قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المدنيين في قطاع غزة بشكل ممنهج ومتعمد، وهو ما لا ينطبق مع شروط المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية التي يتحدث عنها.
وذكر العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن القصف الذي يجري في دير البلح (وسط قطاع غزة) ومناطق خان يونس (جنوبي القطاع) هو قصف مباشر للمدنيين، وهناك عمليات قصف جوي مركزة على جميع مناطق القطاع، مدعومة بتوغل بري، رغم أن الاحتلال يزعم أن المرحلة الثالثة تكون أقل كثافة من السابق.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية كشفت أن المستوى السياسي في إسرائيل منح الجيش الضوء الأخضر للانتقال تدريجيا إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب على قطاع غزة، وقالت إن الجيش سيواصل العملية العسكرية ولكن بشكل آخر.
وشدد العقيد الفلاحي على أن عمليات القتل البشعة للمدنيين غير مبررة، حتى في ظل وجود قيادات للمقاومة في أوساطهم، كما يزعم الاحتلال، منوّها إلى أن القانون الدولي واتفاقية جنيف لعام 1949 يمنعان قتل المدنيين تحت أي سبب.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت مجزرة جديدة باستهداف مدرستين تؤويان نازحين غرب دير البلح، مما خلف أكثر من 30 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة 100 آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو استهدف مجمع قيادة وسيطرة تابعا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تم إخفاؤه داخل مجمع مدرسة خديجة.
وفنّد الخبير العسكري والإستراتيجي المزاعم التي يروج لها الاحتلال للتغطية على جرائمه، وقال إن قيادات المقاومة لا يمكنها أن تختلط بالمدنيين لتجنب قصفهم من قبل القوات الإسرائيلية.
ومن جهة أخرى، أكد العقيد الفلاحي أن المقاومة الفلسطينية تعتمد في تصديها لقوات الاحتلال في تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، على إستراتيجية تقضي بمحاولة احتواء الهجوم الإسرائيلي الذي يكون عادة مصحوبا بزخم ناري في بدايته، وتجنب الدخول في معركة حاسمة مع قوات الاحتلال في هذه المنطقة.
وأشار إلى تصاعد عمليات المقاومة بشكل كبير في تل الهوى، من خلال صد وحصر القوات الإسرائيلية المتوغلة، ثم تنفيذ العمليات التي توظف فيها ما تملكه من إمكانيات وقدرات، قصف بالهاون، وتفجير عبوات، وضرب بقذائف الياسين والقنص.
وذكر أن عمليات المقاومة في تل الهوى تنعكس على عملياتها في منطقة خان يونس وفي رفح جنوبي قطاع غزة.