6/12/2024–|آخر تحديث: 6/12/202405:54 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قال العراق إنه يواصل جهوده الدبلوماسية لاحتواء الأزمة في سوريا، محذرا من تبعاتها، وفي حين يلتقي وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا لبحث الأوضاع في سوريا، تحدثت موسكو عن “لعبة معقدة”، وأعربت ألمانيا عن قلقها من التدخلات الأجنبية.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن بلاده تواصل بذل جهود دبلوماسية حثيثة لاحتواء الأزمة في سوريا لتأثيرها الصريح على أمن العراق.
وأضاف السوداني -خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بغداد لبحث التطورات في سوريا- أن موقف العراق الرسمي والثابت هو مع وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وسيادتها.
وأشار إلى أن ما يحدث في سوريا لا ينفصل عما شهدته غزة ولبنان من أحداث تسببت في تهديد أمن المنطقة وزعزعة استقرارها، على حد تعبيره.
من جهته، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد حرص بلاده على تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، وبما يحفظ وحدتها وسلامة شعبها.
وحذّر الرئيس العراقي -خلال استقباله وزير الخارجية السوري بسام صباغ- من “التبعات لهذه الأحداث الأمنية مما يتطلب إجراءات عاجلة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين”، بحسب بيان للرئاسة العراقية.
وجدد رشيد “موقف العراق الداعم لوحدة وسيادة الدولة السورية، ومساندته لأي مبادرة من شأنها الإسهام في الوصول إلى حلول تضمن بيئة آمنة ومستقرة لجميع السوريين”.
أما وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين فقال إن أمن المنطقة لا يمكن تحقيقه بالوسائل العسكرية وحدها، مؤكدا على أهمية الدور الدبلوماسي.
وأضاف حسين أن ما يحدث في سوريا يؤثر بشكل مباشر على أمن كل من العراق وإيران مما يستدعي تنسيق المواقف.
نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية يبحث مع نظيره السوري التطورات الأمنية في سوريا وسبل التعاون المشترك – وزارة الخارجية العراقية https://t.co/o3JrP8kId6 pic.twitter.com/3R6zaMgEAX
— وزارة الخارجية العراقية (@Iraqimofa) December 6, 2024
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السوري بسام صباغ أن الأحداث الحالية في سوريا “تشكل تهديدا للاستقرار والسلم”. كما أكد على أهمية التنسيق والتعاون المشترك وبما يسهم في تحقيق السلم والأمن لشعوب المنطقة.
أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فشدد على أن “دعم جميع دول المنطقة للحكومتين السورية والعراقية في محاربة الإرهاب أمر ضروري وحيوي”.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد اليوم اجتماعا ثلاثيا لوزراء خارجية العراق وسوريا وإيران لبحث التطورات في سوريا.
وأفادت وزارة الخارجية العراقية بأن الوزير فؤاد حسين بحث في بغداد مع نظيره السوري التطورات الأمنية في سوريا وسبل التعاون المشترك.
وأضافت الخارجية العراقية أن الوزيرين شددا على أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين لتفادي تكرار التجارب السابقة.
اجتماع ثلاثي
وعلى صعيد متصل، أفادت مصادر في الخارجية التركية أن الوزير هاكان فيدان سيجتمع بنظيريه الروسي والإيراني غدا السبت في العاصمة القطرية الدوحة، لبحث تطورات الوضع في سوريا.
وعقدت تركيا وروسيا وإيران محادثات ثلاثية منتظمة حول مستقبل سوريا في إطار صيغة اجتماعات أستانا. وبينما تدعم أنقرة المعارضة السورية، تدعم موسكو وطهران الرئيس بشار الأسد.
في الأثناء، طالبت السفارة الروسية في دمشق الرعايا الروس بمغادرة البلاد على خلفية تفاقم الوضع. وقال بيان للسفارة إنها ستواصل عملها كالمعتاد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن استقرار الوضع في سوريا ليس بالأمر السهل، ووصف ما يجري بأنه “لعبة معقدة” يشارك فيها عدد كبير من الأطراف.
وأضاف لافروف أنه تحدث إلى نظيريه التركي والإيراني بشأن التطورات في سوريا، وأن ثلاثتهم اتفقوا على محاولة اللقاء هذا الأسبوع، معربا عن أمله أن يكون الاجتماع في الدوحة.
وعلى صعيد المواقف الغربية من التطورات في سوريا، قالت الحكومة الألمانية إنها تشعر بقلق كبير من التدخلات الأجنبية والضربات الجوية الروسية على سوريا.
وأضافت أن “التقارير عن تعزيز النظام السوري بمليشيات أجنبية مقلقة للغاية”.
ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تخوض قوات المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام، وفي 29 من الشهر ذاته دخلت مدينة حلب، وفي اليوم التالي بسطت سيطرتها على محافظة إدلب، قبل أن تسيطر الخميس على مدينة حماة.
وبجانب حلب وإدلب وحماة سيطرت فصائل المعارضة -صباح الجمعة- على مدينتي الرستن وتلبيسة بمحافظة حمص وسط البلاد، وتقول إن هدفها هو الإطاحة ببشار الأسد.