انتقد بعض أعضاء الحزب الجمهوري رفيقهم الرئيس السابق دونالد ترامب بسبب تصريحاته التي أبدى فيها عدم رغبته في حماية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أي هجوم مستقبلي قد تشنه روسيا إذا لم تنفق بالقدر الكافي في الحلف الدفاعي.
وعبر كريس كريستي، المرشح السابق للحزب الجمهوري للرئاسة، عن انزعاجه في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” قائلا إنه لهذا السبب كان يقول منذ فترة طويلة إن ترامب غير لائق ليصبح رئيسا للولايات المتحدة.
وخلال تجمع سياسي في ساوث كارولاينا يوم السبت، انتقد ترامب بعض دول الناتو لعدم الإنفاق بما فيه الكفاية، وتحدث عن نقاش سابق أجراه مع رئيس “دولة كبيرة” حول أي هجوم قد تشنه روسيا على مثل هذه الدول.
وأشار ترامب إلى أنه قال لرئيس تلك الدولة إنه لن يحميه، بل سيشجعهم على فعل ما يريدون إذا لم يدفع. ولم يذكر اسم الدولة أو رئيسها.
وأثارت التصريحات الأخيرة لترامب انتقادات حادة من البيت الأبيض الذي وصفها بأنها “مروعة وفاقدة للصواب”، ومن عدد من كبار المسؤولين الغربيين أيضا.
ويشكل عدم التزام العديد من دول الناتو، التي تبلغ 31 دولة، بالهدف المتمثل في جعل الإنفاق الدفاعي عند 2% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي، مصدرا للتوتر منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة، التي تُعتبر قواتها المسلحة جوهر القوة العسكرية للحلف.
وبحسب التقديرات، يبدو أن 11 دولة فقط من بين الأعضاء هي التي تنفق بالمستوى المستهدف.
لا ينبغي الوقوف إلى جانب روسيا
وعلقت نيكي هيلي، حاكمة ساوث كارولاينا السابقة والمنافسة الوحيدة المتبقية لترامب على نيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسة لعام 2024، على الموقف بأن الوقوف إلى جانب روسيا هو آخر شيء يجب القيام به على الإطلاق.
وأضافت في مقابلة مع شبكة “سي بي سي”: “لا تدعموا شخصا ذهب وغزا بلدا، وقد قتل أو أصيب نصف مليون شخص بسبب بوتين في حربه على أوكرانيا”.
وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، وهو حليف وثيق لترامب، في مقابلة قصيرة مع رويترز إنه لا يتفق مع الطريقة التي أعرب بها ترامب عن آرائه، في إشارة إلى تصريحاته حول الناتو.
ولكنه يرى أن روسيا لن تغزو أحدا أثناء فترة رئاسته، وأنه إذا أصبح (ترامب) رئيسا مرة أخرى، فلن يفعلوا ذلك.
وينتقد ترامب بانتظام حلفاءه في التحالف العسكري لعدم تمويلهم بشكل كاف، وقد هدد مرارا بالانسحاب من التحالف إذا عاد إلى البيت الأبيض.
ورد الرئيس جو بايدن على تصريحات ترامب، واصفا إياها بأنها “مروعة وخطرة”، وحذر أمس الأحد من أنه ينوي منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الضوء الأخضر” لمزيد من الحروب والعنف.
وأشاد البيت الأبيض بجهود بايدن في تعزيز التحالفات مع دول مختلفة حول العالم.
تصريحات متهورة
وأثارت تصريحات الرئيس الأميركي السابق، يوم السبت، غضبا واستياء في أوروبا وداخل حلف الناتو. وأكد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، أن هذه التصريحات “غير المسؤولة” بشأن أمن الناتو والتضامن لا يخدم إلا مصالح بوتين، ولا يزيد من الأمان والسلام في العالم.
وأشار ميشيل إلى أن المادة الخامسة من معاهدة تأسيس الناتو تنص على أن أي هجوم على إحدى دول الحلف يعتبر هجوما على الحلف بأسره، مما يستدعي رد فعل مشتركا من جميع الدول الأعضاء.
من جهته، حذر الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، من التصريحات، مؤكدا أن أي اقتراح يمنع الحلفاء من الدفاع عن بعضهم يعرض أمن الجميع للخطر، بما في ذلك الولايات المتحدة.
من جانبه، حاول السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، التقليل من أهمية تصريحات ترامب، مؤكدا أن الرئيس السابق “لم يقل إلا الحقيقة”، لأنه “لا يتحدث مثل أي سياسي تقليدي”، وأشار إلى عدم وجود مخاوف لديه بشأن مستقبل التحالف في حال فوز ترامب بالانتخابات.
وعلى الجانب الآخر، استخدم ترامب نفوذه لدى أعضاء الكونغرس الجمهوريين لعرقلة مشروع قانون يهدف لرصد أموال جديدة لأوكرانيا وإسرائيل، وإصلاح نظام الهجرة في الولايات المتحدة لمواجهة أزمة الحدود مع المكسيك.
وحاليا، يدرس مجلس الشيوخ حزمة مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار، تشمل تمويل حرب إسرائيل على قطاع غزة ومساعدات لتايوان وأوكرانيا، في وقت يعمل فيه ترامب على عرقلة تقديم المساعدات لأوكرانيا.