعمون استقلال تايوان ودلالة على تصميمنا على حماية سيادتنا الوطنية”.
من جهته قال وو تشيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية في بيان نشر بعد اختتام المناورات، “نحن مستعدون للعمل من أجل إعادة التوحيد السلمي بأكبر قدر من الإخلاص وبكل جهودنا، ولن نعد أبدا بالتخلي عن استخدام القوة ولن نعطي أدنى مساحة لأولئك الذين يناضلون من أجل استقلال تايوان”.
أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ فقال في إفادته الصحفية اليومية إ”ن الصين لا تعتبر العلاقات مع تايوان قضية دبلوماسية، بما يتماشى مع رفضها الاعتراف بتايوان كدولة ذات سيادة”.
وأضاف “أستطيع أن أقول لكم إن استقلال تايوان يتعارض مع السلام في مضيق تايوان مثل النار بالماء. إن أي استفزاز من جانب قوى استقلال تايوان سوف يقابل بالتأكيد بإجراءات مضادة”، هذا ما قاله ماو.
مخاوف أميركية يابانية
ووصفت الولايات المتحدة، أكبر حليف غير رسمي لتايوان، رد الصين على خطاب لاي بأنه “غير مبرر”. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اللواء بات رايدر في بيان له “إن عملية الضغط العسكري هذه غير مسؤولة وغير متناسبة ومزعزعة للاستقرار”.
وأضاف: “إن العالم بأسره لديه مصلحة في السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، ونحن نستمر في رؤية مجتمع متنامٍ من البلدان الملتزمة بالسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان”.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان له “ندعو حكومة بكين إلى التصرف بضبط النفس وتجنب أي إجراءات أخرى قد تقوض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي المنطقة الأوسع”.
وفي طوكيو، أعلنت الحكومة اليابانية أنّها عبّرت لنظيرتها الصينية عن “مخاوفها” إزاء التدريبات العسكرية التي أجرتها بكين حول تايوان، مشيرة إلى أنّ الجيش الياباني أرسل طائرات مقاتلة إلى مقربة من جزيرة يوناغوني الواقعة جنوبي الأرخبيل.
وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء كازوهيكو أوكي للصحفيين “إن الحكومة تراقب من كثب وباهتمام كبير الأنشطة ذات الصلة وقد نقلت مخاوف اليابان إلى الجانب الصيني”.
والمناورات الجديدة هي التدريبات الرابعة من نوعها خلال العامين الأخيرين، وسبق أن أجرت الصين تدريبات مماثلة واسعة النطاق بعد تنصيب لاي في مايو/أيار الماضي. كما أجرت عام 2022 تدريبات عسكرية ضخمة حول تايوان تحاكي الحصار بعد زيارة للجزيرة قامت بها نانسي بيلوسي، التي كانت آنذاك رئيسة مجلس النواب الأميركي.
يذكر أن تايوان كانت مستعمرة يابانية قبل توحيدها مع الصين في نهاية الحرب العالمية الثانية. ثم انفصلت في عام 1949 عندما فر القوميون بقيادة تشيانغ كاي شيك إلى الجزيرة بعد أن هزمهم الشيوعيون بقيادة ماو تسي تونغ في حرب أهلية واستولوا على السلطة.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت بتوحيدها مع البرّ الرئيسي، بالقوة إن لزم الأمر. وتصرح الصين بشكل دائم بأن استقلال تايوان “طريق مسدود” وأن ضم بكين لها هو حق تاريخي.
من جانبها ترفض تايوان المطالبات الإقليمية لبكين، قائلة إن شعب الجزيرة وحده هو الذي يمكنه تقرير مستقبله. ومنذ توليه منصبه في مايو/أيار، يشدد الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي على تعهّده بالدفاع عن سيادة تايوان، مما يثير غضب بكين التي تصفه بأنه “انفصالي”.
وتعهد لاي الاثنين بـ”حماية تايوان الديمقراطية وصون الأمن القومي”، بينما لفتت وزارة الدفاع إلى أنها وضعت “القوات المناسبة” في حالة تأهب استجابة للمناورات. وردّت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ بالقول إن “استقلال تايوان وإرساء السلام في مضيق تايوان هما أمران متعارضان”.