قال خبير عسكري روسي إن إسرائيل تمتلك كافة البيانات بشأن القصف الذي استهدف المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة الثلاثاء الماضي وراح ضحيته مئات الشهداء والجرحى.
وأوضح إيغور كوروتشينكو أن المجال الجوي لقطاع غزة تحت سيطرة إسرائيل ويخضع لرقابة شديدة منها، وهي تملك كافة البيانات المتعقلة بقصف المستشفى المعمداني، ولذلك على تل أبيب أن تقدم تلك البيانات.
واستغرب الخبير الروسي الرواية الإسرائيلية بشأن اعتراض مكالمات بين فصائل فلسطينية متعلقة بالحادث، وقال “جميع المعلومات بشأن المجال الجوي لغزة مسجلة (لدى إسرائيل) ولن يكون من الصواب تصديق اعتراض بعض مكالمات الراديو والتنصت إليها”.
وشدد على أن إسرائيل لا تقدم ما لديها من معلومات حول قصف المستشفى، وإنما تكتفي بنشر بعض الاتصالات المفترضة التي اعترضتها ولا معنى لها، ولا يمكن أن تكون دليلا على الرواية الإسرائيلية بأن بعض الفصائل العاملة في المنطقة وقطاع غزة تقف وراء هذا الهجوم.
مطالبة بتحقيق دولي
وأكد كوروتشينكو ضرورة إجراء تحقيق دولي لتحديد السلاح المستخدم في الهجوم على المستشفى، وقال إنه يجب تسليم جميع البيانات المتعلقة بالحادث إلى لجنة خاصة تشكل تحت رعاية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأن تجري تحقيقات على أرض الواقع.
وقال الخبير الروسي في معرض رأيه بشأن إمكانية اتخاذ قرار لبدء التحقيق “من الواضح أن الغرب حلفاء إسرائيل سيمنعون اتخاذ قرار كهذا، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا”.
وأضاف أن إسرائيل تتصرف بمنطق “القوة على حق”، واعتبر أن أي مطالبة بفتح تحقيق دولي يطلب فيه دعم الغرب للكشف عن الهجوم على المستشفى في غزة سيكون مصيرها الفشل.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أسبوعين عدوانه على غزة بقصف المناطق السكنية والمرافق الحيوية، مما أسفر عن سقوط 3785 شهيدا وأكثر من 12 ألف جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء.
والثلاثاء، قالت وزارة الصحة في غزة إن غارة إسرائيلية على المستشفى الأهلي المعمداني في حي الزيتون جنوب مدينة غزة أودت بحياة 500 فلسطينيا، إضافة إلى مئات المصابين من النازحين الذي كانوا لجؤوا إلى المنطقة كملاذ آمن.
وبالمقابل تضاربت التصريحات الإسرائيلية بشأن الغارة بين نفي وتأكيد، قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء تحقيق بشأن قصف المستشفى، كما اتهم حركة الجهاد الإسلامي بالوقوف وراء القصف.
ونفت الحركة ذلك، وقالت إن “توجيه الاتهام لها لن يعفي العدو من مسؤوليته عن المجزرة، وإن الاتهامات التي يروج لها العدو باطلة، والمقاومة لا تستخدم المنشآت العامة والمستشفيات مراكز عسكرية، حسب ما يدعي الإسرائيليون”.
يذكر أن المستشفى أسسته جمعية الكنيسة الإرسالية التابعة لكنيسة إنجلترا عام 1882، ويعدّ من أقدم المستشفيات في فلسطين.