إسلام آباد- قالت الحكومة الباكستانية المؤقتة -اليوم الثلاثاء-، إنه بموجب الدستور والقوانين الانتخابية، فإن جميع الأحزاب السياسية لها الحق بالمشاركة في الانتخابات العامة، وذكرت أن تصريحات رئيس الوزراء أنوار الحق كاكر مع وكالة “أسوشيتد برس”، “أُسيء فهمها، وأُبلغ عنها بشكل خاطئ”.
يأتي ذلك بعد يومين من توالي ردود الفعل الغاضبة حول تصريحات كاكر بشأن إمكانية عقد الانتخابات العامة دون مشاركة رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان، وكبار ممثلي حزبه إنصاف الذي يعدّ من أكبر الأحزاب السياسية في باكستان وأكثرها شعبية.
وأصدرت وزارة الإعلام والإذاعة والتلفزيون في بيانها الرسمي، النص الأصلي من وكالة “أسوشيتد برس” -الأحد الماضي- لتوضّح أن كاكر “كان يتحدث بوضوح ليقترح أنه في حين أن المشاركة في الانتخابات حق، إلا أن القصاص من الجرائم له ما يسوّغه قانونا”.
وأعادت الوزارة نشر نص مقابلة رئيس الوزراء ونقلت عنه القول، “نحن لا نلاحق أي شخص بناء على ثأر شخصي… ولكن نعم، سنضمن تطبيق القانون بشكل مناسب، وأي شخص، سواء كان عمران خان أو أي سياسي آخر ينتهك من حيث سلوكه السياسي قوانين البلاد؛ سيتعين علينا ضمان تطبيق القانون. ولا يمكننا مساواة… بالتمييز السياسي”.
انتخابات وشروط
وقال كاكر، إنه يمكن إجراء انتخابات نزيهة دون عمران خان، أو المئات من أعضاء حزبه الذين سجنوا؛ لأنهم شاركوا في نشاطات غير قانونية، من بينها التخريب والحرق العمد، في إشارة إلى العنف الذي هزّ البلاد بعد اعتقال عمران خان لأول مرة في آيار/مايو الماضي.
وأضاف رئيس الوزراء المؤقت أن آلاف الأشخاص في حزب خان، الذين لم يشاركوا في نشاطات غير قانونية، “سيشاركون في العملية السياسية، وسيخوضون الانتخابات”.
وفجّرت تصريحات كاكر موجة من الانتقادات، والبداية كانت من حزب إنصاف نفسه، الذي قال -على لسان رؤوف حسن المتحدث باسمه، والمستشار الإعلامي الخاص لعمران خان في تغريدة له على موقع “إكس” أمس الاثنين-، تأكيد رئيس الوزراء على إمكانية إجراء انتخابات حرة ونزيهة دون عمران خان يعدّ خاليا تماما من أي مسوغ قانوني، وسيرفضها الشعب الباكستاني رفضا قاطعا.
وأضاف رؤوف حسن في تغريدته مشيرا إلى رئيس الوزراء، “من الأفضل أن تفكّر قبل أن تفتح فمك”.
Here comes a grievous facet of lunacy by @anwaar_kakar – that ‘fair’ polls minus @ImranKhanPTI are possible. Such an effort will be denuded of even a shred of legitimacy & will be summarily rejected by the people of Pakistan. Wake up before opening your mouth! pic.twitter.com/lMv33E1Tzi
— Raoof Hasan (@RaoofHasan) September 25, 2023
من جانبها، أصدرت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية (HRCP) -أمس الاثنين- انتقادا آخر -كذلك- لتصريحات كاكر الأخيرة، حيث وصفتها بأنها “مناهضة للديمقراطية وسوء تقدير”.
وفي بيان نشرته اللجنة على موقعها الرسمي على الإنترنت قالت، إنها تعترض بشدة على ادعاء رئيس الوزراء بإمكانية إجراء انتخابات نزيهة دون كبار قادة حركة إنصاف، بما في ذلك الرئيس عمران خان، المسجون حاليا في قضية كسب غير مشروع، والقادة الآخرين الذين سُجنوا بعد أعمال الشغب في 9 مايو/أيار الماضي.
HRCP takes strong exception to Prime Minister Anwaarul Haq Kakar’s claim that fair elections are possible without senior PTI leaders, including the chairperson Imran Khan, who is currently incarcerated in a graft case, and other leaders who were jailed following the 9 May riots.… pic.twitter.com/Qj6cQJY2AK
— Human Rights Commission of Pakistan (@HRCP87) September 25, 2023
من جهته تساءل كبير الإعلاميين الباكستانيين حامد مير بشأن تصريحات رئيس الوزراء قائلا، “هل يمكن وصف الانتخابات التي أجريت دون رئيس حركة الإنصاف بأنها نزيهة وحرة”؟
کیا چئیرمین تحریک انصاف کے بغیر منعقد ہونے والے انتخابات کو فئیر اینڈ فری کہا جا سکتا ہے؟ #CapitalTalk
— Hamid Mir حامد میر (@HamidMirPAK) September 25, 2023
وقالت صحيفة “إكسبرس تربيون”، إن بعض المراقبين السياسيين يرون أن تصريحات كاكر تبدو متوافقة بشكل مخيف مع إستراتيجية “صيغة ناقص واحد”، التي تنطوي على إقالة زعيم الحزب، مع تشجيع الآخرين على الاستيلاء على السلطة.
وفي مقابلته مع وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، كان كاكر قد أكد -أيضا- أن الآلاف من أعضاء حزب إنصاف، الذين لم يشاركوا في أي نشاطات غير قانونية، سيشاركون في العملية الانتخابية.
وتواجه باكستان أزمة منذ إبعاد عمران خان، أحد أكثر السياسيين شعبية، عن رئاسة الوزراء في أبريل/نيسان 2022 بموجب تصويت لحجب الثقة. وزادت الأزمة حدة الأسبوع الماضي، مع إدخال نجم الكريكت السابق السجن تنفيذا لعقوبة بحبسه 3 سنوات لإدانته بتهم فساد.
وحُرم عمران خان من الترشح لأي منصب سياسي لمدة 5 سنوات، على خلفية الدعاوى القضائية المرفوعة ضده.