وصلت جثث 6 عمال إغاثة أجانب من منظمة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) قتلوا في قصف إسرائيلي في غزة إلى مصر اليوم لإعادتها إلى بلدانهم.
وأفادت مصادر مصرية بأن جثث الغربيين الست (أسترالية، وبولندي، وأميركي- كندي، و3 بريطانيين) الذين قتلوا مع العامل الإنساني الفلسطيني سيف أبو طه، وصلت إلى مصر مساء اليوم الأربعاء، وتم تسليمها إلى ممثلي بلدانهم لإعادتهم إلى أوطانهم.
وفي وقت سابق أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن سلطات القطاع سلّمت جثامين عمال الإغاثة الأجانب الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين، إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وجدد المكتب الإعلامي إدانته “لهذه الجريمة النكراء، التي تأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة”.
وطالب دول العالم بـ”إدانة هذه المجزرة الفظيعة، والضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين، وإنقاذ قرابة 2.2 مليون إنسان من الكارثة الإنسانية التي خلّفها الاحتلال الإسرائيلي”.
كما حمّل المكتب “الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، حيث ما زال الاحتلال يُمنح الضوء الأخضر للاستمرار في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية” .
وأعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي أمس تعليق عملياتها لنقل المساعدات الإنسانية في غزة، معربة عن شعورها بالصدمة لمقتل 7 من أعضاء فريقها في غارة للجيش الإسرائيلي على غزة.
وأوضحت المنظمة أنه رغم التنسيق مع الجيش الإسرائيلي فقد تعرضت القافلة للقصف أثناء مغادرتها مستودع دير البلح.
وأعرب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم عن “غضبه بعد أن أعلنت بولندا استدعاء السفير الإسرائيلي لبحث “مسؤولية إسرائيل الأخلاقية والسياسية والمالية”.
كما استدعت بريطانيا أمس السفير الإسرائيلي لديها للتعبير عن “تنديدها الحازم” بالضربة الإسرائيلية.
وزعم نتنياهو، في بيان له، أن القصف” لم يكن مقصودا”، مدعيا أن “هذا يحدث في أوقات الحرب، ونحن نفحص ذلك بشكل كامل ونجري اتصالات مع الحكومات المعنية وسنفعل كل شيء كي لا يتكرر”.
من جهته، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي إن الضربة “خطأ جسيم ما كان يجب أن يحدث”، متحدثا عن “خطأ في تحديد الأشخاص” في “ظروف معقدة للغاية”.
ومساء أمس، أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عن “حزنه الكبير واعتذاره الصادق”.
ويرى الباحث في الأزمات والنزاعات في منظمة هيومن رايتس ووتش الأميركية أن الضربة التي استهدفت عاملي الإغاثة “لها خصائص الغارة الجوية الدقيقة، ما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يقصد ضرب هذه المركبات. ويؤكد الهجوم الطابع الملح للتحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية في فلسطين”.
وأضاف أن “على الجيش الإسرائيلي تسهيل دخول وتوزيع المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة، وليس عرقلتها، وإنهاء الهجمات على عمال الإغاثة المخالفة للقانون”.
وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية، ما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما، ويسكنه نحو 2.2 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية. ومنذ بداية الحرب، أكدت منظمات غير حكومية عديدة تعمل في غزة أن موظفيها ومواقعها تعرضوا لقصف إسرائيلي.
وخلَّفت الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا؛ ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.