نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) ما قالت إنها أدلة جديدة بشأن ضلوع موسكو في تفجير سد نوفا كاخوفكا، وبينما أعلنت القوات الأوكرانية أنها دمرت مخازن أسلحة روسية في خيرسون تجري الاستعدادات في لندن لاستضافة مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن هناك أدلة تشير إلى أن تدمير سد نوفا كاخوفكا الضخم في منطقة تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا في يونيو/حزيران الجاري نتج عن انفجار داخلي تقف وراءه موسكو.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مهندسين وخبراء متفجرات أن تحقيقا أجرته وجد أدلة تشير إلى انفجار عبوة ناسفة في ممر عبر القاعدة الخرسانية للسد، مما أدى إلى تدميره في السادس من يونيو/حزيران الجاري.
وأضافت الصحيفة “تشير الأدلة بوضوح إلى أن السد انهار نتيجة انفجار نفذه الجانب الذي يسيطر عليه روسيا”.
كذلك، قال فريق من الخبراء القانونيين الدوليين -الذين يساعدون في تحقيق يجريه الادعاء الأوكراني- إن الانهيار كان بسبب متفجرات زرعها الروس “على الأرجح بدرجة كبيرة”.
ويتهم الكرملين كييف بتخريب السد الكهرومائي بغرض قطع مصدر رئيسي للمياه عن شبه جزيرة القرم وصرف الانتباه عن هجوم مضاد “متعثر” ضد القوات الروسية، فيما تتهم أوكرانيا روسيا بتفجير السد الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية، والخاضع للسيطرة الروسية منذ الأيام الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا.
وأدى تدمير السد إلى تدفق المياه عبر مساحة كبيرة من ساحة المعركة وتدمير الأراضي الزراعية وقطع إمدادات المياه عن المدنيين.
ضربة قوية
ميدانيا، قال سيرغي براتشوك المتحدث باسم الإدارة العسكرية في أوديسا إن القوات الأوكرانية دمرت مخزن ذخيرة “مهما” بالقرب من مدينة هينيتشيسك الساحلية الخاضعة لسيطرة روسيا والواقعة في منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا.
وأضاف براتشوك “قواتنا المسلحة وجهت ضربة قوية في الصباح وضربة مدوية جدا في قرية ريكوف بمنطقة هينيتشيسك في المنطقة المحتلة مؤقتا بمنطقة خيرسون، كان هناك مخزن ذخيرة مهم جدا تم تدميره”.
ولم يتم التحقق بشكل مستقل من المعلومات، ولم يصدر تعليق حتى الآن من روسيا على تلك التقارير.
ونشرت وسائل إعلام أوكرانية مقاطع فيديو تظهر تصاعد عمود دخان كثيف في السماء مع دوي أصوات انفجارات.
وتقع ريكوف على بعد نحو 20 كيلومترا من هينيتشيسك المدينة الساحلية المطلة على بحر آزوف في جنوب أوكرانيا وسيطرت عليها القوات الروسية منذ الأيام الأولى للحرب في فبراير/شباط 2022.
وفي زاباروجيا، ذكرت وكالتا أنباء روسيتان أن قصفا أوكرانيا تسبب في مقتل شخصين في الجزء الذي تسيطر عليه روسيا من المنطقة
ونقلت وكالة الإعلام الروسية ووكالة تاس للأنباء الرسميتان عن المتحدث قوله إن طفلا أصيب بجروح عندما سقطت 3 قذائف على قرية زيلينوبول، وقالت وكالة إنترفاكس إن القتيلين قرويان.
14 مليار دولار.. احتياجات عاجلة
وفي سياق متصل، يحضر الأسبوع المقبل إلى لندن مسؤولون من أكثر من 60 دولة ومئات من قادة الشركات العالمية الكبرى، للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني بشأن إعادة إعمار أوكرانيا.
ويُعقد المؤتمر يومي الأربعاء والخميس المقبلين، ومن المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى المشاركين بالقول إن “إعادة بناء اقتصاد أوكرانيا لا تقل أهمية عن إستراتيجيتها العسكرية” وفقا لبيان أصدره مكتبه.
وسيشدد سوناك على أن “شجاعة أوكرانيا في ساحة المعركة يجب أن تسير بالتوازي مع رؤية القطاع الخاص لمساعدة البلاد على إعادة البناء والتعافي”، وسيلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة عبر الفيديو.
وتشارك منظمات غير حكومية في هذا المؤتمر بشأن إعادة الإعمار، وهو الثاني الذي ينظم منذ بداية الحرب بعد مؤتمر عقد السنة الماضية في لوغانو بسويسرا.
ومن بين القادة السياسيين الذين يُتوقع حضورهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيرته الفرنسية كاثرين كولونا.
وبعد أكثر من عام على اندلاع الحرب قدّر البنك الدولي احتياجات أوكرانيا العاجلة بـ14 مليار دولار لإصلاح الأضرار الناجمة عن المعارك.
فاتورة الانتعاش
لكن انتعاش اقتصاد البلاد سيكلف 441 مليار دولار حسب دراسة حديثة للبنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومة الأوكرانية، وهو مبلغ يتوقع أن يزداد مع استمرار النزاع.
ويتمثل التحدي في هذا المؤتمر أيضا في حشد القطاع الخاص إلى جانب المؤسسات المالية الدولية الكبرى.
وتعتزم المملكة المتحدة خلال المؤتمر كشف مبادرات في قطاعي التكنولوجيا والطاقة الخضراء، لتسهيل التعاون بين الشركات البريطانية والأوكرانية.