باستخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية و شروط الاستخدام .
القبول

انضم الى قائمة المتابعين لتصلك جميع الاخبار مباشرة. اشترك الآن

الخليج ترند
  • الرئيسية
  • اخر الاخبار
  • دوليات
    • الولايات المتحدة
    • اوروبا
    • اسيا
    • كندا
    • افريقيا
  • اقتصاد
    • اسواق
    • شركات
    • الاستثمار
    • العملات المشفرة
  • سياسة

    سياسة

    سياسة

    الرجل المتهم بمحاولة اغتيال ترامب يطلب من القاضية إيلين كانون التنحي عن قضيته

    يطلب الرجل المتهم بالجلوس خلف سياج متصل بسلسلة على حدود ملعب الغولف التابع لدونالد ترامب في فلوريدا ومعه بندقية، بزعم…

    سياسة

    هابرمان: أصبحت لغة ترامب أكثر قتامة

    هابرمان: أصبحت لغة ترامب أكثر قتامة تقول المحللة السياسية لشبكة CNN، ماجي هابرمان، إن لغة الرئيس السابق دونالد ترامب خلال…

    سياسة

    بالنسبة لبايدن، فإن وفاة السنوار تضخ حالة من عدم اليقين – ولكنها أيضًا تفتح بابًا – لحل الصراع في غزة

    على مدار أشهر، ظل المسؤولون الأمريكيون المحبطون الذين يتطلعون إلى إنهاء الحرب في غزة يفكرون بهدوء في السيناريو الوحيد الذي…

    سياسة

    سيتم منح المواطنين اللبنانيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة إغاثة إنسانية مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحزب الله

    أعلنت وزارة الأمن الداخلي اليوم الخميس، أن المواطنين اللبنانيين المقيمين في الولايات المتحدة سيحصلون على شكل من أشكال الإغاثة الإنسانية،…

  • تقنية
  • رياضة
  • صحة
  • منوعات

    منوعات

    منوعات

    وزارة العمل: نقدم خدمة التدريب المهني بالمجان

    قال عبد الوهاب خضر، المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل، إن مشروع مهني 2030 يعد مشروع العام للوزارة، متابعا: الوزارة تقوم…

    منوعات

    رئيس بيلاروسيا: نحن أقرب من أي وقت مضى إلى كارثة نووية

    أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اليوم الخميس أننا اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى كارثة نووية، مشيرا إلى أن…

    منوعات

    حزنت عليه وكشفت عمره الحقيقي.. صور تجمع بين الراحل مصطفى فهمي وطليقته|شاهد

    نشرت الإعلامية فاتن موسى طليقة الفنان الراحل مصطفى فهمى تعليقاً عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك تكشف فيه عن…

    منوعات

    برج الحوت وحظك اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024 | تجنب المضاربة المالية

    تبدأ احتفالات برج الحوت من 19 فبراير إلى 20 مارس، يستطيع التخلي عن الماضي، والتطلع إلى المستقبل بإثارة وتفاؤل.وإليك توقعات…

  • المزيد
    • ثقافة وفنون
    • سياحة وسفر
اشترك معنا
Aa
الخليج ترند
  • اخر الاخبار
  • دوليات
  • سياسة
  • اقتصاد
  • صحة
  • تقنية
  • ثقافة وفنون
  • رياضة
  • سياحة وسفر
  • منوعات
البحث
  • الرئيسية
  • اخر الاخبار
  • دوليات
    • الولايات المتحدة
    • اوروبا
    • اسيا
    • كندا
    • افريقيا
  • اقتصاد
    • اسواق
    • شركات
    • الاستثمار
    • العملات المشفرة
  • سياسة
  • تقنية
  • رياضة
  • صحة
  • منوعات
  • المزيد
    • ثقافة وفنون
    • سياحة وسفر
banner
ابق على إطلاع دائم
اخر مستجدات العالم لحظة بلحظة من جميع المصادر الموثوقة، انضم الينا الآن ليصلك كل جديد الى بريدك الإلكتروني مباشرة.
اشترك الآن

اكتشف المزيد

  • صورة اليوم
  • مقالات رأي
  • اخر الاخبار
  • رائج اليوم
  • ألنشرة البريدية
2023 © المراقب. جميع الحقوق محفوظة.
الخليج ترند > اخر الاخبار > “تشريح سقوط”.. محاكمة تستنطق خيوط البراءة والإدانة وأسرار المنزل

“تشريح سقوط”.. محاكمة تستنطق خيوط البراءة والإدانة وأسرار المنزل

فريق التحرير كتب فريق التحرير منذ سنة واحدة 15 دقيقة للقراءة
شارك

عادة ما تتداول جملة “الغوص في النفس البشرية” تداولا استهلاكيا، للتعبير عن جودة أعمال سينمائية أو أدبية، تحاول تناول جانب داخلي من الشخصيات، وقد تفاحش استخدام هذه الجملة، حتى اصطبغت ببُعد قيمي عند ارتباطها بعمل إبداعي، سواء كان جيدا في هذا السياق أم لا.

المحتويات
جثة الأب الجريح.. حادثة تجر المُشاهد إلى عمق التحقيقاتمصرع “صامويل”.. نهاية الغائب الحاضر على امتداد القصة“أن تتظاهر بأنها لم ترتكب جريمة”استدعاء أيام الحب.. فيض المشاعر التي تثبت البراءةالمحكمة في السينما.. ساحة الصراع ومنطلق الأحداثمشاهد المحاكمة.. صراع البراءة والإدانة ونبش التفاصيلاستجواب “دانيال”.. قسوة ضرورية ونزعة إخراجية متطرفةحياد الفيلم.. علامات استفهام تتجاوز أزمة الإدانة والبراءةدواخل البشر.. أحجية عصية على الفهم المطلق

يسهل الحديث عن أي فيلم وإلصاقه بكلمات توحي بعمق التناول الداخلي، لكن الأفلام التي تنطبق عليها هذه الرؤية قليلة، ولعل أهمّها ضمن أفلام السنة الماضية، فيلم “تشريح سقوط” (Anatomy of Fall)، وقد قامت ببطولته المُمثلة الألمانية “ساندرا هولر”، وأخرجته الفرنسية “جوستين ترييت”، وفاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان.

يغوص الفيلم عميقا في نظريات البراءة والإدانة بين الفريقين المتصارعين في ساحة القضاء، وينبش أسرار المنزل ليكشف ما خفي من علاقة الزوجين، في سبيل الوصول إلى حقيقة ما حدث، وكأن المحكمة ليست إلا مكانا لكشف أوراق اللعبة الزوجية.

جثة الأب الجريح.. حادثة تجر المُشاهد إلى عمق التحقيقات

ينطلق فيلم “تشريح سقوط” من فكرة عمومية منوطة بعلاقتنا مع “العدالة” بوصفها فكرة حاكمة، وهي أننا عندما نريد تحقيق العدالة على نحو كامل، فلا يكفينا أن نعرف الضحية والجاني، بل إن تحقق العدالة يتجلى عند معرفة ماهية كل منهما.

يتأرجح المُشاهد في الفيلم أمام تناول تبعات وتداعيات الحادثة، ما بين متفرج آمن، ومشارك قلِق في تتابعات الأسئلة المطروحة بكثافة وبطء، كأنها تنزلق على الجليد المحيط بمنزل العائلة، ولا تتمثّل في صور ثابتة وواضحة قط.

يعثر على “صامويل” ميتا أمام البيت، فيتفاجأ به ابنه ميتا وبه جرح عميق في جمجمته، يحيط به أثر من الدماء، ويبدأ الفيلم في أسئلة مبدئية كثيرة، هل سقط “صامويل” أم دُفع؟ هل ضُرب على رأسه عمدا أم جاءت الضربة نتيجة لسقوطه على حافة السقيفة بالأسفل؟ والسؤال الأهم، هل مات منتحرا أم بيد زوجته “ساندرا”، وهي الوحيدة التي كانت معه في نفس البيت خلال وقت الحادثة؟

يعيش “صامويل” و”ساندرا” في منزلهما مع ابنهما “دانيال” (يلعب دوره بمهارة استثنائية ميلو ماتشادو) البالغ من العمر 11 عاما، وقد بدأ يفقد بصره تدريجيا منذ إصابته وهو ابن 4 سنوات في حادثة مع والده.

تبدو حياة العائلة محاطة بمكان ثلجي هادئ خارجيا، لكنه يتصدع من الداخل عبر الزمن الفيلمي، من صورة عائلة بسيطة إلى فيلم يراوغ ضرورة التصنيف السينمائي، فالمساحة بين المُشاهد والفيلم قائمة على التوريط، إذ أن المتفرج مع الوقت يصبح محققا بديلا، يتابع كل حوار، ويبحث عن أي فراغات تجيب على تتابع الأسئلة، ويختبر الأدلة وكأنه يجلس في قلب الحدث.

مصرع “صامويل”.. نهاية الغائب الحاضر على امتداد القصة

في مفتتح الفيلم، نرى “ساندرا تتحدث عن رواياتها مع إحدى الطالبات، ثم نسمع من الطابق الثاني في البيت موسيقى أغنية (Pimp) التي يشاع أنها كارهة للنساء، فيمنعهما صوت الموسيقى من إكمال الحوار، وقد كان مشوبا بأريحية مبطنة بالغموض من قِبل الكاتبة، وطبيعة كلامها به شيء من الإغراء.

يقدم هذا المشهد الافتتاحي البسيط أسئلة وتكهنات، تستمر حتى آخر الفيلم، مع أن الزمن الفيلمي لا يترك فراغا حكائيا، ويحتفظ لكل شخصية بآليات النظر إليها بحضور كامل. عندما يذهب الابن “دانيال” ليتمشى مع كلبه “سنوب”، ويعود ليجد والده صريعا بجرح في الرأس، يصرخ وينادي والدته، والموسيقى ما زالت تملأ المنزل، ومع ذلك تظهر “ساندرا” وهي تجري تجاه ابنها وجثة زوجها.

مشهد من المحكمة

ومع أن “صامويل” لم يظهر في الفيلم إلا بمشهد واحد طويل متعلق بشجار مسجل بينه وبين “ساندرا”، فإنه يفرض حضوره مبكرا من غير أن يظهر، فيجعلنا نتساءل حوله، لأن حكايته لم تنتهِ بموته، بل بدأ اكتشافها، فهي تجعلنا نرى الشخصيات المحيطة به على نحو أقرب من شكلها الخارجي الموحي بالتظاهر.

“أن تتظاهر بأنها لم ترتكب جريمة”

تراوغ “ساندرا” كل الآليات التي تجعلنا نثق ببراءتها، ومع ذلك تحفظ لها المدلولات المادية براءتها من قتل زوجها. وقد قدّمت الممثلة “ساندرا هولر” شخصية تنزلق عن أي انطباع نهائي، وتوحي بغموض مُقبض، يجعل احتمالات موقفها ممتدة عابرة لليقين، لأنها تنتقل بين التوتر والثقة الهادئة، بين الهدوء الغامض والانفعال التلقائي الذي يدافع به البشر عن أنفسهم.

ولكي تظل “ساندرا” في دائرة الشك ونثر القلق، فإن علاقتها بابنها تسير على نفس النحو، ويصبح “دانيال” الصغير كأنه انعكاس لهذا الشك والعجز عن اليقين، فينزوي بنفسه ويصمت، ويقع بين رفض إدانة والدته، والخوف من حقيقة إدانتها، يتشجع معارضا قرار القاضية في حضور بقية الجلسات، ويصر على معرفة حقيقة الأمر بنفسه، ربما يستطيع تجاوزه لاحقا.

تنزلق “ساندرا” دائما أمام محاولات الفيلم وضعها في إطار قرار نهائي، فمن مشهد إلى آخر، تتأرجح الرغبة في الدعم والإدانة، وهذا أساس في الحكي تعمدته المخرجة. تقول الممثلة “هولر” في حوار لها عن الفيلم، إنها سألت المخرجة “جوستين ترييت” هل قتلت هذه الشخصية حقا؟ فقالت إنها لا تعلم، والأفضل لها “أن تتظاهر بأنها لم ترتكب جريمة”.

يمتد فضاء الرمادي والمراوغة، ليس على أسلوب الشخصيات فقط، بل على تكوينها الوجودي والثقافي، فـ”ساندرا” ألمانية وزوجها فرنسي، وقد انتقلا من لندن إلى فرنسا لترميم حياتهما بعيدا عن الصخب، وهما يتحدثان الإنجليزية في المنزل لغةً وسيطة.

استدعاء أيام الحب.. فيض المشاعر التي تثبت البراءة

على مستوى العلاقة بين الزوجين، هناك إشارات كثيرة بدت صادقة وقائمة على فقد حقيقي، وقد ظهرت في بعض أحاديث “ساندرا” عن زوجها، سواء في إطار رسمي بالمحكمة، أو مع محاميها، حيث يحق لها تركيب خطاب مفتعل يبرئها.

ومع هذه الحرية تستدعي “ساندرا” جانبا حميميا من علاقتها بـ”صامويل”، بدءا من تأثيره الجميل على حياتها حين التقيا، وعلاقتهما التي قامت على تفاهم كبير، وتحفيز فكري بحكم المشترك المهني والإبداعي. حتى في دفاعها عن نفسها في المحكمة، كانت “ساندرا” تستدعي علاقتهما، فتظهر أنها تحمل مشاعر تثبت براءتها.

ساندرا بطلة الفيلم

هذه الشكوك والتحفظات التي تحيط بالفيلم هي آليات تثقله، وتجعل ديمومة الشك مدلولا لجودة الفيلم، لأننا نتعاطى مع شخصيات تفرض نفسها بوضوح، عبر التناقضات والضعف والكذب أحيانا، وكلها أفعال تندرج ضمن ما هو بشري وناقص ومحير.

وتنسلخ الشخصيات من سياقها الفيلمي، لتصبح تهديدا لما نحمله ذاتيا من ضعف ومن قدرة على الخطأ باستحقاق، لذلك يصبح ربط تطورات الحكاية ببعضها محفوفا بمسار الشك دائما، والتنقل بين الرغبة في تبرئة “ساندرا”، وبين إعطاء “صامويل” حقه الأخير؛ أن يحظى بميتة معروف سببها.

المحكمة في السينما.. ساحة الصراع ومنطلق الأحداث

تمثل المحكمة في السينما فضاء مثاليا لخلق صراع واقعي، فيتصور المُشاهد من تلقاء نفسه أن هذا الفضاء مكان لصراع ما، ينتج عنه تبرئة طرف وإدانة آخر، وحتى على مستوى الشخصيات، فإن أطراف المحكمة يمثلون منفردين أقطابا درامية مستقلة، وقد حظيت المحكمة بحضور كبير في تاريخ السينما، واشتركت في أنواع فيلمية متعددة، منها أفلام التجسس وأفلام المشهد الواحد، لتثري وتثقل الأسئلة البشرية في سياق يحفل بصراع وحركة ملفتة.

لدى حضور المحكمة أسبقية على التوظيف الفيلمي، فنرى مثلا في فيلم “محاكمة شيكاغو 7” (The Trial of Chicago 7) سُلطة للمحكمة -بوصفها المكاني- على طبيعة الصراع المنقول عن حدث تاريخي في الولايات المتحدة، خلال مناهضة الحرب على فيتنام.

يبدأ الفيلم بتتابعات مشهدية سريعة، لموضعة أطراف الخلاف السياسي والإنساني، لكن فضاء المحكمة حين يحضر، يصبح مركزا تنطلق منه الأحداث، ثم تبدو المشاهد الخارجية تكميلية للانطباعات التي تؤخذ من مواقع الشخصيات داخل المحكمة. هذه الحالة تجعل الجلسات القضائية الطويلة فضاء للتعريف السطحي والمشروع في حالة فيلم يتعمد الارتكاز على مرجعية تاريخية.

أما فيلم “تشريح سقوط”، ففيه تغيّر في صورة المحكمة التي اعتادت الأفلام نقلها، على مستوى مفردات النزاع القضائي وسيره على الأقل، وقد التزمت المخرجة بهذه التمثيلات الخارجية، ووضعت بعدا واقعيا مستمدا من تجربة مشاهدة محاكمات عدة أثناء التحضير للفيلم، ثم أزاحت فضاء النزاع القضائي ليكون طوعا لضرورة كشف الشخصيات، والتركيز على ما يطرأ عليها من تغيرات، حين توضع في سياق يجعل لكل كلمة احتمال براءة، واحتمال سجن.

مشاهد المحاكمة.. صراع البراءة والإدانة ونبش التفاصيل

تنقسم مادة الحكاية في مشاهد المحكمة الطويلة التي شغلت ثلثي الفيلم إلى نقيضين، أحدهما لتبرئة “ساندرا” والثاني لإدانتها وإثبات تهمة قتلها “صامويل”، وتحتفظ كل شخصية في كلا الاتجاهين بحضور شخصي يضيف شيئا، لنعرف أكثر عن حياة الزوجين وخبايا علاقتهما.

لا تنحصر كل جملة لأحدهم بالمحكمة في إطار التغذية الحكائية أو لموضعة بصرية ذات مغزى، فطبيب “صامويل” النفسي لديه ما يجادل من أجله، لأنه يتبنى موقفا رافضا فرضية انتحار مريضه، وهو مضطر للدفاع عن نزاهته المهنية، أو ربما لا يتحمل عبء أن أحد مرضاه أقدم على الانتحار.

وعلى الجهة الأخرى، يتجاوز محامي “ساندرا” أكثر من ضرورة مهنية وأخلاقية، لأن علاقتهما بها عطب الحب من طرف المحامي فقط، ومع أنه يجزم بتصديقها في قولها إنها لم تقتل زوجها، فإن رده يأتي متأخرا ناتجا عن قلق وشك، لكنه في كل الأحوال يدافع عنها بذكاء وإصرار، خلال الجلسات القضائية.

مثلت المحكمة فضاء واسعا، يتيح العودة لكل تفصيلة في هذا البيت، وتشريح الحوادث الجانبية والأساسية بنفس درجة الأهمية، مع ضرورة أن تدور الجلسات في إطار حر، يتيح للصراعات اللفظية أن تخرج عن نُظم المحاكم.

قاعة المحكمة بتفاصيلها التي تغذي حكي الفيلم

نرى المدعي العام (مثّله أنتوان رينارتز بحدّة ومهنية مُدهشة) وهو يستجوب “ساندرا” والشهود بأسلوب حاد يدفعنا إلى كُرهه، مع أنه يستند لموقف ينطلق من دلائل وحقائق ومُحفزّات شك قانونية. في أكثر من مشهد تحتدم ردود محامي الدفاع ضد المدعي العام بشكل يجعلنا نتساءل أين قاضية المحكمة؟ ثم تجعلنا هذه المشاهد نتجاوز حاكمية فضاء النزاع القضائي قليلا، وننغمس في مشاهد نزاع طرفين، بينهما فضاء واسع من الأسئلة والفراغات التي نحتاج بشكل ضروري إلى البحث عن إجاباتها المُحتملة.

استجواب “دانيال”.. قسوة ضرورية ونزعة إخراجية متطرفة

تدفع المخرجة “جوستين ترييت” فيلمها بعيدا عن التعاطف، وتضعه في مساحة قسوة ضرورية، لا سيما حين يصر الصغير “دانيال” على حضور الجلسات، يستمع إلى احتمالات إدانتها وتمثيلات الجريمة التي تدينها، والجانب الآخر يوضح تمثيلات الانتحار.

في الحالتين، هناك طفل لم يتجاوز 11 عاما، يقف على حقيقة موت والده منتحرا أو مقتولا بيد والدته. وبشيء من التطرف، تتعمد المخرجة وضع “دانيال” في إطار مادة، يمكنها كشف أي جديد وسط هذا الرماد الكبير، ونرى المدعي العام يستجوبه بقسوة، ويلح عليه لإجابة بعض الأسئلة، ويشكك في ذاكرته، ويحاول النبش في خفايا كلامه، لإفساد ما يذكره من شهادات لصالح والدته.

في المحكمة، تُستبدل قسوة القضاء المحتكم إلى الدليل والمنطق بقسوة أشد تأثيرا، وهي الصراع القائم على حراك قضائي وبحث جنائي ومساهمات مختلفة من أكثر من طرف، تندفع وتدفع المُشاهد معها تجاه شيء واحد؛ أن تُعرّف هذه الشخصيات وما يجمعها من علاقات مُركّبة، في إطار يقوم على استيعاب هذا المدى الواسع من التناقضات.

حياد الفيلم.. علامات استفهام تتجاوز أزمة الإدانة والبراءة

يعتمد “تشريح سقوط” على الحوار وثبوتية المكان، ويتخذهما أدوات أولية لتثبيت لغة فيلمية تنطلق من جودة السيناريو، ومع ذلك فإنه لم يتجاهل الضرورة البصرية المقدمة في إطار تقليلي، يقوم على وفرة المشاهد الطويلة، فالكاميرا لا تنتقل إلا لضرورة تكشف شيئا ما يُحاول أحدهم مُداراته، أو في إطار مقاربة المادة المحكية في مشاهد المحكمة مع خيال “دانيال”، وقد حدث ذلك في إطار ذروات قليلة، منها تخيّل أحد التفسيرات التي تفترض موت “صامويل” قتيلا لا منتحرا.

يعيدنا الفيلم إلى نوع سينمائي صلب، يستعينُ بالتركيب والتجريد ويتخذهما أسسا لقراءة شخصيات خارج النمط، ويحفظ للصورة دورها الكاشف عبر الكثافة والحركة المحدودة، وهذه الآليات تضع المادة الفيلمية في إطار حرج، لأنها تتحرك في مسار كشف، وإن لم يُقدم بجودة عالية انكشفت محدودية التناول بوضوح.

لذلك يتجاوز الفيلم دواخل أزمة الإدانة والبراءة، بل يتجاوز حدود تعريفات شخصياته، ويجعلها مفتوحة على علاقتنا مع ذواتنا، ومدى تركيبها حين تُشارك الآخر علاقة عاطفية، فنرى الوجه الآخر لتمثيلات الحب والتفاهم وتنميط مثالية هذه العلاقات، وتتمثّل فكرة الوقوف على الحياد بين احتمالات كثيرة، فما نسمعُه داخل الفيلم كثير، لكننا لا نراه، وما نراه عُرضة لإساءة الفهم، إضافة إلى العجز عن تذكّره بوضوح، لأن كثيرا من استحضار الذاكرة قائم على التخمين، ولذلك فحين يُحتكم إليه، يظل شعور التخوف سيد الانطباعات.

دواخل البشر.. أحجية عصية على الفهم المطلق

خلال الحكم لصالح “ساندرا” وتبرئتها، يُعرض الخبر في تغطية إعلامية، وكأن حضور المحكمة كان غرضه وضع “ساندرا” وعلاقتها مع “صامويل” في إطار مكشوف، تجعلنا نحاول قراءتها جدليا، وتقبّل الانتهاء بمزيد من الأسئلة، بدلا من وضع رؤية تجيب على الأسئلة الأخرى المنثورة منذ مطلع الفيلم، لأننا حين نتعاطى مع مساحة بشرية على نحو جوّاني، فإن إطلاق القدرة على فهم كامل، يُشكّل فخا يجب على الفيلم تجنّبه.

في النهاية، لا يمثل عبور “ساندرا” لهذه الأزمة انتصارا، سواء لها أو لموضعها في الحكاية، لأنه عبور كانت ضريبته تجاوز خصوصية علاقتها مع “صامويل”، وفي سبيل دفاعها عن نفسها اضطرت للحديث عن عطب علاقتها بزوجها الراحل، وعن مشكلاته النفسية والجنسية، وعن الخيانة، وعن عدم كفاءته الإبداعية لإتمام أفكاره الروائية.

لم ينتهِ “تشريح سقوط” بالخسارة لأحد أو الربح لآخر، وربما تكون هذه من جمالياته، أن تتوقف الغاية في الفيلم عند بُعد أساسي، وهو تشكل رؤى متعددة لفهم دوافع وأسباب ما تقدم عليه الشخصيات من غايات وأهداف، وما تدفعه عن نفسها بالمراوغة أو الوضوح، لننتهي أمام نماذج تعكس حيرتها علينا، نتعاطف معها أحيانا، نتخوف منها خوفا رطبا ويابسا أحيانا أخرى، وننتهي خلال اشتباكنا العاطفي معها عند حقيقة مُدهشة ومُخيّبة، ألا وهي أن دواخل البشر أحيانا ما تكون عصية على الفهم التام.

فريق التحرير أبريل 30, 2024 أبريل 30, 2024
شارك المقال
فيسبوك تويتر واتساب واتساب نسخ الرابط طباعة
شارك
المقال السابق تسلط احتجاجات الحرم الجامعي الضوء على التوترات في ائتلاف بايدن
المقال التالي شروط مزاولة مهنة الحانوتي في مصر| مشروع قانون
اترك تعليقك اترك تعليقك

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع معنا اخر الاخبار لحظة بلحظة واطلع على ما يحدث في العالم من حولك

ابق على إطلاع

اخر مستجدات العالم لحظة بلحظة من جميع المصادر الموثوقة، انضم الينا الآن ليصلك كل جديد.

اشترك الآن

رائج اليوم

قصف إسرائيلي استهدف نازحين بحي الرمال بمدينة غزة

استشهد عدد من الأشخاص وأصيب آخرون بجروح خطرة جراء قصف إسرائيلي استهدف نازحين بحي الرمال،…

اخر الاخبار منذ 3 أيام

يبدو أن New Orleans Escapee يتوسلون إلى ترامب ، مغني الراب للمساعدة في الفيديو المزعوم

جديديمكنك الآن الاستماع إلى مقالات Fox News! داهمت السلطات الإقامة حيث يبدو أن أحد الهاربين…

الولايات المتحدة منذ 3 أيام

المتلقي المخضرم يوجين لويس يفتح موسم CFL يطارد سجلات الهبوط سجل

بقلم دان رالف الصحافة الكندية تم النشر 3 يونيو 2025 5:23 مساءً 4 دقائق قراءة…

كندا منذ 3 أيام

اتهامات متبادلة بشأن استهداف قافلة إغاثة أممية بدارفور

الفاشر– قالت مصادر ميدانية للجزيرة نت، إن قوات الدعم السريع استهدفت قافلة مساعدات أممية كانت…

اخر الاخبار منذ 3 أيام

غارات إسرائيلية على سوريا بعد قصف تبنته “كتائب محمد الضيف”

4/6/2025-|آخر تحديث: 01:56 (توقيت مكة)شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على جنوب سوريا، ليل الثلاثاء، بعد…

اخر الاخبار منذ 3 أيام

اكتشف المزيد

  • صورة اليوم
  • مقالات رأي
  • اخر الاخبار
  • رائج اليوم
  • النشرة البريدية

مقالات ذات صلة

غزة والمسجد الأقصى في صدارة خطب العيد بعدة دول عربية

اخر الاخبار

تايلند تتأهب عسكريا بسبب النزاع الحدودي مع كمبوديا

اخر الاخبار

اللاجئون السوريون بالأردن ما بين البقاء والعودة للوطن

اخر الاخبار

ماذا تعرف عن مجموعة ياسر أبو شباب في قطاع غزة؟

اخر الاخبار

روسيا وأوكرانيا تتبادلان هجمات غير مسبوقة والكرملين: الحرب قضية وجودية

اخر الاخبار

قوة إسرائيلية في مرمى كمين بخان يونس تعرف على التفاصيل عبر الخريطة التفاعلية

اخر الاخبار

“مؤسسة غزة الإنسانية” تعلق توزيع المساعدات الغذائية

اخر الاخبار

سرايا القدس تبث فيديو استهداف آلية إسرائيلية في بيت لاهيا

اخر الاخبار
مصدرك الأول لآخر الاخبار العالمية
Facebook Twitter Youtube Instagram Linkedin

2023 © المراقب. جميع الحقوق محفوظة.

روابط هامة

  • الرئيسية
  • من نحن
  • سياسة الخصوصية
  • اعلن معنا
  • اتصل بنا

أهم الأقسام

  • ثقافة وفنون
  • سياحة وسفر
  • سياسة
  • صحة
  • اقتصاد

نرشح لك

غزة والمسجد الأقصى في صدارة خطب العيد بعدة دول عربية
لا مخالفات حتى الآن.. الحجاج يقضون أول أيام التشريق.. وخدمات متميزة بمخيمات السياحة
ترامب يفكر بالتبرع بسيارة تسلا أو بيعها

صحيفة المراقب هي صحيفة يومية عربية تهتم بآخر اخبار المملكة العربية السعودية والخليج العربي والشرق الأوسط والعالم. تابع معنا اخر اخبار الاقتصاد والرياضة والسياسة واهم القضايا التي تهم المواطن العربي.

Welcome Back!

Sign in to your account

نسيت كلمة المرور؟