قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن متقاعد محمد الصمادي إن المعركة الحالية بين حزب الله وإسرائيل قد تكون طويلة، معتبرا إستراتيجية الحزب الحالية خاطئة لأن الحكومة الإسرائيلية لا تفهم سوى لغة القوة.
وأوضح الصمادي -خلال تحليله المشهد العسكري بلبنان- أن إسرائيل تستغل عمليات إطلاق الصواريخ عليها لكي ترسل رسالة لحلفائها مفادها أنها ضحية لطلب مزيد من الدعم السياسي والعسكري.
وبناء على ذلك، يصعّد جيش الاحتلال محاولا استنزاف “قدرات حزب الله التعرضية” -وفق الصمادي- باستهداف مراكز الثقل والبنى التحتية ومنصات الإطلاق ومستودعات الأسلحة وخطوط الإمداد اللوجيستي للحزب خاصة في البقاع والحدود السورية، إلى جانب اغتيالات ممنهجة لقيادات الحزب العسكرية.
ولا يزال هناك خرق استخباري أمني إسرائيلي في منظومة القيادة والسيطرة والاتصالات لحزب الله الذي يحاول تجنب حرب شاملة، حسب الخبير العسكري الذي قال إن الحملة الجوية الإسرائيلية المكثفة قد تمهد لاحقا لعملية برية بالعمق اللبناني.
ووفق الخبير الإستراتيجي، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تخفيف القدرات القتالية لحزب الله على مراحل، مضيفا “ستسمح هذه الوتيرة لجيش الاحتلال بزيادة عمليات القتل والإجرام وتدمير البنية التحتية”.
في الجهة المقابلة، يصعد حزب الله بشكل مدروس وتدريجي باستخدام وتيرة منخفضة من القوة، لكن الصمادي يرى ذلك إستراتيجية خاطئة لأن حكومة إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة.
وأضاف “إذا استخدم الحزب قدراته القتالية بقوة لاستهداف الأهداف الإسرائيلية ومراكز الثقل سيفرض وقتها معادلة الردع، وستكون إسرائيل في موقف مغاير”، متطرقا إلى ترسانة الحزب الدقيقة مثل صواريخ كروز المتطورة وكورنيت وياخونت وألماس.
وعن وتيرة عمليات الحزب الحالية، قال الصمادي إنه لا يعلم من يقف خلف قرار الحزب، متسائلا “إن كان يؤخذ وفق وتيرة العمليات من طهران”، مستندا في حديثه إلى الدور الإيراني وما يجري خلف الكواليس.
ويعتقد الخبير العسكري أن دخول قوات خاصة من حزب الله إلى الجليل الأعلى سيدفع الاحتلال لإعادة التفكير جديا، واصفا ما يجري بإبادة عرقية ممنهجة وليست حربا حيث يقتل جيش الاحتلال ولا يقاتل.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن يوم الجمعة الماضي اغتيال رئيس منظومة العمليات في حزب الله إبراهيم عقيل، وقال إنه القائد الفعلي لقوة الرضوان في الحزب، إلى جانب قادة كبار في قيادة منظومة العمليات وقوة الرضوان.
وأشار إلى أن “عقيل والقادة الذين تمت تصفيتهم كانوا من مخططي خطة اقتحام الجليل التابعة لحزب الله والتي كانت تهدف إلى اقتحام بلدات الجليل بشكل مشابه لما نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023″.