قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء إنه “لا مؤشرات” على وجود محتجزين إسرائيليين في مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، في حين حذر مرصد حقوقي من إعداد الاحتلال “لمسرح مشهد مصطنع”.
ونقلت الإذاعة عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه “لا يوجد ما يشير إلى وجود مختطفين داخل المستشفى، وعمليات المسح مستمرة”.
وقالت إنه “تم العثور على أسلحة في العديد من البنى التحتية (لم يتم تحديدها)”، لكنه في المقابل أكد “عدم وقوع إصابات في صفوف قواته”.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن المرضى والطواقم الطبية الخاصة في مستشفى الشفاء “يوجدون بمبنى منفصل عن المبنى الذي يوجد فيه الجيش”، بحسب المصدر ذاته.
وفي السياق، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قوات الاحتلال “قتلت 5 مسلحين في الطريق إلى المستشفى”، دون مزيد من التفاصيل.
مسرح لمشهد مصطنع
وردا على مزاعم الاحتلال، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان -الذي يتخذ من جنيف مقرا له- إن “مزاعم استخدام مستشفى الشفاء لأغراض عسكرية لا تحتاج كل هذا الوقت للتمشيط والمداهمة”، وإن “طول الفترة التي يستغرقها الجيش داخل المجمع يثير مخاوف من إعداد مسرح لمشهد مصطنع”.
وقال المرصد إن “إسرائيل تحول مباني مجمع الشفاء الطبي في غزة إلى مركز للاعتقال والتنكيل”، مضيفا “نتخوف من حدوث عمليات قتل مع استمرار إطلاق النار المتقطع داخل مجمع الشفاء منذ اقتحامه”.
واقتحمت قوات الاحتلال الليلة الماضية مجمع الشفاء الطبي بعد أيام من محاصرته بالدبابات وقطع الوقود والكهرباء عنه، مما أدى إلى استشهاد العديد من مرضى العناية المركزة والأطفال الخدج.
“تعمل بشكل مركز”
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، قال جيش الاحتلال في بيان إن قواته “تعمل بشكل مركز” في مستشفى الشفاء، ولا سيما داخل مجمع محدد “توجد عنه معلومات استخبارية تشير إلى وجود أعمال لحماس، وبناء على ضرورة عملياتية”.
وتحدث عن أن قواته “واجهت قبل الدخول إلى المستشفى عبوات ناسفة وخلايا، واندلعت اشتباكات قتل خلالها عدد من المسلحين”.
وقبل ذلك، قال المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت إنه لم تطلق رصاصة واحدة على قوات الاحتلال خلال اقتحامها المجمع الليلة الماضية.
ومنذ أيام يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي بزعم وجود رجال المقاومة فيه، وهو ما تنفيه حماس والمسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة باستمرار.
ويوجد في مجمع الشفاء نحو 1500 من أعضاء الطاقم الطبي ونحو 700 مريض و39 من الأطفال الخدج و7 آلاف نازح، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وتتعرض مستشفيات قطاع غزة -ولا سيما في الشمال- لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي، مما يفاقم الوضع الكارثي، خاصة في الحصار المفروض على المستشفيات والمراكز الصحية ونفاد الوقود، الأمر الذي أدى إلى وفاة مرضى وجرحى، بينهم أطفال خدج.