كشف تقرير “مؤشر إبراهيم السنوي للحوكمة الأفريقية” -اليوم الأربعاء- أن نصف مواطني أفريقيا يعيشون في بلدان تراجع فيها الحكم الرشيد على مدى العقد الماضي، حيث أدى تدهور الأمن إلى تقويض أي تقدم.
وقد ذكر التقرير الأخير، الذي تصدره مؤسسة الملياردير السوداني البريطاني مو إبراهيم، أنه في حين أن 33 دولة أفريقية حققت تقدما إيجابيا، فقد تراجعت الحوكمة في 21 دولة أخرى، تمثل ما يقرب من نصف سكان القارة السمراء، مقارنة بعام 2014.
وقال التقرير إن دولا مثل نيجيريا وأوغندا، ذات الكثافة السكانية العالية، شهدت تدهورا ملحوظا في الحوكمة خلال النصف الثاني من العقد. وأن التقدم العام للحوكمة في أفريقيا توقف في عام 2022 وسط تصاعد النزاعات وانعدام الأمن، مما أدى إلى تقلص المساحة الديمقراطية.
وصنف المؤشر جنوب أفريقيا على أنها في حالة “تدهور بطيء” على مدى العقد الماضي، بينما وصف جارتها ليسوتو بأنها “تنتعش”. في المقابل، أظهرت زيمبابوي “علامات تحذيرية” بشأن الديمقراطية، فيما جاءت بوتسوانا وناميبيا وإسواتيني ضمن قائمة الدول العشر التي شهدت أكبر تدهور في هذا المجال خلال العقد الماضي.
تراجع الديمقراطية في أفريقيا
وأكد التقرير أن أفريقيا أصبحت أقل ديمقراطية مما كانت عليه في العقد الماضي، إذ انتشر التراجع الديمقراطي في أغلب مناطق القارة. وأظهرت الدول التي أجرت انتخابات العام الماضي، مثل إسواتيني وجمهورية الكونغو الديمقراطية، أكبر قدر من التدهور خلال الفترة من 2014 إلى 2023.
أما أدنى الدرجات في المؤشر فكانت من نصيب مالي، التي تعاني من الانقلابات ويقودها مجلس عسكري، وكذلك بوركينا فاسو والنيجر وجزر القمر.
وأشار التقرير إلى تحسن البنية التحتية والمساواة بين الجنسين في عام 2023 لحوالي 95% من الأفارقة، وتطور الصحة والتعليم وبيئة الأعمال في جميع أنحاء القارة. ورغم ذلك، كانت أكبر التحديات تتعلق بتراجع الفرص الاقتصادية والسلامة والأمن، حيث قال إبراهيم: “إذا كان مستوى عدم الرضا العام مرتفعا، فمن الواضح أن هذا يمكن أن يؤدي إلى الاضطرابات وزيادة الهجرة والصراعات”.