25/1/2024–|آخر تحديث: 25/1/202409:26 م (بتوقيت مكة المكرمة)
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أميركي -اليوم الخميس- قوله إن الجدل بشأن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول قطر لن تؤثر على جهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.
كما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس جو بايدن يخطط لإرسال مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” (CIA) وليام بيرنز للمساعدة في التوصل لاتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، مشيرة إلى أن بيرنز سيتوسط في اتفاق طموح لإطلاق سراح كل الرهائن ووقف طويل للأعمال العدائية.
وبحسب مسؤولين مطلعين على الأمر من المتوقع أن يسافر بيرنز إلى أوروبا لإجراء لقاءات برئيسي المخابرات الإسرائيلية والمصرية ديفيد بارنيا وعباس كامل ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، حسبما ذكر هؤلاء الأشخاص الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
ومن المتوقع أن تعتمد محادثات بيرنز في أوروبا على محادثاته الهاتفية مع نظرائه، بالإضافة إلى عمل كبير مسؤولي البيت الأبيض في الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، الذي أجرى هذا الأسبوع لقاءات ذات صلة في العاصمة القطرية الدوحة والقاهرة.
وكان الاقتراح الإسرائيلي الأخير تضمن وقفًا للقتال لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق سراح تدريجي لأكثر من 100 أسير، بدءًا من النساء والأطفال المدنيين، يليهم الرجال المدنيون والعسكريون والرجال وبقايا أولئك الذين تم أسرهم وماتوا بعد اختطافهم.
ومن شأن مثل هذا التوقف أن يسمح لإسرائيل بمواصلة القتال بعد فترة الهدوء التي ستدوم شهرين تماشيا مع تعهد نتنياهو بتحقيق “النصر الكامل” من خلال تدمير حماس. ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق. واقترح الإسرائيليون أيضًا أن يوافق كبار قادة حماس على مغادرة غزة، لكن أحد المسؤولين المطلعين على المفاوضات قال إن الفكرة لم تكن مقبولة بالنسبة لحماس وقادتها العسكريين، الذين هم على استعداد للموت شهداء في القطاع الفلسطيني.
وقال المسؤول إن حماس رفضت أيضا اقتراح إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، قائلة إن إطلاق سراح المحتجزين القادم يجب أن يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار. لكن العديد من المسؤولين قالوا إن المفاوضات بشأن هذه النقاط الرئيسية لا تزال نشطة.
طريق مسدود
وفي سياق متصل نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصادر مطلعة أن محادثات الأسرى وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض إسرائيل الوقف الدائم لإطلاق النار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتراح القطري الأخير شمل وقفا للأعمال العدائية لمدة شهر تقريبا مقابل إطلاق سراح الرهائن وإفراج إسرائيل عن الأسرى على ثلاث مراحل، وقالت إن حماس تصر أن يكون وقف إطلاق النار الدائم جزءا من أي اتفاق.
وأكدت المصادر المطلعة – بحسب الصحيفة- أن قطر تأمل من استخدام الهدنة المؤقتة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وكان رفض إسرائيل لذلك آخر رد وصل من تل أبيب إلى الدوحة.
وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء بما فيهم الأميركيون يعملون الآن على إقناع إسرائيل بشأن الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار، لافتة إلى عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم سيختلف تبعا لفئة الرهائن المُفرج عنهم.
موقف قطر
من جهتها، نقلت شبكة “إن بي سي” الإخبارية الأميركية عن مسؤول قطري قوله، إن قطر لن تعرض محادثات إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس للخطر بسبب خلافات مع أفراد.
وأضاف المسؤول القطري أن الوساطة تتعلق بإنقاذ حياة المحتجزين الإسرائيليين وحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة وليس بالسياسيين.
ويأتي ذلك بعدما تم نشر وسائل إعلام إسرائيلية لتسريبات من لقاء نتنياهو مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، وهاجم فيها الأخير قطر.
اتهام نتنياهو
وفي وقت سابق الخميس، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إن نشر تسريبات من لقاء تلك العائلات مع نتنياهو عندما هاجم قطر “يعد جريمة ويعرّض الأسرى للخطر”.
واعتبرت هيئة عائلات الأسرى في بيان أن المصدر الوحيد للتسجيل والتسريب هو مكتب نتنياهو والمقربون منه، ووصفت سماح الرقابة العسكرية بنشر التسريبات بالخطير جدا.
ودعت الهيئة أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) إلى وقف “الجنون”، والتصرف بمسؤولية لإنقاذ حياة 136 إسرائيليا.
وجاء البيان ردا على تسريب نشرته القناة الـ12 الإسرائيلية لحديث نتنياهو خلال لقائه عائلات الأسرى قال فيه إن قطر أكثر إشكالية من الأمم المتحدة والصليب الأحمر، وإن لديه خيبة أمل من أن واشنطن لا تمارس المزيد من الضغوط على الدوحة.
وبحسب التسجيل المسرب، فإن نتنياهو أشار إلى أنه لم يشكر قطر علنا، لأنها يمكن أن تمارس المزيد من الضغط على حماس.
رد قطري
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري استنكر بشدة التصريحات المنسوبة لنتنياهو، ووصفها بأنها “غير مسؤولة ومعرقلة لجهود إنقاذ الأرواح، لكنها غير مفاجئة”.
وقال الأنصاري في بيان إنه إذا تبين أن التصريحات صحيحة فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل جهود الوساطة لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح.
وأضاف أنه بدل الانشغال بعلاقة قطر الإستراتيجية مع الولايات المتحدة على نتنياهو أن ينشغل بتذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
ورد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على بيان المتحدث باسم الخارجية القطرية قائلا إن “قطر هي الراعية الرئيسية لحركة حماس”، مضيفا أن موقف الغرب تجاه قطر “منافق ومبني على المصالح”.
وطالب سموتريتش الغرب بالضغط على قطر للإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة، قائلا إن هناك “شيئا واحدا واضحا وهو أن قطر لن يكون لها دور في اليوم التالي بعد الحرب في غزة”.
بدورها، قالت حركة حماس في بيان إن تصريحات قادة إسرائيل ضد دور قطر بالوساطة تعكس حقيقة موقف الاحتلال الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى.
وأكدت حماس أن قطر تقوم بدورها السياسي النشط لوقف العدوان على غزة وتحقيق إنجاز في ملف تبادل الأسرى.
وكانت قطر -إلى جانب مصر والولايات المتحدة- قد أدّت دورا رئيسا في التوصل لهدنة مؤقتة بين “حماس” وإسرائيل في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استمرت أسبوعا، وأُطلق بموجبها سراح 240 أسيرا فلسطينيا بسجون الاحتلال، مقابل أكثر من 100 أسير من بينهم 80 محتجزا إسرائيليا.