قال حاخام حريدي إنهم مستعدون للتضحية بأنفسهم رفضا لقانون تجنيدهم، في حين قال مسؤول إسرائيلي إن الجيش يعتزم إنشاء أطر تجنيد وخدمة مخصصة للحريديين فقط.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن الحاخام الحريدي موشيه هيلل قوله “مستعدون للتضحية بأنفسنا إذا تم إجبار طلاب المعاهد الدينية على التجنيد”.
وأضاف هيلل أن “بقاء إسرائيل حية حتى الآن هو فقط بسبب وجود التوراة في أرضها”، مؤكدا أن “من يدعمون قانون التجنيد يكرهوننا ويكرهون التوراة، وسنقف ضدهم”.
من جهتها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الجيش الإسرائيلي يعتزم إنشاء أطر تجنيد وخدمة مخصصة للحريديين فقط.
وأوضح المسؤول أن الجيش يخطط لإنشاء مدرسة دينية ثانوية في غور الأردن طلابها سيكونون كتيبة مقاتلة في حرس الحدود، مشيرا إلى أن الجيش لن يمانع من دراسة الحريديين للتوراة أو تغيير أسلوب حياتهم أثناء الخدمة العسكرية.
وأكد المسؤول أن الجيش الإسرائيلي يعتزم التوجه لحاخامات المجتمع الحريدي لإقناعهم بدعم تجنيد الشباب الحريدي، مشيرا إلى أنه ستعقد محادثات مغلقة بين الجيش والحاخامات تهدف لمطالبة الحاخامات بإظهار “القيادة الشجاعة”.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن تجنيد الحريديين سيسمح بتقليل العبء على نظام الاحتياط، خصوصا وأن تمديد الخدمة الإلزامية إلى 36 شهرا لن يكون كافيا لتلبية الاحتياجات الفورية للجيش.
ساعر يهاجم نتنياهو
من جانبه، قال الوزير الإسرائيلي المستقيل جدعون ساعر إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اشترط دعمه لقانون التجنيد مقابل انضمامه إلى مجلس الحرب.
وأضاف ساعر “انضممت إلى حكومة سيئة عارضتها منذ يومها الأول، ودخلتها فقط من أجل الحرب”، مشددا على ضرورة تغيير حكومة نتنياهو، لأنها ليست جيدة حتى في إدارة الحرب.
والخميس الماضي، أصدرت محكمة العدل العليا في إسرائيل قرارا مؤقتا بتجميد الميزانيات المخصصة للمدارس الدينية التي لا يلتحق طلابها بالتجنيد الإجباري، اعتبارا من مطلع أبريل/نيسان المقبل.
وكانت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية غالي بهراف ميارا قد بعثت إلى المحكمة العليا الإسرائيلية بأنه يجب البدء في تجنيد المتدينين، المعروفين باسم الحريديم اعتبارا من بداية الشهر المقبل.
وفي الأيام الأخيرة، فشلت الحكومة في التوصل إلى صيغة مقبولة بشأن تجنيد الحريديم، ما يجعلهم ملزمين بالتجنيد بداية من يوم الاثنين.
ويشكل الحريديم نحو 13% من عدد سكان إسرائيل، وهم لا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة في المعاهد اللاهوتية.
ويلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عاما بالخدمة العسكرية، فيما يثير استثناء الحريديم من الخدمة جدلا منذ عقود.
لكن تخلّفهم عن الخدمة العسكرية بالتزامن مع الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وخسائر الجيش، زاد من حدة الجدل؛ إذ تطالب أحزاب علمانية (في الحكومة والمعارضة) الحريديم بالمشاركة في تحمّل أعباء الحرب.
وفشلت الحكومات المتعاقبة منذ 2017، في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد الحريديم، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانونا شُرّع عام 2015، وقضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمسّ بـمبدأ المساواة.