25/8/2024–|آخر تحديث: 25/8/202404:34 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قال الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي إن خصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يملكون انتقاده فعلا لأنهم ببساطة لا يختلفون عنه، لذا يركزون سهامهم على أسلوب حياته بدل توجيهها إلى مسألة واحدة وهي إيديولوجيته.
وفي مقال في صحيفة هآرتس بعنوان “خصوم نتنياهو لا يملكون انتقاده فعلا، فهم يعلمون أنهم لا يختلفون عنه” كتب ليفي أن غرماء نتنياهو يزعمون أنه مجرد وصولي لا تحدوه أي إيديولوجية عدا رغبة البقاء في الحكم وجوع إلى السلطة لا يشبع.
وأضاف ليفي أن هناك من يعتقد بغير ذلك على غرار ألوف بن رئيس تحرير هآرتس الذي يرى أن هدفه ليس بالضرورة البقاء في السلطة، وإنما قد يكون أمر أكبر بكثير هو الاحتلال الدائم لقطاع غزة ، وهو مستعد من أجل ذلك لدفع ثمن باهظ يشمل ترك الأسرى لمصيرهم، وإشعال فتيل حرب إقليمية، حسب قوله.
وحسب ليفي، فإن عدم إدراك خصوم نتنياهو هذا الهدف يشي بمدى ضحالتهم الإيديولوجية، فهم بدل توجيه سهام النقد إلى رؤيته للعالم، يفضلون التركيز على أسلوب حياته المقيت لأنه أسهل، وحتى عندما يتعلق الأمر بإخفاق السابع من أكتوبر، فإنه من الهين انتقاده بسبب مسؤوليته النهائية (كرئيس وزراء). أما إيديولوجيته فيمتنعون عن انتقادها لمعرفتهم التامة أنهما فيها سيان. وهم لا يملكون خطة عمل تخرج إسرائيل من الدرك الذي هوت إليه.
ويرى الكاتب الإسرائيلي أنه من كل المرشحين لخلافة نتنياهو، من بيني غانتس وغادي أيزنكوت ونفتالي بينيت وصولا إلى أفيغدور ليبرمان وجدعون ساعر ويوسي كوهين ويائير غولان لا أحد يرغب في إطلاق سراح كل السجناء الفلسطينيين والانسحاب من كل قطاع غزة وإنهاء الحرب، والعودة إلى حدود 1967.
وبرر لفي ذلك بأنهم يمتنعون عن مهاجمة خطط نتنياهو التي جعلت إسرائيل مدانة بارتكاب جرائم حرب وحولتها إلى دولة بمؤسسات معطلة تشبه دولة من العالم الثالث، وهو أمر يدعو إلى اليأس ولا يشبهه إلا عجز منتقديه الذين يثيرون الضجيج، دون أن يأتوا بشيء مختلف.
وفي لإيديولوجيته
وقال الكاتب الإسرائيلي إن إيديولوجية نتنياهو أخطر من فساده وأسلوب حياته المتعجرف، وهو عكس ما يزعم خصومه قد تمسك بها على مر الزمن ولم يؤمن مطلقا بالحل السياسي وباتفاق سلام مع الفلسطينيين، وإنما آمن حصرا بالسيف وبقي وفيا لمبدئه هذا ونجح في مسعاه بعدما قضى على احتمال قيام دولة فلسطينية ومنع أي حوار من أجل حلول أخرى، وقد جاء احتلال قطاع غزة والسعي لإدامته ليضيف مستوى آخر إلى خطته الساعية لحل الأزمة الفلسطينية بالحرب حصرا.
واختتم ليفي بالقول إن خصوم نتنياهو كان حريا بهم تركيز سهامهم على نظرته إلى العالم، فهي ما يزرع بذور دمار إسرائيل لا أسلوب حياته، سواء ما تعلق منه بطائرته الخاصة أو بالاحتقار الذي يلقاه من يعمل في مقر إقامته.
وقال إن سعيه لإدامة نظام الفصل العنصري هو الخطر الذي يترصد بإسرائيل ولا يستطيع زعيم أي حزب صهيوني انتقاده، من إيتمار بن غفير إلى ويائير غولان، لأن الجميع يتفق معه، وهذا مبعث اليأس الحقيقي.