أثار المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب موجة من الغضب بقوله للمسيحيين “لن تحتاجوا إلى التصويت بعد الآن” في حال فوزه، كما أمعن في كيل الشتائم والإهانات لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس والنائبة الديمقراطية إلهان عمر واعتبرهما “مجنونتين”.
ودعا ترامب (78 عاما)، في حدث انتخابي أمام المسيحيين المحافظين في فلوريدا، الناخبين المسيحيين إلى التصويت في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مدعيا أن ذلك “سيكون ضروريا لمرة واحدة فقط”.
وخاطب ترامب الحشد قائلا “أيها المسيحيون، اخرجوا وصوتوا فقط هذه المرة! لن تحتاجوا إلى القيام بذلك بعد الآن.. 4 سنوات أخرى، كما تعلمون، سيكون كل شيء على ما يرام. لن تحتاجوا إلى التصويت بعد الآن، أيها المسيحيون الرائعون”.
ديمقراطية في خطر
وأثارت تصريحات الرئيس الأميركي السابق حالة من الغضب، خصوصا لدى حملة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، التي رأت أن تصريح ترامب “مؤشر على أنه يسعى إلى إلغاء الديمقراطية إذا عاد إلى البيت الأبيض”.
وقال متحدث باسم الحملة “ديمقراطيتنا تتعرض للهجوم من دونالد ترامب المجرم .. فبعد انتخابات 2020 التي خسرها أمام الرئيس جو بايدن أرسل الغوغاء لقلب النتائج. وفي هذه الحملة، وعد بالعنف إذا خسر، ونهاية انتخاباتنا إذا فاز، وإنهاء الدستور لتمكينه من أن يكون دكتاتورا لفرض أجندته الخطيرة (مشروع 2025)”.
وفي تجمع حاشد في مدينة سانت كلاود بولاية مينيسوتا، قال ترامب “إذا تمكنت ليبرالية مجنونة مثل كامالا هاريس من الوصول إلى السلطة، فإن الحلم الأميركي سيموت”، مضيفا أن هاريس “أسوأ” من بايدن. ووصف قرار بايدن بالتخلي عن مسعاه الرئاسي بأنه “انقلاب” دبره الحزب الديمقراطي.
وجاءت الفعالية -التي شارك فيها الرئيس السابق في ساحة لهوكي الجليد تضم ما يقرب من 8 آلاف مقعد- متوافقة مع توصية جهاز الخدمة السرية الأميركي بتجنب الأحداث الكبيرة في الهواء الطلق بعد محاولة اغتياله في تجمع جماهيري في بنسلفانيا قبل أسبوعين.
وقال ترامب أمس السبت على موقعه “تروث سوشيال” إنه سيستمر في عقد التجمعات في الهواء الطلق، وإن جهاز الخدمة السرية “وافق على تكثيف عملياته بشكل كبير” لحمايته.
وشن ترامب حملة على النائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا، إلهان عمر، أمس السبت، زاعما أنها “تريد أن تجعل الغرب الأوسط الأميركي مثل الشرق الأوسط”، مشيرا ضمنا إلى أنها سترحب بـ”الجهاد في البلاد”.
ووصف ترامب إلهان عمر بأنها “شخص مجنون”، وسأل حشد مينيسوتا “كيف لديكم أشخاص مثل هذه؟” مضيفا أن إلهان عمر أصبحت “صوتا رئيسيًا في الكونغرس” وأنها “امرأة مريضة وهي تدمر ولايتكم. إنها تضر بلدنا. ويجب علينا ألا نفعل ذلك”.
كما جدد الهجوم على هاريس مدعيا أنها “تريد حظر مصطلحي الأجانب غير الشرعيين” و”الإرهاب الإسلامي المتطرف”، وقال إنه إذا تم انتخابها، فإن هاريس “ستغمر بلادنا باللاجئين من حركة حماس”.
وتابع “لا أحد يفهم ما هو الخير الذي يمكن أن يأتي من المهاجرين غير الشرعيين، هناك دول تنقل مجرميها إلى الولايات المتحدة، وسنوقف الغزو الرهيب للمهاجرين غير الشرعيين لبلدنا”.
هاريس ترد
من جانبها، وصفت كامالا هاريس خصمها الجمهوري دونالد ترامب بأنه “غريب تماما”، ردا على وصف ترامب بأنها “ليبرالية مجنونة”.
وقالت هاريس -في كلمة لها في فعالية خاصة لجمع التبرعات شارك فيها المغني وكاتب الأغاني جيمس تايلور في مدينة بيتسفيلد بولاية ماساتشوستس- إن كثيرا مما يقوله ترامب والسيناتور الأميركي جيه دي فانس المرشح نائبا على بطاقته الانتخابية “غريب تماما”.
ويعد استخدامها كلمة “غريب” لوصف خصومها جزءا من إستراتيجية جديدة من الديمقراطيين. ووصفت حملة هاريس ترامب بأنه “عجوز وغريب للغاية” بعد ظهوره على قناة فوكس نيوز الخميس الماضي، وظهر مؤيد واحد على الأقل خلال فعالية أمس السبت حاملا لافتة كتب عليها “ترامب غير طبيعي”.
ومثلما فعلت خلال سلسلة من فعاليات الحملة الانتخابية خلال الأيام القليلة الماضية، قارنت هاريس مرة أخرى بين سجلها بوصفها مدعية عامة وسجل ترامب بوصفه مجرما مدانا، وقالت إن مسعاها يتعلق بالمستقبل، في حين يريد ترامب إعادة البلاد إلى “الماضي المظلم”.
التوقيت
ويأتي هذا التراشق بعد أسبوع عاصف شهد صعود هاريس إلى قمة بطاقة الترشيح عن الحزب الديمقراطي بعد أن تخلى الرئيس جو بايدن (81 عاما) عن مسعاه للفوز بولاية ثانية تحت ضغط متزايد من رفاقه الديمقراطيين.
لكن ظهور هاريس على الساحة، بدلا من بايدن، أعاد تنشيط حملة الحزب الديمقراطي التي تعثرت بشدة، وسط شكوك الديمقراطيين بشأن احتمالات فوز بايدن على ترامب أو قدرته على الاستمرار في الحكم إذا قُدر له النجاح.
وجمعت هاريس -أول امرأة سوداء وأول أميركية من أصل آسيوية تشغل منصب نائب الرئيس- أكثر من 100 مليون دولار في غضون 36 ساعة بعد أن قرر بايدن عدم خوض السباق. وقالت حملتها إن حملة جمع التبرعات أمس السبت جمعت أكثر من 1.4 مليون دولار من نحو 800 مشارك.
وتشير سلسلة من استطلاعات الرأي إلى أن دخول هاريس السباق محا التقدم الذي كان يتمتع به ترامب على بايدن في غضون أيام.