شيع الفلسطينيون جثماني شابين استشهدا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأحد في طولكرم بالضفة الغربية، وبينما اقتحم 500 مستوطن المسجد الأقصى المبارك اندلعت 3 حرائق في مستوطنات إسرائيلية قريبة من قطاع غزة نتيجة إطلاق بالونات حارقة من القطاع.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشهيدين هما أسيد جبعاوي وعبد الرحمن أبو دغش.
وأكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال دمرت محلين تجاريين والشارع الرئيسي عند المدخل الشرقي الوحيد لمدينة طولكرم والساحة الرئيسية في مخيم نور شمس.
وردد المشاركون في التشييع -والذين كان يتقدمهم مسلحون فلسطينيون- هتافات غاضبة تنديدا بجرائم الاحتلال، وجاب الموكب الجنائزي شوارع مخيم نور شمس وشوارع محافظة طولكرم، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة من قبل عائلتيهما وتمت الصلاة عليهما، قبل أن يواريا الثرى في مقبرة المدينة.
حماس تنعى
من جانبها، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيدين، وأكدت الحركة -في بيان- أن كل محاولات وأد المقاومة ستتحطم وتفشل وسيخرج المقاومون في كل وقت ومن كل مكان.
وقالت حماس إن استمرار تعرض الأقصى للجرائم سيبقى دافعا لمزيد من العمل المقاوم واستهداف قوات الاحتلال.
وأشادت الحركة بتصدي المقاومة الفلسطينية بالرصاص والعبوات لاقتحام مخيم نور شمس وإيقاع عدد من الإصابات في صفوف الجيش.
وأعلنت فصائل العمل الوطني في محافظة طولكرم الإضراب التجاري الشامل احتجاجا على ما وصفتها بجرائم ومجازر الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن أحد جنوده أصيب بجروح متوسطة خلال العملية في مخيم نور شمس بالضفة الغربية الليلة الماضية، وإنه دمر غرفة زعم أنها مخصصة لتوجيه المسلحين وفجّر عشرات العبوات الجاهزة في المخيم.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صباح اليوم الأحد مشاهد قالت إنها للحظة تفجير عبوة ناسفة بآلية لجيش الاحتلال أثناء انسحابها من مخيم نور شمس شرق طولكرم.
وفي سياق متصل، قالت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس إن مقاتليها فجروا حقلا من الألغام المعدة مسبقا في عدد من آليات الاحتلال.
وذكرت الكتيبة أن مقاتليها تمكنوا من خوض اشتباكات متفرقة على محاور عدة مع قوات الاحتلال وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوفها، وأشارت إلى أنها أفشلت عددا من المحاولات التي نفذها الجيش الإسرائيلي لإنقاذ قواته.
من جهته، أدان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة التصعيد الإسرائيلي ووصفه بأنه خطير بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وقال أبو ردينة إن جرائم الاحتلال في طولكرم ومدن الضفة هي تنفيذ لمخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعلن عنه في الأمم المتحدة.
وأضاف أن الاحتلال يجر المنطقة لمربع العنف عبر عدوانه المتواصل واقتحام الأقصى وجامعة بيرزيت.
اقتحام الأقصى
وفي القدس، أفادت وزارة الأوقاف الإسلامية بأن أكثر من 500 متشدد يهودي ومستوطن اقتحموا المسجد الأقصى صباح اليوم.
ورجحت الوزارة أن يزداد عدد المقتحمين نظرا لاستعداد اليهود لبدء الاحتفال بما يسمونه يوم الغفران.
وكانت مجموعة من المتطرفين والمستوطنين قد أدوا رقصات استفزازية عند سوق القطانين وباب السلسلة داخل البلدة القديمة بالقدس، وأعلنت سلطات الاحتلال تعزيز قواتها في القدس، وتحديدا في محيط البلدة القديمة وداخلها.
من جهتها، دعت حركة حماس الشباب في الضفة وغزة إلى مواصلة انتفاضتهم دفاعا عن المسجد الأقصى، وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن اقتحام الأقصى تصعيد كبير، وإن الشعب سيواصل معركته ضد الاحتلال.
وأضاف قاسم أن التصعيد الصهيوني في المسجد الأقصى هو تطبيق عملي لخطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن التطبيع يشجع الاحتلال على مواصلة الحرب الدينية على الأقصى.
في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي جامعة بيرزيت شمال رام الله واعتقلت 8 طلاب، ووثقت منصات فلسطينية اقتحام جنود الاحتلال الحرم الجامعي وإلحاقهم أضرارا بمجلس الطلبة داخل الجامعة وقاعات الدراسة.
وأدانت جامعة بيرزيت اقتحام قوات الاحتلال الحرم الجامعي واعتقال عدد من طلبتها وإحداث تخريب في مرافق الجامعة.
وأكدت الجامعة أن ما جرى يشكل انتهاكا كبيرا وواضحا للأعراف والمواثيق الدولية التي تجرّم انتهاك حرمة الجامعات والمؤسسات التعليمية.
حرائق في غلاف غزة
من جانب آخر، اندلعت 3 حرائق في مستوطنات إسرائيلية قريبة من قطاع غزة اليوم الأحد نتيجة إطلاق بالونات حارقة من القطاع.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن قوات الإطفاء الإسرائيلية تتعامل مع 3 حرائق اندلعت في مستوطنتي باري وكيسوفيم بمنطقة غلاف غزة نجمت عن إطلاق بالونات حارقة من القطاع.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قرر تعزيز قواته على الحدود مع القطاع بقوات إضافية.
وقال المتحدث باسم قوات الاحتلال إن المهمة الموكلة لهذه القوات هي حماية السياج الأمني، حيث تمت إضافة كتيبة عسكرية إلى فرقة غزة، حسب تعبيره.
واليوم الأحد، زار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت منطقة غلاف غزة وأجرى تقييما أمنيا مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا ورئيس شعبة العمليات عوديد بسيوك.
ومساء أمس السبت قصفت طائرات حربية إسرائيلية نقطة رصد عسكرية تابعة لحركة حماس شرقي قطاع غزة دون وقوع إصابات، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من استهداف نقطة أخرى للحركة في غزة.
وجاءت الغارة الإسرائيلية بعد مظاهرات شارك فيها عشرات الشبان قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل أصيب خلالها 3 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تفريقه الاحتجاجات.
وتأتي المظاهرات لليوم السابع قرب السياج الحدودي للقطاع بدعوة من شبان يطلقون على أنفسهم “الشباب الثائر” عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنديدا باقتحام مستوطنين المسجد الأقصى والانتهاكات المستمرة بالضفة الغربية واستمرار حصار غزة.
تعهد بالمقاومة
في الأثناء، أكدت 3 فصائل اليوم الأحد على “تصعيد المقاومة الشاملة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة” ضد إسرائيل.
وعبرت حركتا حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -في بيان مشترك عقب اجتماع ثلاثي في بيروت- عن “الاعتزام بالمقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، ودور المقاومين في التصدي لجرائم الاحتلال، وإفشال المخططات الإجرامية لإسرائيل”.
وبحسب البيان، ناقشت الفصائل الثلاثة “سبل مواجهة العدوان الإسرائيلي المتصاعد، خاصة تهديدات الاحتلال بتنفيذ اغتيالات ومواصلة الاقتحامات، واستمرار سياسة الضم والاستيطان والعدوان على مدينة القدس”.
وأدان البيان “جميع اتفاقات ومساعي تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال واعتباره سقوطا مدويا وخيانة صريحة لدماء شهداء شعبنا وأمتنا العربية وتنازلا عن المقدسات”.