احتشد آلاف النيجريين -اليوم السبت- أمام القاعدة الفرنسية في نيامي، وطالبوها بالرحيل من بلادهم، بينما وجّه قائد الجيش بالاستعداد للدفاع عن البلاد في مواجهة قوات دول “إيكواس”، التي تهدد باستخدام القوة لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى منصبه.
وقد توجّه آلاف المحتجين إلى القاعدة الفرنسية تلبية لدعوة وجهتها جمعيات عدة مساندة للمجلس العسكري، لبدء اعتصام يستمر أيامًا للتنديد بمواقف فرنسا، وإلزامها بسحب قواتها من البلاد.
وحمل أحد المتظاهرين لافتة كُتب عليها، “أيها الجيش الفرنسي، ارحل عن بلادنا”.
ومنذ الانقلاب، نظمت مظاهرات مماثلة شارك فيها الآلاف في العاصمة نيامي.
كما طالب المتظاهرون باريس بسحب سفيرها من البلاد، واحترام سيادة النيجر، وفق تعبيرهم.
وسحبت النيجر الحصانة الدبلوماسية والتأشيرة من السفير الفرنسي سيلفان إيتيه، وطلبت منه “مغادرة” البلاد، بموجب أمر من وزارة الداخلية صدر الخميس الماضي، وقرار من المحكمة العليا صدر أمس الجمعة.
أمر بالترحيل
وكان عضو المجلس العسكري، وزير الداخلية في الحكومة التي عيّنها قادة الانقلاب، قد أصدر أمرا لقوات الأمن بترحيل السفير الفرنسي لدى نيامي.
ووفق القرار، يتعين على الجهات المختصة اتخاذ كل التدابير اللازمة للتنفيذ الفوري.
كما يؤكد القرار أن السفير وزوجته أصبحا في وضع غير قانوني في النيجر، وأن إقامتهما وصِفتهما الدبلوماسية ملغاتان رسميا.
وبلغ التوتر الدبلوماسي ذروته بين النظام العسكري الحاكم، وفرنسا التي لا تعترف بشرعيته.
وفي 3 أغسطس/آب الماضي، أعلن المجلس العسكري إلغاء اتفاقات عسكرية عدة مبرمة مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، تتصل خصيصى بتمركز الكتيبة الفرنسية التي تنشر 1500 جندي في النيجر.
وتتضمن جميع الاتفاقات مهلا مختلفة، تتعلق إحداها بنص يعود لسنة 2012، لا تتجاوز مهلته شهرا، وفقا للعسكريين.
تـأهب عسكري
من جهته، دعا رئيس أركان الجيش الذي عيّـنه قادة الانقلاب موسى صالو بارمو، إلى الاستعداد لحماية البلاد من تهديدات “إيكواس” بالتدخل العسكري.
وفي كلمة خلال زيارة تفقدية لقوات الجيش في منطقة “زيندير”، أضاف صالو بارمو أن على جميع القوات بذل الجهود والتحلي باليقظة؛ لأن النيجر تواجه -كذلك- منذ سنوات تحديات أمنية عدة؛ مثل: الإرهاب، ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود
وتبدي كلٌّ من نيجيريا وساحل العاج والسنغال -بالإضافة إلى بنين- استعدادها للمشاركة في القوة الاحتياطية التي ستنفذ العملية العسكرية المحتملة، ويمكن أن تنضم إليها غانا التي احتضنت مؤخرا اجتماعا لقادة جيوش مجموعة إيكواس.
لكن مالي وبوركينافاسو وغينيا -وهي أعضاء بمنظمة إيكواس- أكدت استعدادها للقتال إلى جانب النيجر في مواجهة أي تدخل عسكري.
يذكر أن عناصر الحرس الرئاسي بالنيجر نفذوا في أواخر يوليو/تموز الماضي، انقلابا على الرئيس محمد بازوم، وأعلنوا تعليق العمل بالدستور، وتشكيل “مجلس وطني لإنقاذ الوطن”، ثم حكومة تضم مدنيين وعسكريين.