قال الخبير العسكري إلياس حنا إن الإشكالية في التعامل مع المسيّرات تكمن في رصدها وملاحقتها خلافا للصواريخ العادية أو الباليستية، مشيرا إلى سعي إسرائيلي للبحث عن حلول للتعامل معها بعد إبرام صفقة ضخمة.
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن المسيّرات قادرة على المناورة، والتحليق تحت وسائل الرصد الإسرائيلية، إضافة إلى إمكانية اللجوء إلى تكتيك معين كالإغراق والإلهاء في مكان وإطلاقها في مكان آخر.
وبيّن أن المسيّرة تختلف عن الصاروخ، إذ يسقط الأخير عندما يتم رصده من قبل منظومات الدفاع الجوي، في حين تغير المسيّرة مسارها عندما ترصد.
وجاء حديث الخبير العسكري بعد رصد 5 مسيرات حلقت لوقت من الزمن شمالي إسرائيل، ودوي صفارات الإنذار بلا توقف حتى جنوب حيفا.
وقال حنا إن هناك عدة وسائل للرصد مثل الوسائل البصرية والسمعية والإلكترونية، لكن مع ذلك تبقى “المسيّرات مرنة، وقد يؤدي إسقاطها فوق منطقة سكنية إلى أضرار جانبية كبيرة”.
وشدد على أنه “لا يوجد حل لإسقاط المسيرات باستثناء ما قد تأتي به التكنولوجيا الحديثة”، وأضاف: “يجب أن يكون هناك أجهزة مختلفة عن المنظومة التي تعتمدها إسرائيل”.
ونبه في هذا الإطار إلى طلب الحكومة الإسرائيلية من شركات تكنولوجية متقدمة ضرورة إيجاد حل لهذه المعضلة.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الاثنين الماضي، توقيع “صفقة ضخمة” لزيادة معدل إنتاج منظومة الدفاع الجوي الصاروخي بالليزر (ماغين أور)، ليتم استخدامها كقدرة مكملة لمنظومة “القبة الحديدية” على أن تبدأ العمل خلال عام.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) فإن “نظام (ماغين أور) هو نظام ليزر قوي للدفاع الجوي من الأرض ضد الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وغيرها”.
وفي هذا السياق، قال حنا إن الليزر لديه صعوبات مثل عاملي الطاقة والقدرة على إنتاج الطاقة، مضيفا أن المشكلة تبقى دائما في الرصد وملاحقة المسيّرات.
وتطرق الخبير العسكري إلى نشر إسرائيل مؤخرا “مدفعا رشاشا بـ6 فوهات وبـ6 آلاف طلقة بالدقيقة يعود إلى حقبة الستينيات”، في محاولة منها لصد المسيرات وإسقاطها.
ويعتقد حنا أن إطلاق المسيرات يأتي ترجمة مباشرة لكلمة الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم.
وتطرق إلى حالات سابقة واجهت فيها إسرائيل صعوبات في التعامل مع المسيّرات كقصف معسكر لواء غولاني في بنيامينا بحيفا ومنزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيساريا، وقصف مصنع لإنتاج قطع غيار الطائرات والمسيرات في نهاريا.
ومساء اليوم الأربعاء، قال حزب الله إنه نفذ “هجوما بصواريخ نوعية ومسيرات استهدف قاعدة عين شيمر شرق الخضيرة وتجمعات بمعسكر إلياكيم جنوب حيفا وقاعدة شراغا شمال مدينة عكا”.
وأشار الحزب في بيان إلى أن “العدو عجز عن التصدي للصواريخ والمسيرات التي حلقت لمدة من الزمن فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
في المقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سلاح الجو الإسرائيلي يحاول التصدي لـ5 مسيرات أطلقت من لبنان، في حين نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر إسرائيلي قوله إن “المسيرات التي يجري البحث عنها تحلق بسرعة غير مسبوقة”.
وأضافت الإذاعة أن “طائرات حربية ومروحيات تشارك في اعتراض مسيرات أطلقت من لبنان”.