أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -اليوم الاثنين- أن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي، باستهداف قادتها داخل فلسطين وخارجها، تعكس المأزق الذي يعيشه الاحتلال، وتمثل انتهاكا لسيادة الدول الشقيقة التي يوجد فيها أبناء وقادة الحركة.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي طاهر النونو -في بيان صحفي- إن تهديدات الاحتلال تعكس المأزق السياسي والميداني الذي يعيشه “العدو” بفعل “صمود شعبنا البطل ومقاومته الباسلة”.
وأكد النونو أن هذه التهديدات لا تخيف أحدا من قادة الحركة الذين “امتزجت دماؤهم ودماء عوائلهم بدماء أبناء الشعب الفلسطيني الصابر”.
وشدد على أن “هذه التهديدات تمثل انتهاكا صارخا لسيادة الدول الشقيقة التي ذكرها قادة العدو الإسرائيلي ومساسا مباشرا بأمنها ما يستدعي ملاحقة العدو ومحاسبته على تطاوله وغروره”.
تهديد الشاباك
وكان رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار لوّح -أمس- بملاحقة قادة حماس في “كل مكان” خارج إسرائيل “والقضاء عليهم حتى لو استغرق الأمر سنوات” مستذكرا رد فعل إسرائيل بعد “عملية ميونخ” التي استهدفت إسرائيليين في ألمانيا عام 1972.
وفي تسجيل أذاعته هيئة البث العامة الإسرائيلية، لم يتضح متى أدلى به بار أو لمن، حيث قال “حدد لنا مجلس الوزراء المصغر هدفا هو القضاء على حماس. هذه ميونخ الخاصة بنا. سنفعل ذلك في كل مكان، في غزة وفي الضفة الغربية وفي لبنان وفي تركيا وفي قطر. قد يستغرق الأمر بضع سنوات، لكننا مصممون على تنفيذه”.
وأضاف رئيس الشاباك أن “المسؤولية الأمنية ملقاة علينا، وواجبنا تحقيق الأمن والشعور به، وللأسف الشديد في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لم ننجح في ذلك، ولكن أعتقد أننا في تطور مستمر، ونحن لا ننتظر، فنحن نستخلص العبر من تلك الأحداث وننقلها لجبهات أخرى، ليس فقط إلى قطاع غزة”.
وتابع في التسجيل أن “حجم التهديدات على إسرائيل غير مسبوق خلال العام الأخير قبل تلك الأحداث، وفي تلك الأحداث أيضا كان المخفي بعيدا عن الأعين، وهنالك الكثير من الأمور التي تتحرك من تحت الأرض”.
عملية ميونخ
وبذكره ميونخ، كان بار يستذكر ما أقدمت عليه إسرائيل بعد مقتل 11 من أعضاء فريقها الأولمبي عام 1972 عندما شنت مجموعة من منظمة “أيلول الأسود” الفلسطينية هجوما خلال دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ بألمانيا.
وردت إسرائيل على تلك العملية بتنفيذ حملة اغتيالات استهدفت نشطاء وأعضاء المنظمة على مدى عدة سنوات وفي عدة دول.
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي استهدف مستوطنات في غلاف قطاع غزة، وتشن منذ ذلك التاريخ عدوانا مدمرا على القطاع المحاصر خلف أكثر من 15 ألف شهيد وآلاف الجرحى والمفقودين، بخلاف التدمير المروع للأبنية السكنية والمرافق والبنية التحتية حتى المستشفيات.