أثارت تغريدة نشرها السياسي التركي القومي سنان أوغان -الذي حلّ ثالثا في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية- تفاعلات واسعة حيث يترقب السياسيون إعلانا قريبا من قبل المرشح الرئاسي الذي حصل على أكثر من خمسة في المئة بشأن موقفه من مرشحي الجولة الثانية والتي يتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو على كرسي الرئاسة.
وفي تغريدته تحدث المرشح الرئاسي لتحالف الأجداد سنان أوغان عن “النجاحات” التي حققها تياره القومي خلال الجولة الأولى من الانتخابات قائلا “لقد جعلنا القومية التركية والكمالية ضمن أجندة البلاد الرئيسية، كما ارتقينا بالقوميين الأتراك إلى موقع رئيسي في الحياة السياسية”.
وأوغان الذي انشقّ عن الحركة القومية، الحزب المتحالف مع معسكر الرئيس أردوغان، حصل في الدورة الأولى على 5.17% من الأصوات، بحسب النتائج الرسمية غير النهائية للجولة الأولى التي جرت في 14 مايو/أيار الجاري.
وتابع أوغان “لقد وضعنا الناخبين القوميين الأتراك، الذين كانوا مشتتين بين التحالفين الرئيسيين (يقصد الجمهور والأمة)، إلى تصدر المشهد وأصبحوا رقما وازنا، كما ساهمنا في ظهور كتلة ناخبة قومية قوية في تركيا، وهذا الخطاب مكّن الكتلة القومية من التوسع”، وفق تعبيره.
وأوضح أنه صار لديهم القدرة على ترجيح كفة الفائز في الجولة الثانية، مع التسبب في وصول الانتخابات إلى الجولة الثانية، مضيفا أن تيارهم تأكد الأن من أن المرشحين الذين وصلوا إلى الجولة الثانية يتبنون خطابهم.
ويرى مراقبون أن توجيه أوغان للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم له في الجولة الأولى لصالح أحد المرشحين في الجولة الثانية، من الممكن أن يكون له أثر كبير في تحديد هوية رئيس تركيا المقبل، في حين يرى آخرون أنه لا يملك مثل هذا التأثير.
وختم أوغان تغريدته قائلا “ابقوا متابعين الاثنين” في إشارة الى قراره الذي من المنتظر أن يعلن عنه الاثنين، والذي سيكشف من خلاله دعمه لأي مرشح في الجولة الثانية وبالتالي سيدعو الداعمين له لدعم ذلك المرشح.
وأثار حديث أوغان تكهنات وردود فعل واسعة خاصة بين فئة الصحفيين الأتراك الذين تضاربت تغريداتهم، حيث أكد الصحفي التركي شبان سيفينش أن سنان أوغان سيعلن دعمه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقال إنه تواصل مع أوميت أوزداغ رئيس حزب الظفر -حليف أوغان في تحالف الأجداد- شخصيا وهو متأكد من ذلك.
إلا أن فاتح التايلي الصحفي الداعم لحزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه كليجدار أوغلو كان رأيه مغايرا حيث قال “لقد تحدثنا للتو مع سنان أوغان وقال أجرينا مشاورات مع الزعيمين ولكننا لم نتخذ قرارًا بعد سنعلن قرارنا يوم الاثنين”.
فيما رجح أقرب وأكبر الصحفيين الداعمين للمعارضة أن يدعم سنان أوغان الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث قال الصحفي المعروف فاتح بورتقال “أعتقد أن سنان أوغان عقله في صف أردوغان، حتى لو لم يكن قلبه كذلك، أسميه التخطيط المستقبلي في السياسة، عندما أنظر إليه بعقلانية ، أن أكون في صف القائد! إنه ليس خطأ أيضًا”.
ولم يحصل الرئيس أردوغان وأبرز منافسيه زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو على الأكثرية المطلقة (أكثر من 50% من الأصوات) اللازمة للفوز من الدورة الأولى، ولذلك فقد تأهّلا إلى دورة ثانية حاسمة يوم 28 مايو/أيار الجاري.
وحصل أردوغان في الجولة الأولى التي أجريت الأحد الماضي على 49.51% من الأصوات، في حين حصل كليجدار أوغلو على 44.88%، وسنان أوغان على 5.17%، وحصل المرشح المنسحب محرم إينجه على 0.44%، ليتأهل أردوغان وكليجدار أوغلو إلى جولة الإعادة.
وقال أوغان عقب الجولة الأولى -في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية- إنّه “منفتح على الحوار” مع كلا المرشّحين، وأضاف “سيتمّ اتّخاذ قرار بعد محادثات مع أردوغان وكليجدار أوغلو”، وتابع النائب السابق “يمكننا القول إنّنا لا ندعم حاليا أيّاً من المرشّحَين”.
وأوغان أكاديمي وباحث وسياسي قومي تركي ينحدر من أصل أذربيجاني، وهو عضو سابق في حزب الحركة القومية التركي، وبرلماني سابق. ترشح للانتخابات الرئاسة التركية عام 2023 عن تحالف الأجداد (ATA)، وهو تحالف يضمّ أحزابا قومية متطرفة، أهمها حزب الظفر الداعي لترحيل اللاجئين من البلاد.