دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأربعاء جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى تصعيد الحراك التضامني والفعاليات المنددة باستئناف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدوانه على قطاع غزة.
وحثت الحركة، في بيان، أبناء الأمة وأحرار العالم على رفع الصوت، تنديدا بجرائم الاحتلال والدعم الأميركي له.
ودعا البيان للمشاركة في حصار السفارات الإسرائيلية والأميركية في العالم، وإلى رفع الأعلام الفلسطينية، وحشد الطاقات، تأييدا لحقوق الشعب الفلسطيني.
وحثت الحركة على توحيد الجهود ضد عدوان الاحتلال، وحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها ضد الفلسطينيين، كما طالبت بوضع حد لاستهتار نتنياهو وحكومته بالقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية.
التواصل مع الوسطاء
من جهته، قال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، للجزيرة، إن الحركة تتواصل مع الوسطاء وأطراف دولية فاعلة، لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأكد النونو أنه لا حاجة لبحث اتفاقات جديدة، في ظل وجود اتفاق وقعت عليه كل الأطراف برعاية دولية.
وبدوره، أفاد القيادي في حركة حماس محمود مرداوي بأن قيادة الحركة “تجري اتصالات مع الوسطاء لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والعمل على إلزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته كل من قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية”.
وأكد مرداوي -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن حكومة الاحتلال “لن تحصل على أسراها الذين تحتفظ بهم المقاومة في غزة إلا باستكمال مراحل الاتفاق، حيث تجري حركة حماس اتصالاتها مع الوسطاء بهذا الاتجاه”.
وأوضح القيادي في حماس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يحاول تمرير عملية تبادل أسرى بمعايير إسرائيلية فقط، وحكومته لم تكن ترغب في الاتفاق وذهبت لتنفيذ المرحلة الأولى منه لتحييد غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وترفض استكمال المرحلتين الثانية والثالثة”.
وشدد مرداوي على أن حماس “التزمت بتطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بكامل تفاصيلها، بينما تهربت حكومة نتنياهو من تنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى وأخلت بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني، وترفض الانسحاب من محور صلاح الدين ـفيلادلفياـ جنوب قطاع غزة”.
وأضاف “العدو الإسرائيلي يتنصل من الاتفاق بهدف الضغط على فصائل المقاومة، وممارسة الإرهاب والإبادة بحق المدنيين العزل من أجل استعادة المحتجزين بأثمان تكون مناسبة إسرائيليا، ولا تحقق مطالب الشعب الفلسطيني بوقف العدوان وإعادة بناء ما دمره الاحتلال”.
ولفت مرداوي إلى أن المجتمع الإسرائيلي -بما فيهم النخب السياسية والصحفية وحتى الأمنية- يعرفون جيدا أن نتنياهو هو من يعطل استكمال الاتفاق، وذلك لحسابات سياسية داخلية.
أما المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع، فاعتبر -في بيان له اليوم الأربعاء- أن إغلاق إسرائيل شارع صلاح الدين، الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه، يمثل انقلابا تاما على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأضاف القانوع أن “إغلاق الاحتلال طريق صلاح الدين هو انقلاب تام على الاتفاق، وإمعان في حصار غزة وتشديد الخناق على أهلها”، مشيرا إلى ما تتعرض له غزة من “الإبادة الجماعية والحصار والتجويع دون حرمة لشهر رمضان الفضيل أو مراعاة للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية”.
وهدد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة حال استكمال الاتفاق، في حين يحتاج نتنياهو إلى إعادة إيتمار بن غفير للحكومة كي يتمكن من إقرار الموازنة، والذي بدوره ربط عودته باستكمال الحرب على غزة.
وتعليقا على ذلك، قال مرداوي إن بن غفير يطمح لتنفيذ خطة ترامب بالتهجير القسري لسكان قطاع غزة بالقتل والإبادة، مشددا على أن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته سيفشل كل مخططات التهجير، ويضرب كل مخططات اليمين الإسرائيلي بضم الضفة المحتلة، وهذا هو الهدف الحقيقي الذي تسعى حكومة الاحتلال لتحقيقه.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت إغلاق معابر قطاع غزة، ومنعت وصول المساعدات والمواد الغذائية إلى أكثر من مليوني فلسطيني، وصعدت من استهدافها للمناطق الحدودية، قبل أن تبدأ هجوما مباغتا فجر أمس الثلاثاء استهدف عشرات المنازل السكنية، وأدى لاستشهاد أكثر من 400 فلسطينيا.