قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن المتقاعد إلياس حنا إن الذهاب إلى العاصمة دمشق يستلزم قوة ووسائل عسكرية مختلفة، واعتبر أن مدينة حمص هي نقطة أساسية، وتساءل عما إذا كانت قوات الجيش السوري قد انسحبت من هناك أم أنها ستقاتل؟
وفي آخر التطورات الميدانية، أعلنت المعارضة السورية المسلحة توالي انسحابات الجيش السوري من المناطق المحيطة بغرب دمشق، كما أكدت بدء عملية عسكرية خاصة من محاور عدة لدخولها.
وفي جنوب سوريا، أعلنت “غرفة عمليات الجنوب”، التي تم إنشاؤها في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، سيطرتها على كامل مدينتي درعا والصنمين، بعد مواجهات مع قوات الجيش السوري ومجموعات عسكرية مدعومة من إيران.
ومن جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنه لا صحة للأنباء الواردة على صفحات من وصفتهم بالإرهابيين حول انسحاب الجيش من حمص، وأضافت أن الجيش موجود في حمص وريفها وينتشر على خطوط “دفاعية ثابتة ومتينة”.
وتحدث العميد حنا عما سماها “ديناميكيات” حصلت في المشهد السوري في اليومين الأخيرين، وعن اتجاهات مختلفة يمكن أن تؤدي إلى العاصمة دمشق، من دير الزور إلى مدينتي السخنة ثم تدمر وصولا إلى جنوب حلب فجنوب دمشق، كما أن إغلاق معبر أبو كمال من قبل “قوات سوريا الديمقراطية”، يعني فصل المسرحين السوري عن العراقي. وأيضا من السويداء ودرعا باتجاه دمشق.
وأشار إلى أن قوات المعارضة المسلحة نجحت في السيطرة على كثير من الألوية والأفواج العسكرية في درعا والسويداء.
وقال العميد حنا إن ما يجري في درعا والسويداء هي ديناميكية مختلفة لأنها لا تنضوي تحت عملية “ردع العدوان”، بل هي غرفة عمليات الجنوب ولها تركيبة مختلفة.
ومن جهة أخرى، شدد الخبير العسكري والإستراتيجي -في تحليل للمشهد العسكري السوري- على ضرورة معرفة مركز ثقل الجيش السوري الأساسي وأولوياته، و”هل يريد الحفاظ على حمص لحماية الساحل ودمشق أم فعلا المعركة الكبرى ستكون في العاصمة”.
وعما أورده مراسل الجزيرة عمرو حلبي من أن قوات المعارضة المسلحة سيطرت على معظم المناطق في ريف دمشق الغربي، أوضح العميد حنا أن الريف الغربي هو المنطقة المحاذية للحدود مع لبنان، “وكان حزب الله يقاتل في هذه المنطقة خلال الثورة السورية”.
وتساءل بشأن هذه التطورات قائلا: “هل هي محاولة من قبل المعارضة لعزل دمشق والذهاب إلى المعركة الفاصلة، إما بالتفاوض أو بعملية عسكرية؟”.
واعتبر أن الذهاب إلى دمشق يستلزم من المعارضة المسلحة أن توفر قوى ووسائل عسكرية تختلف تماما عما حصل في مدينتي حماة وحلب، لأنه في المرحلة الأولى كانت العملية سريعة وأدت إلى انهيار قوات الجيش السوري، بالإضافة إلى أن العاصمة لها أهمية رمزية سياسية للقيادة السورية ولها مرجعية في القانون الدولي.
وأوضح أن المعركة في دمشق ستكون “معركة حياة أو موت للقيادة السورية ولبيئتها بشكل عام”.