رجح الخبير العسكري العميد المتقاعد إلياس حنا أن تسعى إسرائيل للعب دور أكبر في المشهد السوري بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، “أكثر مما كان عليه الوضع خلال الحرب السورية”.
وأوضح حنا -خلال تحليله التطورات المتلاحقة في سوريا- أن إسرائيل قصفت لأول مرة المربع الأمني بالعاصمة السورية دمشق، بعدما كانت روسيا تضع خطا أحمر بعدم ضرب قوات النظام السوري لكونها تعطي شرعية الوجود الروسي في سوريا.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الأحد إن إسرائيل قصفت مركز البحوث العلمية في المربع الأمني بدمشق، حيث تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية، وشنت غارات جوية استهدفت حي المزة بالعاصمة السورية.
وحسب المصدر ذاته، فإن إسرائيل قصفت الأحد 100 هدف في سوريا، معظمها مستودعات أسلحة.
ووفق الخبير العسكري، فإن إسرائيل تحاول الانخراط في المشهد السوري من أجل “قصف أي أسلحة إستراتيجية قد تقع بيد المعارضة السورية المسلحة وتهددها لاحقا”.
ولم يقتصر القصف الإسرائيلي على المربع الأمني فحسب، بل قصفت المقاتلات الإسرائيلية قاعدة خلخلة الجوية جنوبي سوريا.
وبشأن التطورات في مرتفعات الجولان السوري المحتل، قال الخبير العسكري إن إسرائيل تذهب إلى مرحلة وضع خطوط حمراء جديدة للتفاوض عليها مستقبلا.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الأحد بأن مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية لمرتفعات الجولان عقب انسحاب جنود الجيش السوري وإنشاء منطقة عازلة فيها، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي سيكون “القوة التنفيذية” بالمنطقة.
وفق الخبير العسكري، فإن تحركات إسرائيل التي تصفها بالمؤقتة تتحول لاحقا إلى “دائمة”، مشيرا في هذا الصدد إلى اعتراف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى بشرعية احتلال إسرائيل مرتفعات الجولان.
وفي وقت سابق الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها، مضيفا “لن نسمح لأي قوة معادية بترسيخ نفسها على حدودنا”.
وأعلن نتنياهو -خلال زيارة لموقع قرب الحدود السورية- عن انهيار “اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 الموقعة مع سوريا، وتخلى الجنود السوريون عن مواقعهم”، مؤكدا أن إسرائيل ستراقب التطورات في سوريا عن كثب وستفعل ما يلزم لحماية حدودها وضمان أمنها، وفق تعبيره.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن “إسرائيل تستعد لهجمات متواصلة في سوريا لأيام عدة لمنع وصول أسلحة إستراتيجية للمتمردين”.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا لسكان 5 بلدات سورية حدودية بعدم التحرك والخروج من منازلهم حتى إشعار آخر. وكان قد دفع بتعزيزات من قوات المدرعات والمشاة إلى هذه المناطق.
وتقع مرتفعات الجولان في جنوبي غربي سوريا، واحتلتها إسرائيل في حرب 1967، ثم ضمتها رسميا عام 1981، وتصنفها الأمم المتحدة “أراضي عربية محتلة نتيجة لأعمال عدوانية”.
وتحتل إسرائيل حاليا نحو 1176 كيلومترا مربعا من أراضي الجولان، منها 100 كيلومتر مربع من مساحة المناطق التي كانت مجردة من السلاح وفق اتفاقية هدنة 1949. وإداريا تشكل الجولان واحدة من 13 محافظة في سوريا ومركزها مدينة القنيطرة.