نقلت صحيفة فزغلياد الروسية عن تقرير لوزارة الدفاع اليابانية تأكيده أن روسيا تشكل تهديدا مباشرا لأوروبا، وذلك على خلفية وجود تقارب كبير بينها وبين الصين، وهو التقارب الذي وصفته طوكيو بأنه “استعراض للقوة ضد اليابان”.
في المقابل، قالت فزغلياد إن الخبراء يشيرون إلى أن تسريع عسكرة اليابان يشكل تهديدًا خطيرا ليس فقط لروسيا، بل أيضا لأمن المنطقة بأكملها.
وقدمت وزارة الدفاع اليابانية قبل يومين التقرير السنوي للوكالة (الكتاب الأبيض) عن الوضع في العالم وأولويات السياسة الدفاعية، وركز بشكل كبير على روسيا، التي وصفها بأنها “الأكثر خطورة”، و”التهديد المباشر لأوروبا”.
تهديدات
وأوضحت فزغلياد أن الكتاب الأبيض (ينشر سنويا منذ عام 1976) ليس وثيقة إستراتيجية، ولكنه يعكس موقف وزارة الدفاع اليابانية. ووفقا للجيش الياباني، فإن الأنشطة الخارجية الروسية والاتجاهات العسكرية والصراع في أوكرانيا “تقوض أسس النظام الدولي، وهي أخطر تهديد مباشر في اتجاه أوروبا”.
وبشكل منفصل، يشعر اليابانيون بالقلق إزاء “التوجهات العسكرية” لموسكو في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وأشارت فزغلياد إلى أنه وفقا للتقرير الياباني فإن الصين وروسيا وكوريا الشمالية تسهم في وجود “البيئة الأمنية الأكثر قسوة وصعوبة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.
وفي الوقت نفسه، أصبح موقف الصين الخارجي وأنشطتها العسكرية “مشكلة خطيرة لليابان والمجتمع الدولي، وتشكل مشكلة إستراتيجية غير مسبوقة”.
وبيّنت الصحيفة الروسية أن اليابان تتوقع أن تمتلك الصين 1500 رأس نووية بحلول عام 2035، وستزيد تفوقها العسكري، وهو ما تعدّه طوكيو تهديدا أمنيا، خاصة لجزرها الجنوبية الغربية، بما في ذلك أوكيناوا التي تضم أكبر عدد من القواعد العسكرية الأميركية مقارنة بأجزاء أخرى من البلاد.
تدهور
ونقلت الصحيفة عن الخبير بالجمعية الروسية اليابانية أوليغ كازاكوف قوله إن علاقة روسيا باليابان تتدهور ليس فقط في السياسة والاقتصاد، بل في مجال العلاقات الإنسانية أيضا؛ فالعلاقات بين البلدين -وفقا لليابانيين- تتأثر سلبا أيضا بالتقارب بين موسكو وبكين، وهو ما يعد أحد التهديدات الرئيسية لطوكيو.
وحسب توقعات كازاكوف، فإن العلاقات الروسية اليابانية ستستمر في التدهور.
ونسب تقرير فزغلياد إلى فاليري كستانوف رئيس مركز دراسات اليابان في معهد الصين وآسيا الحديثة التابع لأكاديمية العلوم الروسية قوله إن اليابان “مدرجة في القائمة الروسية للدول غير الصديقة”، مشيرا إلى أنه في إستراتيجية الأمن القومي لليابان تُصنف روسيا بأنها أحد التهديدات إلى جانب الصين وكوريا الشمالية.
وأضاف أن طوكيو قلقة من التقارب بين موسكو وبكين، لا سيما المناورات المشتركة بين البلدين في المحيط الهادي، والتدريبات في الشرق الأقصى.
وأشار الخبير إلى أن اليابان قررت العام الماضي زيادة ميزانيتها العسكرية بنسبة 2% إلى مستوى دول الناتو، محذرا من أن طوكيو تريد الحصول على وسائل الضربة “الوقائية”، مثل صواريخ كروز بعيدة المدى وأسلحة تفوق سرعة الصوت.
وأوضح أنه رسميا سيتم توجيه هذه الأنظمة ضد كوريا الشمالية، لكن من الواضح أن الصين والشرق الأقصى سيقعان في النطاق، حسب المحلل الروسي.
وقال النائب بمجلس الاتحاد الروسي قسطنطين دولغوف إن قلق طوكيو بشأن الأمن في أوروبا يبدو مثيرا للسخرية، مضيفا أن اليابان هي التي تخلق تهديدات لأمن منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وأكد دولغوف أن اليابان تتحمل أيضا مسؤولية تصعيد الموقف في أوروبا، حيث تقدم دعما أحاديا لأوكرانيا، ولم تقم أبدا بتقييم السياسة الروسية بشكل موضوعي، وكانت دائما البادئ بالتوتر في العلاقة مع موسكو.