في محاولة لإعادة الحياة إلى مستوطنات غلاف غزة من المقرر أن يعقد طاقم حكومي إسرائيلي خاص مساء اليوم اجتماعا لوضع خطة لإعادة سكان تلك المستوطنات بشكل تدريجي وسيتم طرح الخطة على رؤساء المجالس البلدية لبلدات الغلاف.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مسؤول إسرائيلي مطلع لم تسمه، أن الخطة تقضي بالبدء بإعادة سكان البلدات على بعد 4 إلى 7 كيلومترات عن حدود قطاع غزة وسكان بلدات أخرى من الذين لم تهدم أو تتضرر منازلهم.
ووفقا للخطة سيتم التوقف عن تمويل إقامة سكان مستوطنات غلاف غزة في الفنادق حتى نهاية مارس/آذار المقبل ومنحهم دعما ماليا لتشجيعهم على العودة.
تكاليف باهظة
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد اتخذت قرارا بإخلاء جميع الكيبوتسات والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة وعددها 25 مستوطنة، عقب معركة طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبموجب القرار الذي اتخذ بموجب أنظمة الطوارئ، تم إخلاء المنطقة التي تبعد عن حدود قطاع غزة مسافة من 0 إلى 7 كيلومترات، وبلغ تعداد من تم إخلاؤهم 65 ألف شخص.
كما نزح عشرات الآلاف من سكان مناطق النقب الغربي وسديروت وعسقلان بمبادرة ذاتية منهم ودون أن تلزمهم تعليمات الجبهة الداخلية بذلك، حيث يبلغ سكان هذه المنطقة القريبة من الغلاف أكثر من 200 ألف.
ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فإن تكلفة إقامة عائلة من 6 أشخاص في غرفة فندق وصلت إلى ما يقارب 45 ألف شيكل (12 ألف دولار) شهريا، بينما العائلة التي لديها طفلان حصلت على مخصصات بقيمة 18 ألف شيكل (4800 دولار) شهريا إذا لم تكن مقيمة في فندق.
مساعٍ حكومية
في محاولة من حكومة بنيامين نتنياهو لإعادة سكان مستوطنات الغلاف، فقد قررت الشهر الماضي تقديم منحة مالية للسكان الذين سيوافقون على العودة، وسموها منحة تكيف (لم تذكر قيمتها)، في حين سيكون بإمكان من يرفضون العودة الاستمرار في البقاء بالفنادق وسط إسرائيل.
ودفع ذلك رئيس مجلس استيطاني جنوبي إسرائيل إلى اتهام الحكومة بمحاولة رشوة السكان بمنح مالية، مقابل العودة إلى مستوطنات غلاف غزة، التي لا تزال تتعرض لرشقات صاروخية من القطاع.
وقال إن حكومة إسرائيل تعيد السكان إلى 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (الوضع السائد قبل الحرب) وتتخلى عن أمنهم الشخصي، مشيرا إلى أن الحكومة لم تتمكن من إزالة التهديد الأمني، أو توفير استجابة أمنية رئيسية للبلدات في المنطقة.
مما دفع الجيش ووزارة الدفاع الإسرائيلية للإعلان عن توزيع أسلحة ومعدات قتالية لوجستية في 70 بلدة بغلاف غزة، وفقا لما نقلته القناة الـ 12 الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن يصدق نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش على هذا الأمر بعد مناقشته من قبل الطاقم الحكومي.
في المقابل أقر قائد الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي رافي ميلو بوجود أزمة ثقة عميقة مع سكان غلاف غزة مؤكدا فشل إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأضاف ميلو أن الوقت سيحين لإجراء تحقيق، ودون إعادة السكان إلى منازلهم لن يكون هناك انتصار.