قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن التطورات الأخيرة على الساحة السورية تشير إلى قرب انهيار العاصمة دمشق من الداخل، معتبرا أن الانهيارات في صفوف قوات النظام ليست مرتبطة فقط بالتقدم العسكري لقوات المعارضة بل بتفكك مؤسسات الدولة بشكل واسع.
يأتي ذلك في ظل تقدم كبير للمعارضة السورية المسلحة التي أعلنت سيطرتها على مناطق واسعة في ريف دمشق الغربي والجنوبي، بينها القنيطرة، كما أكدت اقترابها من البوابة الجنوبية للعاصمة بعد انسحاب قوات النظام من بلدات مثل زاكية وكناكر وسعسع، ومن مواقع إستراتيجية مثل اللواء 121 في كناكر.
وأوضح الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري بسوريا أن قوات الجيش السوري كانت قد عانت انهيارات كبيرة بدأت في حلب، حيث فقدت السيطرة على المدينة رغم وجود قوات كبيرة كانت مهيأة للهجوم على إدلب، مضيفا “الانهيار استمر في حماة وامتد إلى حمص ثم المناطق الشرقية مثل دير الزور والميادين والرقة، إلى أن شمل درعا والقنيطرة والسويداء”.
وأشار إلى أن المعارضة المسلحة تركز حاليا على دمشق باعتبارها الهدف الإستراتيجي الأكبر، مع تركيز العمليات العسكرية على 3 محاور رئيسية: الجنوبي من درعا، الشرقي من البادية، والشمالي من حمص.
وأكد أن خطة المعارضة تسعى لتطويق العاصمة من 3 اتجاهات، مع تأجيل السيطرة على المحور الغربي المتصل بالزبداني والحدود اللبنانية إلى مرحلة لاحقة.
انهيار من الداخل
وأكد الفلاحي أن الانهيار الداخلي المتوقع لا يعتمد فقط على تقدم المعارضة من الخارج، بل على التنسيق مع أطراف داخلية تسعى لإضعاف النظام من الداخل، وقال “التحركات في المدن التي شهدت انسحاب النظام تشير إلى وجود تنسيق محكم مع الداخل منذ فترة طويلة”.
وشدد العقيد الفلاحي على أن مؤسسات الدولة في دمشق تواجه انهيارا في كافة القطاعات المدنية والعسكرية والخدمية، معتبرا أن دعوات المعارضة لاستمرار عمل المؤسسات المحلية، مثل الشرطة والإدارات المدنية، تأتي لطمأنة السكان وضمان توفير الخدمات الأساسية.
كما أشار إلى أن المعارضة تسعى لطمأنة الأقليات داخل العاصمة، مؤكدا أن هدفها يقتصر على من يحمل السلاح في وجهها، كما لفت إلى أن المعارضة تترك إدارة مدنية في كل مدينة يتم السيطرة عليها، لضمان استقرار الأمور بعد العمليات العسكرية.
ورأى الفلاحي أن الساعات القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لمعركة دمشق، وقال “إذا استمر التصعيد على هذه الوتيرة السريعة، فإن الموقف في العاصمة قد يُحسم بشكل كامل خلال 48 ساعة”، لافتا في هذا السياق إلى أن المعارضة وعدت بمفاجآت كبيرة داخل دمشق، مما يزيد من احتمالية انهيار النظام بشكل كامل.
وأكد الفلاحي أن بقاء الرئيس بشار الأسد في دمشق أو مغادرته لن يؤثر كثيرا على الوضع المتسارع، معتبرا أن النظام يفتقد حاليا الدعم العسكري والسياسي الذي كان متاحا له في السنوات السابقة، خاصة في عام 2016.