قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن جيش الاحتلال سحب آلياته ودباباته من داخل قطاع غزة قبل سريان الهدنة الإنسانية المؤقتة لأسباب عدة أبرزها الخشية من تكرار عملية “طوفان الأقصى” التي جرت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضح الدويري خلال تحليله العسكري لقناة الجزيرة، أن الاحتلال سحب الآليات العسكرية إلى “مناطق يعتقد أنها آمنة ومهمة من حيث القيمة التعبوية بهدف إعادة التموضع وتسهيل العمليات اللاحقة”.
ورجح الخبير العسكري سحب الآليات الإسرائيلية إلى منطقة غلاف غزة وداخل قطاع غزة قرب السياج الحدودي من أجل تأمين الحماية الجزئية ومواصلة عملية الإمداد والتزويد.
وكذلك رجح أن تكون الآليات الموجودة داخل القطاع خارج المناطق المبنية ذات الكثافة السكانية “لذلك قد تكون في بعض الساحات والمناطق الزراعية على الأطراف”؛ خوفا من تكرار مفاجأة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال كان سيكون في متناول مقاتلي كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”- في حال لم يسحب آلياته، كما أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولة إعادة الجاهزية القتالية في حال كسر وقف إطلاق النار.
وحول حجم الدمار في غزة، شدد الخبير الإستراتيجي أن ما حدث فيها لم يحدث في التاريخ ويفوق بكثير الدمار الذي حل بمدن حلب وحمص والرقة ودير الزور في سوريا، وكذلك الموصل والفلوجة العراقيتين.
وأكد أن جيش الاحتلال كان هدفه “إشباع الرغبة في الإجرام”، فضلا عن ممارسته التطهير العرقي والتهجير القسري مستخدما سياسة التدمير الممنهج.
يذكر أن كتائب القسام أطلقت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عملية “طوفان الأقصى” حيث اقتحمت مستوطنات وثكنات وقواعد غلاف غزة، وأسرت 240 من الجنود والضباط والمستوطنين في عملية غير مسبوقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.