قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف إن وزارة الصحة لم تتسلم أي مساعدات من التي تم إدخالها، مؤكدا أنها ذهبت كلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) التي اتهمها بالتخلي عن واجبها تجاه سكان شمال القطاع.
وأكد معروف، في مقابلة مع الجزيرة، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين شمال وجنوب وأنه يقصف المنازل في عموم غزة، حتى أولئك الذين نزحوا من الشمال استجابة لتحذيره.
وانتقد معروف وكالة أونروا التي تنصلت من واجبها تجاه السكان، عندما انسحبت طوعا من الشمال استجابة الاحتلال وتركت مئات آلاف النازحين -الذين لجؤوا إلى مراكز إيواء رعايتها- يواجهون الموت.
وحتى في مناطق الجنوب -يضيف معروف- لم تقم الأونروا بواجباتها تجاههم بعد مرور 10 أيام على انسحابها من الشمال، مؤكدا أنه “من غير المقبول أن تدعي الوكالة عدم قدرتها على التعامل مع هذه الأعداد من اللاجئين؛ لأنها أنشئت بالأساس لخدمتهم”، حسب تعبيره.
ووفقا لمسؤول المكتب الإعلامي بحكومة غزة، فإن ما يزيد على ٧٠% من سكان القطاع هم من اللاجئين، نصفهم تقريبا من الشمال يعيشون حاليا في مراكز إيواء، ونصفهم الآخر من الجنوب.
وتعمل اللجان التابعة للحكومة حاليا على تقديم ما يمكن لأولئك الذين انسحبت الأونروا وتركتهم خلفها في شمال القطاع، حسب معروف.
وطالب معروف الوكالة بموقف أكثر مرونة وجدية وجدوى فيما يتعلق بتوفير احتياجات المواطنين نظرا لما تملكه من اتصالات وصلاحيات، مؤكدا أن ما يتم إدخاله من المساعدات لا يسد حاجة مركز واحد من مراكز الإيواء في القطاع.
ولم يصل إلى القطاع حتى الآن سوى 34 شاحنة محملة ببعض المياه والمعلبات ونذر يسير من المواد الطبية المطلوبة والتي لم يصل أي منها إلى وزارة الصحة، كما يقول معروف.
وفسر مسؤول المكتب الإعلامي للحكومة هذه السلوكيات بمحاولة إنفاذ مخطط الاحتلال بتهجير السكان نحو الجنوب عبر ارتكاب مزيد من المجازر.
وقال إن الاحتلال يستخدم المساعدات ووكالة الأونروا حاليا لإيهام السكان بأن كافة الاحتياجات والمساعدات ستكون متوفرة في الجنوب فقط دون الشمال، مؤكدا أن آلية دخول المساعدات التي تم التوافق عليها “فاشلة بالأساس ولن تلبي أدنى احتياجات السكان”، وفق تعبيره.
ومضى يؤكد أنه لا يوجد سبيل حاليا لإنقاذ السكان إذا كان المجتمع الدولي يريد ذلك، سوى وقف العدوان فورا وتوفير ممرات آمنة لإدخال المواد المطلوبة ونقل المصابين الذين لم تعد المنظومة الصحية قادرة على التعامل معهم.