قال الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي عن المشاهد التي بثتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن الكمائن التي نفذتها ضد قوات الاحتلال في جباليا شمالي قطاع غزة، تعكس الاستعداد الجيد من جانب المقاومة وقدرتها على قراءة أفكار جيش الاحتلال.
وأضاف الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري في القطاع- أن تجهيز هذه الكمائن يبدو وكأنه سابق لتوغل القوات الإسرائيلية لأنها جرت بنوع من الأريحية وكانت في المنطقة الشرقية التي دخل منها الإسرائيليون.
ولفت الخبير العسكري إلى أن العبوة البرميلية التي استخدمت في العملية تحوي كمية كبيرة من المتفجرات مما يجعلها أكثر فتكا بالدبابات والمدرعات.
كما أن تأكيد مقاتلي المقاومة على أن العملية ثأر للقائد الراحل أبو أنس الغندور الذي استشهد في هذه المنطقة ومن قبلها عملية الثأر لزعيم حماس الراحل يحيى السنوار، يعني أن المواجهات مستمرة بعد سقوط هؤلاء القادة، كما يقول الفلاحي.
دليل على قوة المواجهة
وعن التفاصيل العسكرية، قال الفلاحي إن العملية استخدمت أسلحة متنوعة من العبوة البرميلية لعبوة تاندوم وقذيفة الياسين 105، مما يعطي صورة واضحة عن المواجهة القوية التي جرت في جباليا.
كما أن تزامن العمليات -برأي الفلاحي- “يعكس الاستعداد المسبق للمواجهة من جانب المقاومة وهو ما يتضح في استخدام صاروخ تاندوم الذي يفتك بالدبابات أكثر من الآر بي جي”.
ومن ناحية أخرى، فإن العملية تعكس قدرة المقاومة على التعامل مع الأسلحة المتنوعة، حسب الخبير العسكري.
وإلى جانب ذلك، فإن عملية تفخيخ المنزل “تعكس قراءة المقاومة لأفكار جيش الاحتلال فقاموا بتفخيخ المنازل التي يعتقد أنها ستدخل إليها فضلا عن تفخيخها بشكل دقيق بحيث لا تتمكن فرق التمشيط من كشف الألغام قبل دخول القوات”، برأي الفلاحي، الذي يرى أن المقاومة “تواجه صعوبة في بث الكثير من العمليات التي تم تصويرها بسبب الحصار وانقطاع الكهرباء وخطورة الوضع الأمني في جباليا”.
وختم الفلاحي بالقول إن بث هذه العمليات يعطي دلالة واضحة على أن المقاومة تواصل القتال بما لديها من إمكانيات محدودة وأيضا الحالة المعنوية العالية رغم الدمار الكبير وعمليات القصف الكبيرة التي يتعرضون لها.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، بثت الجزيرة مشاهد حصرية توثق المعارك الضارية بين كتائب القسام وجيش الاحتلال الإسرائيلي شرقي مخيم جباليا.
وأظهرت المشاهد تفجير دبابة إسرائيلية بعد تجهيز وزرع عبوة أرضية، إلى جانب استهداف دبابة من طراز “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105” المضادة للدروع.
كما فجر عناصر القسام منزلا مفخخا بصوة مسبقة بقوة إسرائيلية خاصة تسللت إليه، وسمع صوت أحد مقاتلي القسام يقول إنه تم قتل جميع جنود الاحتلال بنجاح. ووثقت المشاهد أيضا استهداف القسام دبابة إسرائيلية بقذيفة “بي 29″، وإصابتها بصورة مباشرة.