أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء عن “شبهات تسلل من لبنان في المجال الجوي الإسرائيلي”، في حين انطلقت صفارات الإنذار في المدن والبلدات الواقعة بالمنطقة الحدودية الشمالية لإسرائيل.
وتتدهور الأوضاع بشكل متسارع على الحدود الجنوبية اللبنانية، وسط ارتباك وتناقض في البيانات العسكرية الإسرائيلية بشأن حقيقة ما يجري مع القطاع الغربي من الجنوب اللبناني.
وقال مراسل الجزيرة إن المقاتلات الإسرائيلية تحلق في أجواء مزارع شبعا والقطاع الشرقي من جنوب لبنان وأطلقت قنابل مضيئة، كما كثفت من طيرانها فوق القطاع الغربي منه، في حين قصف الجيش الإسرائيلي محيط بلدة رامية بالقطاع الأوسط جنوبي لبنان.
وحذرت إذاعة الجيش الإسرائيلي من “تسلل طائرات معادية” تشمل منطقة حيفا وجربوع والكرمل، وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش يشتبه باختراق 15 طائرة شراعية على متنها مقاتلون من لبنان إلى منطقة أفيفيم في شمال إسرائيل.
وأكد شهود عيان لمراسل الجزيرة سماعهم دوي انفجارات وسقوط صواريخ جنوب حيفا، في حين لم يتمكن جيش الاحتلال من تحديد ما إذا كانت صفارات الإنذار بحيفا بسبب قذيفة من غزة أو لبنان، وفقا للإذاعة الإسرائيلية.
وانطلقت كذلك صافرات الإنذار في طبريا وبيسان وصفد وديشون، ودوت صافرات الإنذار أيضا في الجولان السوري المحتل ومناطق عدة في شمال إسرائيل.
وطلب الجيش من سكان بلدات بيت شأن وصفد وطبريا الاختباء حتى “إشعار آخر” تخوفا من “هجوم واسع النطاق”، في حين دعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية جميع السكان في المناطق التي سمعت فيها صافرات الإنذار إلى الالتزام بمنازلهم.
قصف إسرائيلي ورد لحزب الله
وردا على مقتل عدد من عناصره في الهجمات الإسرائيلية، استهدف حزب الله موقع “الجرداح” العسكري الإسرائيلي مقابل قرية “الضهيرة” اللبنانية الحدودية بالصواريخ الموجهة.
وأفاد مراسل الجزيرة بإصابة شخصين بجراح طفيفة نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف الضهيرة؛ كما أدى القصف البري والجوي إلى أضرار مادية في المنازل والممتلكات.
من جهته أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن طائرة تابعة له “قصفت موقع مراقبة عسكريا” تابعا لحزب الله، بينما قصفت مدفعيته المنطقة التي تم إطلاق الصواريخ منها.
وشيع حزب الله أمس الثلاثاء 3 من مقاتليه غداة مقتلهم بقصف إسرائيلي أعقب محاولة تسلل مقاتلين عبر الحدود تبنتها حركة الجهاد الإسلامي.
ويتبادل الطرفان منذ الأحد القصف غداة تنفيذ المقاومة الفلسطينية هجوما غير مسبوق على إسرائيل، ما يثير خشية من تداعيات ارتفاع منسوب التوتر في جنوب لبنان.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان اليوم الأربعاء أنه “بعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش في سهل القليلة على المنصة التي أطلِق منها عدد من الصواريخ” أمس الثلاثاء. وقال إنها كانت تحمل صاروخا جرى تفكيكه.
تحذير أميركي
على صعيد متصل قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تراقب التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن كثب ولا ترغب في تفاقم الصراع أو اتساع نطاقه.
وذكر كيربي خلال مقابلة أجرتها معه قناة “إم إس إن بي سي” التلفزيونية “نرى صواريخ تنطلق من جنوب لبنان.. إلى شمال إسرائيل. نتابع هذا بقلق بالغ بكل تأكيد. لا نرغب في أن نشهد تفاقم هذا الصراع أو اتساع نطاقه”.
وأردف أنه لا يعتقد أن من مصلحة إسرائيل أن تقاتل في جبهة ثانية وتدافع عنها.
من جهتها، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن وحلفاؤها حذروا حزب الله من تصعيد الصراع مع إسرائيل. وأشار المسؤولون إلى أنهم لا يعتقدون أن حزب الله سينضم للحرب ضد إسرائيل في الوقت الحالي.
وذكرت مصادر “سي إن إن” أن واشنطن بعثت رسائلها لحزب الله عبر الحكومة اللبنانية ورئيس البرلمان نبيه بري، بينما أبلغت فرنسا الحزب بالابتعاد عن الحرب بناء على طلب من إسرائيل.