قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ العزل في مراكز ومخيمات النزوح في جباليا شمال قطاع غزة ورفح جنوبا بأسلحة أميركية يؤكد مسؤولية الولايات المتحدة الكاملة عن الإبادة التي ترتكب بحق الفلسطينيين.
وأضاف حمدان، في مؤتمر صحفي من العاصمة اللبنانية بيروت، أن الاحتلال الذي زعم قيام المقاومة بحرق المدنيين وقطع رؤوسهم في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يكشف عن وجهه الحقيقي بحرق جثامين الفلسطينيين وقطع رؤوس أطفالهم وهم نيام.
وقال إن استخدام صواريخ أميركية دقيقة كما تصفها إسرائيل في هذه المجازر “يؤكد أن ما يجري هو إبادة جماعية متعمدة برعاية الولايات المتحدة”، مؤكدا أن هذه المجازر وغيرها “تثبت زيف حديث الاحتلال عن وجود مناطق آمنة في القطاع”.
استدراج المدنيين
وأوضح حمدان أن كل المجازر التي وقعت في مناطق توصف بالآمنة “تؤكد أن الحديث عن هذه المناطق ليس إلا استدراجا للمدنيين”، واصفا ما قام به الاحتلال خلال اليومين الماضيين يؤكد استخفافه بقرارات محكمة العدل الدولية ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية وقف هذه الجرائم التي تقع برعاية أميركية.
وحمّل القيادي في حماس الاحتلال مسؤولية كل ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو -التي وصفها بالمتطرفة- بحق المدنيين الفلسطينيين، وقال إن الاحتلال “يهرب من فشله في مواجهة المقاومة إلى ارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء”.
ونفى وجود أي مقاتلين في مخيمات النازحين التي استهدفها الاحتلال، وقال إن صور جثامين المدنيين الشهداء من الأطفال والنساء تدحض هذه المزاعم، مشيرا إلى أن المنطقة التي تعرضت للقصف تقع غربي رفح وهي بعيدة عن منطقة عمليات الاحتلال.
وقال حمدان إن ما يقوم به الاحتلال في القطاع يؤكد عدم اكتراثه بالقرارات الدولية ولا بالقانون الدولي، ويؤكد تعوّده على الهروب من المحاسبة بغطاء أميركي كامل.
وأضاف أن الولايات المتحدة “تتحمل مسؤولية مجزرة رفح بشكل كامل، لأنها تواصل تزويد الاحتلال بالأسلحة والدعم السياسي على نحو يمكنه من الاستمرار في جرائمه بحق المدنيين”.
وجدد حمدان التأكيد على أن فصائل المقاومة تواصل التصدي لجيش الاحتلال في كافة محاور القتال، وقال إنها تدير معركة طوفان الأقصى بكل قوة واقتدار، مؤكدا أن ارتكاب مزيد من المجازر في أنحاء القطاع “لن يحقق أي ضغط على المقاومة”.
لا اتفاق إلا بشروط المقاومة
وجدد حمدان التأكيد على أن إسرائيل “لن تستعيد أسراها إلا بالرضوخ لشروط المقاومة التي قدمتها للوسطاء في قطر ومصر”، وقال إن مواصلة العدوان “يعني خسارة حياة مزيد من الأسرى في القصف الإسرائيلي”.
وقال إن المماطلة في المفاوضات “تعني أن الأسرى الإسرائيليين لن يعودوا إلا جثثا وربما لن يعودوا أبدا”، مؤكدا أن المقاومة لم تتلق أي شيء من الوسطاء.
وأضاف “المطلوب بشكل واضح هو وقف العدوان بشكل دائم وكامل في كل قطاع غزة، وليس في رفح وحدها، وهذه نقطة الارتكاز ونقطة البداية”.
وأكد حمدان أن “المجتمع الدولي بدوله وحكوماته ومؤسساته وهو يرى حرب الإبادة الصهيو- نازية من خلال الجرائم والمجازر البشعة، المتواصلة بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة؛ مطالب اليوم، وليس غدا، باتخاذ موقف واضح بإدانتها ورفضها”.
وقال إن حديث الإسرائيليين عن وجود مقترح جديد “ليس إلا محاولة للتملص من قرار محكمة العدل الدولية والتهرب من تداعيات طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية وشراء الوقت لمواصلة المجازر في غزة”.
وأضاف “وافقنا على مبادرة قدمها الوسطاء بعد موافقة الاحتلال عليها وبالتالي لن يكون هناك أي تفاوض قبل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من وقف العدوان وسحب قوات الاحتلال وعودة النازحين وبدء الإعمار وفق خطة واضحة، وتبادل الأسرى لا بد أن يكون وفق خطة واضحة”.
وقال إن أي محاولة لتبادل الأسرى دون توافر هذه الضمانات “لن يكتب لها النجاح”، مؤكدا أن المنطقة “لن تشهد أي استقرار طالما بقيت إسرائيل فيها”.
وتعليقا على عملية الأسرى الجديدة لجنود إسرائيليين، قال حمدان “لا نملك معلومات بشأن الأسرى الجدد سوى ما أعلنته كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- لكن جيش الاحتلال أنكر الواقعة ثم عاد وأخرج تسريبات تشي بوقوع العملية”.
ولفت إلى أن طريقة حديث نتنياهو أمام الكنيست اليوم تدل على أن حجم الإصابات في صفوف الاحتلال أكبر بكثير مما يتم إعلانه.
كما دعا المجتمع الدولي إلى “ترجمة قرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية إلى عقوبات ضد الكيان الصهيوني، وعلى رأسها وقف التمويل بالسّلاح والعتاد العسكري، الذي يستخدمه هذا الاحتلال النازي في ارتكاب المجازر وليس آخرها مجزرة رفح”.
وفيما يخص معبر رفح، جدد حمدان التأكيد على أنه معبر فلسطيني مصري خالص وقال إن أي اعتداء عليه يمثل انتهاكا للسيادة المصرية وتعميق الأزمة الإنسانية في غزة.
ودعا القاهرة إلى الضغط على الاحتلال لسحب قواته من المعبر حتى يتمكن الجرحى من الخروج للعلاج بعد تهاوي القطاع الصحي في القطاع بفعل العدوان.
كما دعا الفلسطينيين في الضفة والقدس والداخل المحتل “للخروج وتفعيل كافة وسائل المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني”.
وتعليقا على سقوط جندي مصري في تبادل لإطلاق النار مع قوات الاحتلال عند معبر رفح البري، قال حمدان إن الحركة لا تملك أي تفاصيل بشأن الواقعة أكثر مما تناولته وسائل الإعلام، لافتا إلى أن ما جرى يؤكد أن الاحتلال “لا يحترم أي معاهدات ولا يفهم إلا لغة القوة”.