أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط طائرة مسيّرة انطلقت من لبنان فوق بلدة آدميت الشمالية بالجليل الغربي، وفق ما نقلت عنه صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وفي تعليقه على هذه التطورات، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن حزب الله اللبناني تمكن من تصنيع المسيرات وتطوير وظائفها، وجعلها انقضاضية وتزويدها بالمتفجرات لتصبح قادرة على القيام بغارات جوية مدمرة لأهداف ومناطق معينة.
وقال العميد جوني -في تحليل للتطورات العسكرية في لبنان- إن المسيّرات ستدخل تطورا بالغا في العقيدة العسكرية لكل الدول، مشيرا إلى أنها تستخدم على نطاق واسع في المنطقة، لأنها سلاح لا يكلف كثيرا، وتستخدمها مجموعات المقاومة في اليمن والعراق وفي لبنان.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الجمعة مقتل جنديين وإصابة 25، حالة اثنين منهم خطرة؛ إثر هجوم من مسيّرة أطلقت من العراق باتجاه شمال الجولان السوري المحتل.
وأوضح العميد جوني أن منظومة الرادارات الدفاعية تعجز عن كشف المسيّرات، لأنها لم تكن معدّة أصلا في صناعتها وتجهيزها لالتقاطها ومواجهتها، كما أن الطائرات الحربية لا تستطيع التعامل معها. ورأى أن المسيّرات لها تأثير كبير على الوضع في الميدان خلال الحروب.
وتتميز المسيّرات بكونها تملك مرونة في التحرك من علوّ منخفض، وتوجّه بطريقة ذكية، كما يوضح الخبير العسكري والإستراتيجي.
وبشأن تحركات حزب الله على أكثر من صعيد، كإطلاق الصواريخ والمسيّرات والاستهداف المباشر والتصدي لمحاولات تسلل قوات الاحتلال، قال الخبير العسكري والإستراتيجي إن الحزب يقوم بمناورات ذكية لردع العملية البرية التي لم تبدأ بعد، مشيرا إلى أن مسألة تحديد الأهداف تكون لناحية الأفضلية وذات الصلة بالعملية البرية.
وأضاف أن الحزب اللبناني لديه قوة على الأرض وخبرة متراكمة في الحروب، ويعرف طريقة قتال الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى قاعدة ذهبية في العلم العسكري تقول “الوسيلة المناسبة في المكان المناسب، وفي الوقت المناسب”.
ويؤكد أن الوسيلة المناسبة حاليا لحزب الله هي الوسائل التي تعرقل جيش الاحتلال وتنصب له الكمائن، وأهمها التفخيخ والمتفجرات والألغام التي تنصب في ممرات إلزامية للجيش الإسرائيلي.
وقال إن قدرة عناصر حزب الله على نصب الكمائن والمتفجرات لقوات الاحتلال تعكس أن الحزب لا يزال يتمتع بدينامية الحركة والمرونة والقدرة على إطلاق الصواريخ، رغم السيطرة الجوية الإسرائيلية على المنطقة.
وفي ظل المراقبة الدقيقة للطائرات وللمسيّرات الإسرائيلية، رجح الخبير العسكري والإستراتيجي أن يكون مقاتلي حزب الله يتحركون تحت الأرض، لأن ذلك يتيح لهم الخروج من فوهات متعددة ومفاجئة للجيش الإسرائيلي.
وأعلن حزب الله اليوم أن مقاتليه اشتبكوا مع قوة مشاة إسرائيلية لدى محاولتها التقدم باتجاه محيط مبنى بلدية العْدَيسة جنوبي لبنان، مما أدى إلى حدوث انفجار ضخم بالقوة الإسرائيلية المتقدمة وإجبارها على التراجع فضلا عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفها.