في ظل تنافس محموم بين الولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، لجذب حلفاء وأصدقاء جدد، تتواصل الاستعدادات في جوهانسبرغ في دولة جنوب أفريقيا، لعقد قمة تضم رؤساء 5 دول تشكّل ما يعرف بمجموعة “بريكس” (BRICS). فما الذي تخشاه واشنطن؟
وتابع برنامج “سيناريوهات” (2023/6/8) المكاسب السياسية والاقتصادية التي قد تحققها مجموعة “بريكس” عبر توسيع عضويتها، خاصة أن هذه القمة تحظى باهتمام كبير، لأنّ على رأس جدول أعمالها فتحَ باب العضوية أمام دول جديدة، بعضها يتميز بثقل اقتصادي ومالي وبعضها الآخر بثقل سكّاني وعسكري.
وقبل نحو أسبوع، استضافت مدينة “كيب تاون” في جنوب أفريقيا اجتماعا لوزراء خارجية دول مجموعة “بريكس” ناقش موضوعات كثيرة من بينها زيادة مجالات التعاون بين دول بريكس، بالإضافة إلى نقطتين رئيسيتين: توسيع العضوية، بحث إمكانية إنشاء عملة موحدة للتبادل التجاري.
قلق أميركي
وعن سياق تخوف أميركا من هذا التكتل الاقتصادي، أشار رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية ماجد التركي إلى أن العالم يمر بإشكالية اقتصادية كبيرة ترهلت فيها المؤسسات التقليدية العالمية وثقلت تبعاتها، فالمحرك الأكبر لها هو الاقتصاد الغربي المتكئ بشكل كبير على أميركا التي تمر بمخاض صعب عجزت فيه عن سداد ديونها بالإضافة لانهيار مؤسساتها المالية.
وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية العالمية، بدأت الدول تتجه نحو التكتلات الاقتصادية الجديدة “بريكس” وحسب التركي فإن بريكس تتحرك في فضاء 50% من الديموغرافيا العالمية وتتكئ على مؤسسة اقتصادية ضخمة (الصين) لتكون بذلك الدول الصاعدة التي تبحث عن متنفس جديد في حال تجدد الانكسارات في المؤسسات التقليدية المعتمدة على أميركا.
وعلى الصعيد الأميركي، رأى أستاذ الاقتصاد بكلية أوكلاند الأميركية مصطفى شاهين أن واشنطن قلقة بخصوص هذه المؤسسة الاقتصادية الصاعدة خاصة في ظل تفاقم أزمة المديونية، وكذا الجدال بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بخصوص رفع سقف الديون، مشيرا إلى أن واشنطن تنظر بحذر شديد تجاه أي بدلاء أو شركاء اقتصاديين جدد.
تعاون السعودية والإمارات
وعلى مستوى الشرق الأوسط، أوضح رئيس المجلس الروسي للعلاقات الدولية أندريه كورتونوف أن السعودية والإمارات لاعبان مهمان في العالم وليس فقط في دول الخليج، ولذلك سيكون تعاونهما مع بريكس هاما، رغم أن هذا لا يعني بالضرورة انضمامهما للمجموعة قريبا.
أما الرأي الآخر فينحو باتجاه قبول أعضاء جدد لتصبح مؤسسة اقتصادية أكثر شرعية كمؤسسة عالمية، متوقعا أن تعمل بريكس على إنشاء مؤسسة تضم مختلف دول العالم كحلفاء وشركاء للدول الأعضاء الأساسيين.
يذكر أن مجموعة “بريكس” والدول المنضوية حاليا تحت لوائها وهي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، تقدم نفسها كتكتل اقتصادي يسعى لكسر هيمنة الغرب على الاقتصاد العالمي. ويتوقع العديد من خبراء الاقتصاد أنها ستكون رمزا للاقتصادات الأسرع نموا بالعالم في المستقبل القريب.
و”بريكس” تكتل اقتصادي عالمي بدأت فكرةُ تأسيسِه في سبتمبر/أيلول 2006، حينما عُقد أولُ اجتماع لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقد أصبحت هذه المجموعة أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، نظرا لأرقام النمو التي باتت تحققها دولُ هذا التكتل مع توالي السنوات، حيث تهدف إلى أن تصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة مجموعة السبع “جي 7” (G7) التي تستحوذ على نحو 60% من الثروة العالمية.