يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا -في تحليل للمشهد العسكري بلبنان- أن اختيار حزب الله اللبناني لأمينه العام الجديد يُدخل الحزب في مرحلة جديدة، ضمن حربه المتواصلة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وربط المرحلة الجديدة بانتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله واستعادة الحزب للقتال والسيطرة خاصة في جنوب نهر الليطاني.
وقال العميد حنا إن انخفاض وتيرة الصواريخ التي أطلقها حزب الله اليوم مقارنة بالأيام الماضية، ربما يتعلق بمسألة الاقتصاد في القوة لمرحلة طويلة، لأن الحزب قد يكون يخطط لمرحلة طويلة من الاقتتال مع الجيش الإسرائيلي.
أما الاحتمال الثاني، فربما أن الطيران الإسرائيلي استطاع أن يقلص القدرة الصاروخية لحزب الله. لكن العميد حنا قال إنه لا يمكن التأكد من الاحتمالين.
وبشأن القدرة الصاروخية لحزب الله، أشار العميد حنا، إلى أن ما استُعمل حتى الآن كان على الخط الأزرق وفي الجليل الأعلى والجليل الأدنى، ووصلت الصواريخ حتى تل أبيب وهرتسليا.
وقال إن الصواريخ الجديدة للحزب يجب أن تكون نوعية من حيث الدقة والمدى، وهو ما سيكشفه الحزب لاحقا.
وكان محمود قماطي، نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله اللبناني قال في تصريح لقناة الجزيرة إن الحزب لم يستخدم كامل قدرته الصاروخية. وأكد “أن المخزون من صواريخ حزب الله يستطيع أن يصمد فترة طويلة وأن يوجه ضربات قاسية إلى العمق الإسرائيلي، إلى 130 و140 و145 كيلومترا”.
وعن مسار المعارك في جنوب لبنان، تحدث الخبير العسكري والإستراتيجي عن 3 مناطق قال إنها مهمة جدا، وهي عيتا الشعب في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان ورميش وعيترون، ولذا يهتم الجيش الاحتلال الإسرائيلي بربط عيتا الشعب بعيترون.
كما يسعى جيش الاحتلال إلى السيطرة على الطيبة، وهي الخط الآخر للقرى اللبنانية التي هي في الداخل، وكذلك التقدم إلى منطقة الخيام في جنوب لبنان، و التي لها خصوصية مهمة، حيث كانت بالمنطقة الأمنية من عام 1985 حتى عام 2000.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أفادت بدخول “عدد كبير” من الدبابات الإسرائيلية إلى تلة عند الأطراف الشرقية لبلدة الخيام، وهي أعمق نقطة يصلها الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليات توغله في جنوب لبنان في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
كما أعلن حزب الله، في بيانات متلاحقة، استهداف تجمّعات جنود إسرائيليين عند أطراف بلدة الخيام برشقات صاروخية وقذائف مدفعية.
ورغم أن جيش الاحتلال يعتمد على 5 فرق في جنوب لبنان، فإنه لم يتقدم على الخط الأزرق بالدبابات والآليات والمشاة والقوات الخاصة. ويقوم مقاتلو حزب الله -كما يتابع العميد حنا- باستهداف كل آلية تدخل إلى داخل الخط الأزرق.