قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن معركة غزة الحاسمة ستكون في عمق المدينة ومخيماتها المكتظة بالسكان، نافيا ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على مخيم الشاطئ غربي المدينة.
وبيّن الدويري، في تحليله العسكري على قناة الجزيرة، أن جيش الاحتلال يقاتل على عمق ألف إلى 1200 متر من القاطع الغربي لمدينة غزة، مشيرا إلى أن الكتلة البشرية في المنطقة التي تلي تقدمه على غرار الوصول إلى شارع الجلاء.
وحول مزاعم الجيش الإسرائيلي بـ”السيطرة العملياتية” على مخيم الشاطئ، شدد الدويري أنه جرى عزل المخيم وتطويقه ولم يسيطر عليه، وأوضح أنه مخيم مكتظ بالسكان وتوجد فيه كتيبة الشاطئ التابعة لـ”كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف أن الخسائر التي تحدث في صفوف جيش الاحتلال تقع بالقوات الخلفية وليست المتقدمة كاستهداف القوات والآليات المتوغلة في بيت حانون وتل الهوى وغيرهما.
أما دلالات استمرار عمليات المقاومة كقصف تل أبيب وقتل الجنود في غزة، فأكد الخبير العسكري أن هذا يشير بوضوح إلى أن فصائل المقاومة قادرة على خوض معركتها الدفاعية وضبط إيقاعها، كما أن خطتها مجدية ومثمرة.
ويضيف أن كتائب القسام ترسل رسائل مفادها أنها قوية ومتماسكة وراشدة وتوظف القوة الموجودة في الوقت والمكان المناسبين، وما يقال عن تدمير حماس والقضاء عليها “غير منطقي وغير واقعي ويصعب تحقيقه”.
بين أبو عبيدة وهاغاري
وحول غياب أي “صورة انتصار للجيش الإسرائيلي في غزة”، ذهب الخبير العسكري إلى أبعد من ذلك، وتساءل هل عرض جيش الاحتلال ومتحدثوه صورة لمقاتل مستسلم أو أسير أو شهيد؟!
وأكد أن جيش الاحتلال اكتفى بنشر صور النازحين الذين هُجّروا قسرا أطفالا ونساء، وقال إنه “تجاوز في البعد الإجرامي الذي مورس كل الخطوط الحمراء”.
ولفت إلى أن الأداء الميداني للمقاومة في غزة مدعم بما يقوله الناطق باسم القسام أبو عبيدة، حيث يتم نشر فيديوهات ضرب الآليات وبعضها أثناء الحركة في الشارع.
وفي المقابل، يعرض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري جدول مناوبات أسبوعيا في قبو مستشفى الرنتيسي بغزة ونفقا اتضح لاحقا أنه لتعبئة البنزين، وهو ما وصفه الدويري بالعرض السخيف.
وحول تحليل صور الأقمار الصناعية لنقاط تمركز الدبابات الإسرائيلية والسواتر الترابية، قال الخبير العسكري إن هناك خطة إسرائيلية تخضع للتطوير والتعديل بعدما حصلت عدة تراجعات مثلما حدث في شارع عمر المختار وساحة السرايا.
وأضاف أنه بسبب شدة القتال وعدم استمرار العملية البرية وعدم وجود إدامة زخم “كان لزاما على القوات الإسرائيلية اللاحقة التموضع في نقاط حشد وانتظار أمامية”.