قال الخبير العسكري إلياس حنا إن إسرائيل لا تريد فقط إجبار حزب الله اللبناني على الانفصال عن قطاع غزة والقبول بعودة سكان الشمال إلى بيوتهم، ولكنها تريد أيضا تدمير قدراته، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أثبتت أنها قادرة على الردع ومنع اتساع الحرب.
وأضاف حنا أن الوضع ليس كما كان عام 2006، لأن إسرائيل لن تقبل بوجود لاعب قوي (حزب الله) يمكنه إجبارها على الانسحاب من مكان ما.
وأشار إلى أن حزب الله يتبنى نظرية الربح بعدم الخسارة بينما إسرائيل تشن هجوما واسعا ومكلفا، لافتا إلى أن الوضع ليس تحت السيطرة بقدر ما هو مضبوط من جانب الولايات المتحدة.
وقال حنا إن حزب الله يُعتبر نقطة المركز فيما يعرف بوحدة الساحات التي لم تظهر حتى الآن بعد الهجوم الإسرائيلي العنيف على جنوب لبنان، مشيرا إلى أن تفعيل هذه الوحدة مرهون بقرار من إيران.
القرار بيد إيران وأميركا تمنع الحرب
ويري حنا أن إيران لا تريد الدخول في حرب واسعة ومن ثم فإنها تتعامل مع تفعيل وحدة الساحات بكثير من الحذر لأن إسرائيل ربما ترد على هذا الأمر بضرب إيران نفسها، وبالتالي جرها للمواجهة.
وأضاف أن إيران “لا تريد الحرب لأن مشروعها في المنطقة يجني ثماره عسكريا وحانت لحظه جني ثماره سياسيا، وبالتالي هي لا تريد هدم ما بنته”.
وعن تعامل حزب الله مع الهجوم الإسرائيلي الأخير، قال حنا إن كلا الطرفين يبدل الخطوط الحمراء بشكل متواصل لكنه رجح أن تدخل إسرائيل حربا شاملة في حال وجه لها الحزب ضربة كبيرة خلّفت أضرارا كبيرة.
وأوضح أن الولايات المتحدة أثبتت قدرتها على الردع ومنع اندلاع حرب واسعة في المنطقة بدليل أنها حشدت العديد من الدول للدفاع عن إسرائيل خلال الهجوم الإيراني في أبريل/نيسان الماضي، وأكدت مرارا أنها ستواصل الدفاع عنها.
ووصف حنا الوضع حاليا بأنه حرب بمعناها الكامل لكنها غير معلنة لأن هناك تدميرا وقتلا وسعيا إسرائيليا لإخلاء سكان جنوب لبنان إلى ما وراء نهر الليطاني لإجبار حزب الله على فصل نفسه عن غزة، لافتا إلى أن المنطقة تعيش صراعا جيوسياسيا خطيرا.