هدد قائد الجيش الأوكراني فاليري زالونجي بنقل المعارك إلى روسيا، بينما تواجه قواته في الشرق والجنوب مقاومة روسية جديدة، في حين اتهم الجيش الروسي قوات كييف باستخدام سلاح غير معروف في المعارك.
ففي حوار نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post)، قال زالونجي إن من الضروري والممكن قتال القوات الروسية داخل أراضيها، مضيفا أن “طريقة قتال العدو هي من مسؤولية الأوكرانيين، وهم من يقررون كيفية ذلك”.
وتابع أن الجيش الأوكراني لا يحتاج إلى إذن بشأن ما يفعله على أرض العدو لإنقاذ شعبه، بحسب تعبيره.
وأوضح الجنرال زالونجي أنه إذا كان الشركاء يخشون استخدام أسلحتهم في الداخل الروسي، فإن الجيش الأوكراني سيستخدم أسلحته لكن بقدر ما يلزم فقط.
وفي وقت سابق، تعهدت كييف بعدم استخدام أسلحة بعيدة المدى حصلت عليها من حلفائها الغربيين لضرب العمق الروسي، كما قدمت ضمانات بشأن استخدام القنابل العنقودية التي قررت واشنطن تزويدها بها.
وبعد تأكيد قائد عسكري أوكراني -أمس الجمعة- تسلم دفعة أولى من الذخائر العنقودية، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤول أميركي قوله إن الذخائر العنقودية دخلت سريعا إلى أوكرانيا، لأنها كانت موجودة بالفعل في أوروبا.
معارك الجنوب والشرق
ميدانيا، واصلت القوات الأوكرانية والروسية شن هجمات متبادلة في مقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا)، بالتوازي مع استمرار المعارك في مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون (جنوب).
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في خطابه اليومي مساء أمس- إن القوات الروسية تفعل كل ما في وسعها لمنع تقدم القوات الأوكرانية في المناطق الجنوبية والشرقية.
وكان الرئيس الأوكراني وعدد من مساعديه أقروا قبل ذلك ببطء الهجوم المضاد الذي بدأته القوات الأوكرانية في الشرق والجنوب في الرابع من يونيو/حزيران الماضي، ولم يحقق سوى مكاسب محدودة.
وقال قائد القوات الأوكرانية في المحور الجنوبي الجنرال أولكسندر تارنافكسي مساء أمس إن قواته “تخرج العدو بشكل منهجي من مواقعه”، مضيفا أن خسائر الروس خلال الساعات الـ24 الماضية تصل إلى 200 جندي على الأقل، حسب قوله.
وفي الجنوب أيضا، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني ناتاليا هومينيوك إن الجيش الأوكراني يتصدى لمحاولات القوات الروسية العودة إلى مواقعها السابقة عند الضفة اليسرى لنهر دنيبرو في مقاطعة خيرسون.
وتسعى القوات الأوكرانية للتقدم جنوبا باتجاه مدينتي بردياسنك وميلوتوبول على بحر آزوف، واستعادت في الأسابيع القليلة الماضية بعض البلدات والقرى، لكن محللين عسكريين أوكرانيين قالوا إن القوات الأوكرانية تواجه صعوبات هناك.
وفي إقليم دونباس شرقا، تحدثت هيئة الأركان الأوكرانية عن عشرات الهجمات المتبادلة مع القوات الروسية خلال الساعات الماضية في المناطق المحيطة بمدن ليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا وكوبيانسك في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
من جهته، قال موقع ريبار العسكري الروسي إن القوات الروسية سيطرت على مواقع وصفها بالإستراتيجية في منطقة بيرخوفكا شمال مدينة باخموت، وأضاف أن الجيش الروسي يواصل هجوما مضادا في اتجاه سد بيرخوفكا المائي، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية جددت هجماتها في منطقة كليشيفكا جنوب باخموت.
وفي محور كريمينيا – سفاتوفو بين لوغانسك ودونيتسك، قال الموقع الروسي إن الجيش الأوكراني دفع بتعزيزات باتجاه بلدة نوفوسيلوفسكوي شرقي ليمان في محاولة لوقف تقدم القوات الروسية.
وبالتزامن مع ذلك، استمرت الهجمات المتبادلة بالطائرات المسيرة في مناطق عدة بأوكرانيا، في حين قال حاكم بيلغورود الروسية إن القوات الأوكرانية أطلقت نحو 55 قذيفة مدفعية وهاون على مدن وقرى المنطقة أمس.
قذائف حارقة
في غضون ذلك، اتهمت القوات الروسية الجيش الأوكراني بقصف مدينة أليوشكي في مقاطعة خيرسون بقذائف حارقة من نوع غير معروف.
وقال ممثل عسكري عن لجنة تحقيق روسية إن حيا سكنيا في المدينة تعرض للقصف باستخدام قذائف مدفعية غير معروفة، وهو ما أدى إلى احتراق منزلين بالكامل، مشيرا إلى أن خبراء متفجرات يشاركون في التحقيقات للكشف عن طبيعة تلك القذائف.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن حريقا اندلع في غابات مجاورة للمدينة امتد لعشرات الكيلومترات.
والأحد الماضي، نفى الجيش الأوكراني اتهامات روسية له باستخدام أسلحة كيميائية في المعارك الدائرة حول مدينة باخموت ووصفها بالملفقة.
تدريب الطيارين
على صعيد آخر، أفاد موقع “بوليتيكو” -نقلا عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين- بأن تحالف الدول الأوروبية التي تعهدت بتدريب الطيارين الأوكرانيين ما زال ينتظر موافقة الولايات المتحدة رسميًا على البرنامج قبل أن يبدأ التدريب على قيادة الطائرات الأميركية من طراز “إف-16” (F-16).
وكان التحالف الذي يضم 11 دولة قد وافق رسميا في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في فيلنيوس بليتوانيا الثلاثاء والأربعاء الماضيين على تدريب الأوكرانيين على قيادة مقاتلات إف-16 ومقاتلات أخرى.