6/7/2023–|آخر تحديث: 6/7/202308:28 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
بعد مرور شهر على انطلاق الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية، بات كل من الغرب والشرق على بيّنة من أن الهجوم لا يسير وفقًا للخطة المرسومة، بحسب تقرير نشرته صحيفة “غازيتا” الروسية.
وتحدث الضابط السابق بقوات الدفاع الجوي الروسية ميخائيل خودارينوك في التقرير عن نتائج شهر من الهجوم المضاد الذي شنته القوات المسلحة الأوكرانية، مقدمًا توقّعاته حول ما ستبدو عليه العملية الهجومية التالية للجيش الأوكراني.
وبحسب خودارينوك، تعني حماية المواطنين في وقت الحرب عدم تعريضهم لمخاطر غير مبررة أثناء سير المعارك والعمليات، مبرزا أن مجتمع الخبراء الأوكرانيين يروّج لفكرة مفادها أن القوات المسلحة الأوكرانية تجري حاليًا عمليات “تشكيل” و”اختبار” وتدمر ببطء قوات الخصم وعتاده، مما يضمن القضاء على دفاعاته إما في نقطة مهمة واحدة، أو بعدة مناطق في وقت واحد.
استنزاف
ورجح خودارينوك احتمال نجاح مخطط أوكرانيا في حال محاربتها دولة تمتلك صناعة دفاعية محدودة القدرات وذات كثافة سكانية صغيرة، غير أن خوض صراع مسلح ضد دولة تتمتع بقدرات تعبئة تفوق القدرات الأوكرانية بأضعاف، وتمتلك صناعة دفاعية قويّة من العوامل التي تقلق أوكرانيا ولا تهدئ من روعها.
وقال إن الهجوم المضاد يؤدي يوما بعد يوم إلى استنفاد الموارد الأوكرانية، وتزايد الخسائر في صفوف الجنود والمعدات، واستنفاد الذخيرة النادرة التي بحوزة القوات المسلحة الأوكرانية.
وأشار الكاتب إلى ضرورة الاتعاظ من التجربة المريرة لرئيس هيئة الأركان العامة الألمانية إريش فون فالكنهاين في عملية فردان لعام 1916 والتعمق في دراستها قبل الاندفاع إلى منافسة مماثلة مع دولة تتفوق عسكريا واقتصاديا على القدرات الأوكرانية.
نجاحات تكتيكية.. لكن
وتجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية حققت نجاحات تكتيكية معينة واستعادت عددا من المستوطنات وتقدمت في بعض الاتجاهات، لكنها لا ترتقي إلى مستوى النتائج المرتقبة للعملية التي يمكن تقديمها بشكل مفيد في قمة الناتو المقبلة.
ويرى الكاتب أن الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية كان محكوما عليه بالفشل بسبب غياب التفوّق الجوي والناري الشامل، والافتقار إلى الاحتياطات ذات المستوى الإستراتيجي، متهما أطرافا أجنبية بدفع القيادة العسكرية والسياسية لأوكرانيا إلى الإقدام على هذه الخطوة.
وتوقّع الكاتب انتهاء العملية الهجومية للقوات المسلحة الأوكرانية، التي انطلقت في الرابع من يونيو/حزيران، بالهزيمة.
ورغم التفاؤل الذي تبديه سلطات كييف، فإنه لدى غالبية الخبراء الغربيين انطباع بأنه لا نصر متوقعا من القوات المسلحة الأوكرانية في هذه المرحلة من الكفاح المسلح، مستبعدين حدوث نقطة تحول في سير الأعمال العدائية قبل قمة الناتو المقرر عقدها هذا الشهر.
شروط النجاح
في المقابل، يستدعي نجاح العملية الهجومية الثانية للقوات المسلحة الأوكرانية امتلاك عدد كبير من المقاتلات متعددة الوظائف، وزيادة إمدادات المدفعية ذاتية الدفع والدبابات والمروحيات الهجومية ونقل العتاد.
بعبارة أخرى، يتطلب اختراق دفاع عدو مثل الجيش الروسي امتلاك قوات صاروخية ومدفعية مختلفة وقوات مدرعة فضلا عن سلاح المهندسين. وعليه، بات واضحا أن موعد انتهاء “الهجوم المضاد” الأول الفاشل وشيك، في حين أن الموعد الثاني غير قريب.
لكن التقرير أكد أنه من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات نهائية بشأن نتائج الأعمال العدائية في هذه المرحلة، لا سيما في ظل تطور الوضع وعدم دخول القوات الرئيسية للجيش الأوكراني المعركة بعد.