20/3/2025–|آخر تحديث: 20/3/202510:38 م (توقيت مكة)
أعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “يدعم بالكامل” استئناف إسرائيل الضربات الجوية والعمليات البرية في قطاع غزة، في وقت أصدر قادة أوروبيون بيانا استنكر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أنه خفف انتقاده لإسرائيل وتجنب لومها وحدها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحفيين ردا على سؤال عما إذا كان ترامب يسعى إلى إعادة تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إن الرئيس الأميركي “يدعم إسرائيل والجيش الإسرائيلي بالكامل، وكل الخطوات التي قاما بها في الأيام الأخيرة”.
وأضافت “لقد قال الرئيس لحماس بكل وضوح إنه إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن فستفتح أبواب الجحيم، وللأسف اختارت حماس أن تلعب لعبة إعلامية، بالأرواح”، وفق زعمها.
وتابعت ليفيت أن تدهور الوضع “تتحمل مسؤوليته حماس بالكامل” بسبب هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدة أن ترامب يريد تحرير “كل الرهائن” المحتجزين في غزة.
تجنب لوم إسرائيل
في السياق نفسه، عبّر قادة الاتحاد الأوروبي اليوم عن استيائهم لانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ورفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تسليم المحتجزين المتبقين.
وجاء في بيان أن “المجلس الأوروبي يستنكر انهيار وقف إطلاق النار في غزة، والذي تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في الغارات الجوية الأحدث. كما يستنكر رفض حماس تسليم الرهائن المتبقين”.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن بيان الاتحاد خفف انتقاده لإسرائيل وتجنب لومها وحدها، رغم أنها من قام باستئناف الحرب على غزة، وأوقعت خلال 3 أيام مئات الشهداء والجرحى من سكان القطاع المدمر.
أما رئيس وزراء أيرلندا مايكل مارتن فعبر عن استيائه من “القصف الصادم” خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، والذي أسفر عن العديد من الضحايا الأبرياء في غزة.
كما انتقد تصريحات القادة الإسرائيليين، لا سيما تصريحات وزير الدفاع يسرائيل كاتس، التي اعتبرها عقابا جماعيا للفلسطينيين في غزة.
جلسة طارئة
في سياق متصل، عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، جلسة طارئة بشأن حالة الأسرى الإسرائيليين بغزة.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط خالد خياري في إحاطة قدمها للمجلس إنّ استئناف القتال يهدد المدنيين في غزة.
وجدد خياري التأكيد على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باستئناف محادثات جدية واحترام وقف إطلاق النار، والدخول دون عرقلة للمساعدات والإفراج فورا ودون شروط عن المحتجزين.
أمّا دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوبة الأميركية الدائمة في مجلس الأمن فذكرت أنّ الرئيس ترامب كان واضحا بأن على حماس الإفراج عن ما تبقى من الأسرى الإسرائيليين، أو عليها أن تدفع الثمن باهظا.
من جهته، أشار جيمس كاريوكي، نائب المندوبة البريطانية الدائمة لدى المجلس، إلى أنّ معاناة أهل غزة استمرت طويلا، وتحدث عن مقتل وإصابة عمال إغاثة، داعيا إلى ضرورة التحقيق في هذه الحادثة ومحاسبة المسؤولين.
كما ندد بالتصريحات غير المقبولة لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، محذرا من التدمير الكلي لغزة.
إبادة جماعية
من جانبه، قال مندوب فلسطين في مجلس الأمن رياض منصور إن عائلات فلسطينية بأكملها أُبيدت، ومجتمعات اقتُلعت بالقوة في قطاع غزة، نتيجة الحرب الإسرائيلية.
وخلال كلمة له أمام مجلس الأمن، قال منصور “نحن أمام خيارين، إما العدالة أو الانتقام”. وأضاف أنه لا توجد أسرة في غزة ليس لديها شهيد أو أسير أو جريح أو مشرد.
ورفض مندوب فلسطين، التحريض على المدنيين في غزة، أو أي تبرير للعقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل، وأكد أن للفلسطينيين في غزة الحق في الحياة والعيش بسلام وكرامة على أرض أجدادهم.
في السياق نفسه، دعا الأردن، الخميس، إلى تحرك دولي “فوري وبفاعلية” لإلزام إسرائيل وقف عدوانها على قطاع غزة الفلسطيني، وإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات إليه.
جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية أجراها وزير الخارجية أيمن الصفدي، مع عدد من نظرائه، وفق بيان للخارجية الأردنية، تلقت الأناضول نسخة منه.
وأكد الوزير الأردني على “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، والتزام اتفاق التبادل الذي كان أُنجز بجهود قطرية ومصرية وأميركية بكل مراحله”.
وأدان الصفدي استئناف العدوان واستخدام الغذاء سلاحا، وفق البيان ذاته.
ومنذ استئنافها حرب الإبادة بغزة فجر الثلاثاء وحتى مساء الخميس، قتلت إسرائيل 591 فلسطينيا وأصابت 1042 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام رسمية فلسطينية.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.