تبادلت كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية اليوم الثلاثاء التصريحات التحذيرية على خلفية المناورات العسكرية الربيعية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي بدأت أمس.
وحذرت بيونغ يانغ كلا من سول وواشنطن من دفع “ثمن باهظ” لتلك المناورات التي وصفتها بـ”المسعورة”.
وحض متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية -لم يكشف عن هويته- سول وواشنطن على وقف المناورات العسكرية “المتهورة”.
وقال المتحدث في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن جيش بيونغ يانغ “يدين بشدة التدريبات العسكرية التي تجريها الولايات المتحدة وجمهورية كوريا”، مضيفا أن البلدين “سيدفعان ثمنا باهظا لخيارهما الخاطئ الذي يدركان أنه يسبب لهما إرباكا أمنيا على مستوى خطير في كل لحظة”، وفق تعبيره.
وتعتبر كوريا الشمالية هذه المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبا على غزو أراضيها، وقد أجرت تجارب عسكرية صاروخية في الماضي ردا عليها.
وعلى الجانب الآخر، أكدت كوريا الجنوبية اليوم استعداد جيشها “تماما لأي استفزازات محتملة من جانب كوريا الشمالية”.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان “إذا قامت كوريا الشمالية بالاستفزاز بشكل مباشر بحجة مناوراتنا العسكرية المشتركة فسنرد بشكل ساحق وفقا لمبدأ التحرك الفوري والقوي والنهائي”.
وتعهد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول برد قوي إذا شنت بيونغ يانغ هجوما، ودعا جيشه إلى “التحرك أولا، والإبلاغ لاحقا” في حال استمر استفزازه.
درع الحرية
وبدأت واشنطن وسول مناوراتهما العسكرية الربيعية السنوية أمس الاثنين بمضاعفة القوات المشاركة مقارنة بعام 2023، وذلك لتعزيز قدراتهما على الرد في وجه التهديدات النووية المتصاعدة باستمرار من بيونغ يانغ، وفق ما أعلنتا.
وقالت الحليفتان إن مناورات “درع الحرية” تتضمن 48 مناورة ميدانية وتدريبات على اعتراض الصواريخ وقصفا وهجوما جويا وإطلاقا حيا للنار بمشاركة ضعف عدد القوات مقارنة بالعام الماضي، وتستمر حتى 14 مارس/آذار الجاري.
وتأتي تدريبات درع الحرية في الوقت الذي تواصل فيه كوريا الشمالية تطوير قدراتها النووية من خلال اختبارات الصواريخ وغيرها من الأسلحة، كما سبق أن اعتبرت جارتها الجنوبية “عدوتها الرئيسية”، وأغلقت المؤسسات المخصصة لإعادة التوحيد والتواصل، وهددت بشن حرب في حال انتهاك “0.001 ملم” من أراضيها.
وكرر الزعيم كيم جونغ أون الشهر الماضي أن بيونغ يانغ لن تتردد في “إنهاء” كوريا الجنوبية إذا تعرضت بلاده لهجوم، واصفا سول بأنها “العدو الأول والأخطر لكوريا الشمالية والعدو اللدود الثابت”.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي أطلقت كوريا الشمالية وابلا من القذائف المدفعية بالقرب من جزيرتين كوريتين جنوبيتين حدوديتين، مما دفع سول إلى إجراء تدريبات بالذخيرة الحية وإصدار أوامر بإجلاء سكان المنطقة.